فروع من جامعات عالمية توفر خدمات تعليمية متميزة في قطر

الدوحة- تسعى قطر منذ سنوات عديدة لأن تكون مركزا إقليميا متميزا في السياحة التعليمية من خلال السماح بإنشاء فروع لأرقى جامعات العالم على أراضيها من ناحية وإقامة منظومة تعليمية متكاملة بمعايير عالمية، إلى جانب ما تتمتع به قطر من بنية تحتية سياحية متميزة تجعلها وجهة مفضلة للدارسين من مختلف الدول العربية بشكل خاص والدول المحيطة بشكل عام، للحصول على خدمة تعليمية متميزة وتجربة معيشية رائعة.
ويعتبر الاستثمار في بناء أفضل الأنظمة التعليمية واستقطاب أهم الجامعات العالمية جزءا رئيسيا من رؤية قطر 2030 التنموية، حيث ارتفع عدد الجامعات العاملة في قطر خلال السنوات الأخيرة إلى 6 جامعات قطرية تقدم برامج دراسية في مختلف التخصصات، إلى جانب 19 فرعا لجامعات أجنبية.
فإضافة إلى الجامعات القطرية المرموقة، ومنها جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة، تفتح المدينة التعليمية في قطر أبوابها لسبع جامعات عالمية هي كارنيجي ميلون، وجورجتاون، وفرجينيا كومنولث، وجامعة تكساس إي آند إم، ووايل كورنيل للطب، وجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال، وجامعة نورثويسترن، وتقدّم 58 برنامجًا تعليميًّا، وتضم أكثر من 3500 طالب.
وتقول المدونة السنغافورية على موقع إكسبتيكا إنترناشونال إن تجربة الدراسة في قطر هي تجربة فريدة في ظل الاهتمام الحكومي بالمنظومة التعليمية، مشيرة إلى أن جامعة قطر في المركز 401 ضمن قائمة التايمز لأفضل 500 جامعة على مستوى العالم وتخدم نحو 20 ألف طالب 38 في المئة منهم طلاب أجانب.
كما تتيح منظومة التعليم الجامعي في قطر باقة من المنح الدراسية وخيارات الدعم المالي للطلاب بغية جذب أفضل الطلاب في العالم بغض النظر عن وضعهم المالي، فضلا عن تقديمها لقروض دون فائدة لدعم الطلاب وتتيح خيار السداد عن طريق العمل في واحدة من مئات المؤسسات المعتمدة في دولة قطر.
وتجتذب برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة قطر طلابًا من دول عدّة، أتوا ليحظوا بدراسة لغة الضاد وأخذها من أهلها.
أما جامعة لوسيل فتأسّست عام 2020 ويتجاوز تنوّع كادرها الوظيفيّ 40 جنسيّة، وتقدّم 15 برنامجًا من برامج البكالوريوس، و4 برامج ماجستير، وينضوي تحت لوائها عدد من الطلّاب يمثّلون أكثر من 70 جنسيّة من مختلف أصقاع الأرض، بمن فيهم طلاب “برنامج منح قطر” والمموَّلون من صندوق قطر للتنمية ودعم مؤسّسة قطر الخيريّة.
وأولت قطر القطاع التّعليميّ اهتماما بالغا، وأخذت على عاتقها مهمة إدخال نظام تربويّ يضاهي أرقى الأنظمة التّعليميّة على مستوى العالم، ويسهم في إعداد الطلاب لخوض التّحدّيات.
في الوقت نفسه تمتلك قطر مقومات جذب سياحيّ تناسب مختلف الثّقافات، وتتنوّع بين مقوّمات طبيعيّة وأخرى حديثة، مثل المحميّات الطبيعيّة والقلاع الأثرية، فضلًا عن المرافق العامّة وسلسلة منتجعات وفنادق عالميّة وحدائق عامّة ومتنزّهات ومطاعم شهيرة وأسواق تقليديّة ومجمّعات تجاريّة كبرى، بما يكفل تحقيق التّوازن بين العرض والطلب في قطاع الضّيافة، وتنويع خيارات الإقامة السّياحيّة، وتصنّف الدّوحة بين أكثر الوجهات السّياحيّة أمنًا في العالم.
وكانت قطر -في إطار الاستعدادات الحثيثة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022- قد أنجزت بنية تحتيّة قويّة وفاعلة، مع توفير الضّيافة الفندقيّة اللّازمة وبكلفة اقتصاديّة، فضلًا عن تجهيز بيوت الشّباب القطريّة بأثاث حديث يلبّي متطلبات الطلّاب وقاصدي قطر، وخدمات على مدار السّاعة.
ولم تغفل قطر حاجة الطلاب وغيرهم إلى سهولة التّنقّل بين مقاعد الدّراسة والإفادة من الأجواء السّياحيّة، فوفرت مترو الدّوحة بخطوطه الثّلاثة؛ الخطّ الأحمر والخطّ الذهبي والخطّ الأخضر، وتعدّ محطة مشيرب نقطة تقاطع رئيسيّة لهذه الخطوط.
ومن خلال المترو يمكن التّنقّل بسهولة بين المدينة التعليمية وجامعة قطر ومنطقة لوسيل وأبرز معالم قطر السّياحيّة، فعلى سبيل المثال قد يستقل الطّالب الخطّ الأخضر من المدينة التّعليميّة وصولًا إلى محطة مشيرب، ومنها يصل إلى محطة سوق واقف، السّوق التراثيّ في قلب العاصمة القطريّة المصمّم بأسلوب تقليدي أنيق.
ومن محطّة مشيرب يمكن الانتقال إلى الخطّ الأحمر الّذي يصل إلى جامعة قطر وينتهي مساره بمنطقة لوسيل شمالي قطر. تاريخيًّا تضمّ لوسيل قلعة الشّيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسّس قطر الحديثة، وكان الشيخ جاسم يدير منها شؤون الحكم.
في الطّريق إلى لوسيل -وعبر المترو كذلك- يمكن الوصول إلى الحيّ الثّقافيّ (كتارا)، الحيّ النّابض بما يقدّمه من أنشطة مسرحيّة وسينمائيّة وفنيّة طوال العام، فضلًا عن المسابقات الأدبيّة الّتي يحرص زائرو قطر على متابعتها، ومنها جائزة كتارا للرّواية العربيّة، وجائزة الدّراما العربيّة.
تسهم كتارا من خلال تنويع أنشطتها الثّقافيّة والفنّيّة والأدبيّة في إثراء الحراك المجتمعيّ ثقافيًّا وفنيًّا وأدبيًّا، وتشمل تلك الأنشطة الفئات كلّها، بما في ذلك الطّفل والمرأة. وبالقرب من كتارا تقع منطقة اللؤلؤة وهي من أكثر المناطق الّتي يقصدها السّياح، وتجمع بين الأجواء التّرفيهيّة والحيويّة.
ومنذ سنوات جعلت الدّوحة قطاع السّياحة أحد خمسة قطاعات ذات أولويّة ضمن رؤية قطر الوطنيّة 2030، والّتي يمكن من خلالها بناء اقتصاد أكثر تنوّعًا مع تعزيز مساهمة القطاع الخاصّ فيه، وتعتمد على الموقع الإستراتيجيّ الحيويّ الّذي تلتقي فيه الطّرق بين الشّرق والغرب، إذ يتراوح عدد ساعات الطّيران الّتي تفصلها عن العديد من عواصم العالم الرّئيسيّة بين 6 و7 ساعات فقط.
وتشكّل ميزة سهولة الوصول إحدى دعامات جذب الطلاب من مختلف دول المنطقة للدراسة في دولة قطر، إذ يستطيع 80 في المئة من سكان العالم الوصول إليها بعد رحلة طيران لا تزيد على 6 ساعات، كما يمكن لأكثر من ثلثيْ سكان العالم الدّخول إلى أراضيها من دون تأشيرة، تحت شعار “دولة قطر ترحّب بالعالم”.
هذا المزيج من المؤسسات التعليمية عالمية المستوى والبنية التحتية السياحية والمعيشية المميزة جعل قطر أحد أهم مراكز السياحة التعليمية في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، بما يعزز مكانة البلاد بين دول المنطقة حيث تعتبر تجربة الحياة والدراسة في أي دولة من أفضل الوسائل لجذب قلوب وعقول الأجيال الجديدة نحو هذه الدولة، وهو ما يحققه الاستثمار القطري الناجح في قطاع السياحة التعليمية.