تجارب زرع أعضاء الحيوانات في جسم الإنسان تشهد تطورا كبيرا

تونس ـ تشهد تجارب زرع أعضاء الحيوانات في جسم الإنسان تطورا كبيرا وفق ما أكده الدكتور المختص في أمراض الكلى عزيز الماطري، مشيرا إلى أنه من الوارد أن يصبح مثل هذا التدخل الجراحي متداولا ومعتمدا خلال السنوات القادمة.
ولفت، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، إلى أن البحوث والدراسات حول زرع أعضاء الحيوانات وخاصة منها الخنزير والقردة في جسم الإنسان تشهد تقدما ملحوظا، مفيدا بأنه تم القيام بالعديد من التجارب الناجحة في هذا الصدد على المستوى الدولي.
ورجح الدكتور أن يكون هذا النوع من التدخل الجراحي، خلال السنوات القادمة، حلا لوضع حد لمعاناة مرضى القصور الكلوي والقلب والكبد والتخفيف من قائمات انتظار عمليات زرع الأعضاء، وإنقاذ العديد من أرواح البشر، رغم المسائل الأخلاقية المعقدة التي تعوق انتشار واعتماد مثل هذه العمليات، وفق توصيفه.
وبلغت الحاجة إلى زراعة الأعضاء مستويات هائلة ومتزايدة لإنقاذ الأرواح. ويعتقد بعض العلماء أن الأعضاء الحيوانية قد تشكّل وسيلة جيدة لتلبية مستوى الطلب. غير أنّ العلم والعلماء تعثروا لجهة معرفة كيفية منع رفض الأعضاء وتجنب الالتهابات الخطيرة، كما توجّب عليهم حل المسائل الأخلاقية المعقدة، ضمن كيفية اختبار مثل هذه الأعضاء.
◙ الأعضاء الحيوانية تشكّل وسيلة جيدة لتلبية مستوى الطلب لكن العلماء تعثروا لجهة معرفة كيفية منع رفض الأعضاء وتجنب الالتهابات الخطيرة
ويضاهي طول قائمة انتظار عمليات زرع الأعضاء في الولايات المتحدة ضعف عدد العمليات المنجزة في عام 2023، فقد أجريت 46.630 عملية زرع أعضاء في عام 2023، لكن ما زال هناك أكثر من 103.000 شخص على قائمة الانتظار.
لكن التطورات الأخيرة في مجالي الاستنساخ وتحرير الجينات، بالتوازي مع الفهم الأفضل لمكافحة العدوى، قادت مجموعة من المؤسسات إلى تحقيق اختراقات كانت بمثابة خطوات رئيسية قد تسمح لإدارة الغذاء والدواء الأميركية بالموافقة على تجربة سريرية قريبًا.
وقد أجرى الباحثون زراعة كلى وقلوب خنازير معدّلة وراثيًا لدى أشخاص ماتوا دماغيًا، من أجل اختبار نجاحها على البشر. وأظهر الأطباء هذا الشهر أن كبد الخنزير يمكنه تصفية الدم عند ربطه بشخص توفيَ أخيرًا. وفي الأسبوع الماضي فقط، قال الأطباء إنهم حدّدوا مزيجًا من مثبطات المناعة اللازمة للحد من رفض الأجسام البشرية لكلى الخنازير.
كما جرّب الجراحون زراعة قلوب معدلة وراثيًا في أشخاص أحياء، رغبوا باختبار ذلك عندما أدركوا أن وفاتهم كانت وشيكة وأنه من غير المرجح أن تنقذهم عملية زرع قلوب، لكنّ زرع الأعضاء من الحيوانات قد تنقذ العديد من الأرواح مستقبلًا.
وفي عام 2022، أجرى جراحون في جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة بنجاح أول عملية زرع قلب خنزير داخل جسد إنسان. وقال محمد محي الدين، الذي شارك في تأسيس برنامج زرع الأعضاء المغايرة في الجامعة الأميركية، إن القلب ينبض بانتظام ويفوق التوقعات.
كان ديفيد بينيت، البالغ 57 عاما، والذي تلقى قلب الخنزير في عملية تجريبية استغرقت سبع ساعات، قد اعتبر "غير مؤهل" لعملية زرع قلب بشري. وتأتي العملية بعد سنوات من البحث للفريق الطبي بشأن عملية الزرع التي يمكن أن تغير حياة أشخاص في جميع أنحاء العالم.