ارتفاع درجات الحرارة يفاقم مشكلة احتباس الماء في الجسم

ينتج احتباس السوائل في الجسم عن تسرب السوائل من الدم إلى أنسجة الجسم ممّا يتسبّب في تراكم كميات من الماء في مناطق متعدّدة من أنحاء الجسم. وتتفاقم هذه المشكلة الصحية مع ارتفاع درجات الحرارة وينصح الخبراء بتناول الخضر الخضراء الغنية بالفيتامينات والمعادن والتي تساعد على الحد من المشكلة، كما تعد المدرات العلاج الأمثل والأكثر شيوعا في الكثير من الحالات.
تونس - تتفاقم مشكلة احتباس الماء في الجسم لدى العديد من الأشخاص مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة. واحتباس السوائل أو ما يعرف بـ”الوذمة” هو مشكلة صحيّة تنتج عن تسرب السوائل من الدم إلى أنسجة الجسم، ممّا يتسبّب في تراكم كميات من الماء أو السوائل في مناطق متعدّدة في أنحاء الجسم كالكعبين أو الكاحل أو اليدين أو الذراعين، وكذلك ربما حول الرئتين، وحول العينين.
ودعت المختصة في التغذية شهرزاد كعنيش إلى اتباع نظام غذائي سليم وتناول الخضر خضراء اللون بالخصوص، إما منقوعة في الماء المغلي أو معصورة أو في شكل سلطة، لمجابهة تفاقم احتباس الماء في الجسم.
وأوضحت المختصة في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن الخضر الخضراء وعلى رأسها السبانخ والمقدنوس والكرفس والنعناع والريحان والخيار غنية بالفيتامينات والمعادن التي تساعد على الحد من مشكلة احتباس الماء في الجسم والمتمثلة بالخصوص في الماغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم وحمض الفوليك.
وأفادت بأنه مع ارتفاع درجات حرارة الطقس يخسر الجسم كميات هامة من الماء جراء عملية التعرق وعدم شرب الماء بالكميات اللازمة لتعويضها، فيضطر الجسم إلى حبس الماء داخل خلاياه فتنتفخ أطراف الجسم وتثقل جراء تراكم السوائل داخله.
وينتج احتباس الماء في الجسم عن تعطل دوران الدم في الجسم، وتناول الأطعمة الغنية بالملح والسكر، وعدم شرب كميات كافية من الماء، وقلة ساعات النوم، فضلا عن الاضطرابات الهرمونية المرضية أو الوقتية الناتجة عن حصول تغيرات في الجسم وتناول أصناف معينة من الأدوية، وفق المختصة ذاتها.
◙ احتباس الماء في الجسم ينتج عن تعطل دوران الدم في الجسم وتناول الأطعمة الغنية بالملح والسكر وقلة شرب الماء
ولفتت كعنيش إلى أنه يمكن تحديد العلاج الملائم لمشكلة احتباس الماء في الجسم بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتعرف على أسبابه، لكن يبقى تناول الأطعمة الغنية بالمعادن والبروتين، وشرب كميات هامة من الماء لا تقل عن 3 لترات يوميا وممارسة رياضة المشي، وعدم الجلوس لفترة طويلة ورفع القدمين عند الاستلقاء، من الممارسات المساعدة على مجابهة هذه المشكلة الصحية.
وقد يكون احتباس السوائل من أعراض حالات خطيرة، بما في ذلك:
أمراض الكلى مثل المتلازمة الكلوية والتهاب كبيبات الكلى الحاد. وفشل القلب، فإذا لم يضخ القلب بشكل فعال، فإن الجسم يعوضه بطرق مختلفة. ويبدأ في الاحتفاظ بالسوائل وزيادة حجم الدم. يؤدي هذا إلى احتقان الأوردة وتضخم الكبد وتراكم السوائل في تجاويف الجسم مثل التجويف البطني (الاستسقاء) والأنسجة تحت الجلد، مما يسبب تورما (وذمة) في الساقين.
كما أن أمراض الرئة المزمنة مثل انتفاخ الرئة الحاد، الذي يضغط بشكل مفرط على البطين الأيمن للقلب، مما يؤدي إلى فشله، وأمراض الكبد، مثل تليف الكبد الحاد الذي يؤدي إلى فشل الكبد، عوامل تؤدي إلى احتباس السوائل في الجسم.
ولعلاج احتباس السوائل في الجسم ينصح الخبراء بـ:
- التقليل من كمية الملح في النظام الغذائي، لا ينبغي أن يضيف الشخص الملح أثناء عملية الطهي، ويتوقف عن تمليح وجباته على المائدة. يجب أن يتجنب الأطعمة مثل رقائق البطاطس والفول السوداني المملح. وينبغي أن يكون حذرا من الأطعمة المصنعة مثل اللحوم المصنعة، التي تميل إلى احتواء الملح "الخفي".
- يعتقد أن فيتامين “ب 6” (البيريدوكسين) يساعد في حالات احتباس السوائل الخفيف. تشمل المصادر الجيدة لفيتامين “ب 6” الأرز البني واللحوم الحمراء.
- يساعد فيتامين “ب 5” (حمض البانتوثنيك) والكالسيوم وفيتامين “د” الجسم على إفراز السوائل الزائدة. على الشخص إدخال الفواكه الطازجة وأطعمة الألبان قليلة الدسم في نظامه الغذائي اليومي.
- شرب الكثير من الماء. فالجسم جيد الترطيب أقل عرضة للاحتفاظ بالسوائل.
- التقليل من المشروبات المدرة للبول مثل الشاي والقهوة.
- عصير التوت البري له تأثير مدر خفيف للبول.
- الاستلقاء مع جعل الساقين أعلى من الرأس، كلما أمكن ذلك.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- ارتداء الجوارب الضاغطة.
ويعتمد نوع العلاج على السبب الكامن، وتوجد حالات عديدة ذات شفاء عفوي، وتعد المدرات العلاج الأمثل والأكثر شيوعا في الكثير من الحالات، لكن يكون استخدامها قصير الأمد لأنها قد تسبب أعراضا جانبية مثل: التجفاف والأذية الكلوية وزيادة حبس السوائل وغيرها. ويعد نقص الوارد الغذائي وخاصة وارد البروتينات سببا مهما في تراكم السوائل داخل الجسم، إذ يعدل البروتين من الضغط داخل الأوعية فيسبب نقصه صعوبة في دخول السوائل إلى الأوعية ما يسبب تراكمها حول النسج وحدوث الوذمات.