لقاح روسي مضاد للسل يخضع للاختبارات السريرية

منظمة الصحة العالمية لا توصي باستخدام لقاح السل "بي سي جي" في إعادة تطعيم البالغين.
الثلاثاء 2024/06/25
مزايا مهمة للقاح الجديد

موسكو - يخضع اللقاح الروسي المضاد للسل حاليا للاختبارات السريرية. وأعلن الدكتور ألكسندر غينزبورغ مدير مركز “غاماليا” لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة أن اللقاح الروسي المضاد للسل سيحمي من الإصابة بالمرض مستقبلا.

وقال “سيحمي اللقاح من العدوى، وإذا اجتاز الاختبارات بنجاح فلن يكون مخصصا للأطفال فقط، بل للبالغين أيضا. ويعني هذا، من حيث المبدأ، أنه سيغير السل كوباء، أي يمكننا القول إنه مع التطعيم الشامل لن يبقى مرض السل رفيقا طبيعيا لجسم الإنسان والبشرية”.

ووفقا له سيكون اللقاح من حقنة واحدة، والاختبارات السريرية مستمرة حاليا، وأن 40 إلى 50 في المئة من المرضى قد حصلوا على اللقاح، ويتابع أطباء متخصصون تطور حالتهم.

وكان علماء المركز العلمي للطب الانتقالي بجامعة سيريوس الروسية قد اكتشفوا لقاحا مضادا لمرض السل وأظهرت نتائج اختباره أنه الأكثر فاعلية من بين جميع الأدوية المستخدمة حاليا في العالم.

وقال رومان إيفانوف مدير المركز في تصريح متلفز “يُعتمد لقاح السل ‘بي جي سي’ حاليا للوقاية من مرض السل الرئوي في العالم، علما بأن العيب الرئيسي لهذا اللقاح هو أنه لا يوفر للبالغين وقاية كاملة من المرض”.

وأضاف أن “منظمة الصحة العالمية لا توصي باستخدام لقاح السل ‘بي سي جي’ في إعادة تطعيم البالغين، لأن مخاطر الآثار الجانبية تفوق الفوائد المحتملة، لذلك يواصل العلماء في جميع أنحاء العالم البحث عن لقاحات جديدة ضد مرض السل، وخاصة للمراهقين والبالغين، وقد عملت مجموعتنا البحثية على ابتكار بديل فعال عن لقاح السل”.

اللقاح سيحمي من العدوى، وإذا اجتاز الاختبارات بنجاح فلن يكون مخصصا للأطفال فقط، بل للبالغين أيضا

وتابع قائلا “كما هو معروف تستخدم في علاج مرض السل أدوية مضادة للبكتيريا فقط، لا تكون أحيانا فاعليتها عند المستوى المطلوب، لذلك يمكن أن يصبح لقاح الحمض النووي بديلا ويستخدم في العلاج المناعي لانتشار حالات السل المقاومة للمضادات الحيوية”.

وأشار إلى أن اللقاح الجديد يتميز بمزايا مهمة، حيث أنه في حالة اللقاحات التقليدية المستخدمة تحقن في الجسم بروتينات العامل المسبب للمرض، أما في حالة اللقاح الجديد فتجرى عملية تصنيع مستضدات مسببات المرض بشكل طبيعي ومباشرة في جسم الإنسان كما هو الحال في العدوى الفايروسية، ولذلك توفر هذه اللقاحات فاعلية مناعية ووقائية عالية.

وأظهرت التجارب أن حقن القوارض باللقاح الجديد أدى إلى تحقيق استجابة واضحة للخلايا التائية التي تلعب دورا رئيسيا في مكافحة العامل المسبب للمرض. ووفقا للخبراء سيكون هذا اللقاح فعالا حتى في حالة ظهور سلالات جديدة لمسبب المرض.

والسُل مرض معدٍ خطير يُصيب الرئتين في الأساس. وتنتقل البكتيريا التي تتسبَّب في الإصابة بمرض السُل من شخص إلى آخر من خلال الرذاذ الذي يخرج في الهواء عبر السعال والعطس.

وبعدما كان هذا المرض نادرًا في البلدان النامية بدأت حالات عدوى السُّل تتزايد في عام 1985، ويرجع ذلك -إلى حد ما- إلى ظهور فايروس نقص المناعة البشرية، وهو الفايروس الذي يتسبَّب في الإصابة بالإيدز. ويتسبَّب فايروس نقص المناعة البشرية في إضعاف الجهاز المناعي للشخص، حيث يكون غير قادر على مقاومة الجراثيم . وفي الولايات المتحدة، وبسبب برامج المكافحة القوية، بدأت نسبة السُل في الانخفاض مرةً أخرى في عام 1993. لكنها لا تزال تُشكِّل مصدرًا للقلق.

وتقاوم الكثير من سلالات السُل الأدوية الأكثر استخدامًا لمعالجة المرض. ويجب أن يتناول الأشخاص المصابون بالسُل النشط أنواعًا عديدةً من الأدوية على مدى شهور، وذلك للقضاء على العدوى ومنع زيادة مقاومة المضادات الحيوية.

15