سوناطراك الجزائرية تستعين بهواوي لتطويع الرقمنة في أعمالها

شنتشين (الصين) - فتحت شركة سوناطراك الجزائرية للطاقة جبهة جديدة في سياق تنمية وتوسيع أعمالها عبر التركيز على الحلول التكنولوجية، ضمن خطة لترسيخ الرقمنة في أنشطتها المتعلقة بالنفط والغاز.

وأبرمت الشركة الثلاثاء مذكرة تفاهم مع هواوي ممثلة في فرعها في الجزائر بمقر الشركة الصينية في مدينة شنتشين تتيح استكشاف الفرص الممكنة في تطويع الحلول المبتكرة في أعمال سوناطراك.

وبحسب بيان نشرته الشركة الجزائرية على حسابها في فيسبوك، فإن الاتفاق، الذي حضره الرئيس التنفيذي لسوناطراك رشيد حشيشي والرئيس التنفيذي لهواوي هوا لينغ، سيسمح للطرفين بإرساء إطار ملائم لإجراء مباحثات حول فرص التعاون في مجالات الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات.

وقالت إن التعاون “يشمل مجموعة واسعة من الميادين، لاسيما منها تلك المتعلقة بالحوسبة السحابية ومراكز البيانات والشبكات المعلوماتية والاتصالات إضافة إلى الأمن السيبراني”.

وأوضحت أن “توقيع المذكرة يعبر عن طموحات سوناطراك الصريحة من أجل تطوير التعاون في مجال التحول الرقمي، والذي تعتبره محركا أساسيا يتيح لها تحسين عملياتها، واستغلال قدراتها وإمكاناتها بشكل كامل، فضلا عن التكيف مع التحديات الحالية”.

وكان حشيشي قد قام بزيارات ميدانية في اليومين الماضيين لمركز البيانات السحابية لهواوي بمقاطعة دوغان ومركز الأمن السيبراني، فضلا عن القطب الجامعي أوكس هورن والذي يعد مركزا مرجعيا للبحث والتطوير التكنولوجي في ميدان المعلوماتية والاتصالات.

ومن المتوقع أن يعزز هذا التعاون نشاطات البحث والتطوير وتجريب الحلول الرقمية في مجالات رئيسية لمواجهة التحديات التي يطرحها تطور قطاع النفط والغاز، كما سيشجع على إحداث بيئة ملائمة للابتكار والتحسين المستمر بفضل برامج تكوين متخصصة.

ومع فرض الدول تدابير حماية بيئية جديدة، فإن أسواق الطاقة العالمية تتحول تدريجيا نحو الطاقة النظيفة. ويدفع هذا التحول صناعة النفط إلى تعزيز إنتاج الطاقة النظيفة وتطويرها. يعتمد هذا التحول على أنظمة تكنولوجيا المعلومات الفعالة ذات القدرات القوية لإدارة البيانات وتحليلها.

وتبدو سوناطراك ملتزمة بحماية المناخ وتطوير الطاقة الجديدة. وفي مواجهة التغيرات الهيكلية الحتمية على مستوى الصناعة، أدركت أنه يتعين عليها اعتماد تقنيات تكنولوجيا المعلومات المتقدمة لمواصلة تحسين كفاءتها الإنتاجية.

وتدعم البنية التحتية القديمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الخاصة بالشركة أعباء العمل المختلفة ولكنها تستجيب فقط لمتطلبات الخدمة عبر المراحل الأولية والمتوسطة والنهائية لصناعة النفط والغاز والأقسام الوظيفية لكل شركة تابعة.

ويفتقر نظام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات القديم إلى التخطيط الموحد، مما يؤدي إلى مشاكل. وعلى سبيل المثال تمتلك سوناطراك خمسة مراكز بيانات منفصلة وتعمل بشكل مستقل عن بعضها البعض.

ولهذا السبب، فإن الشركة الجزائرية تفتقر إلى الإدارة والجدولة الموحدة، حيث إنه إذا أصبح أحد مراكز البيانات محملا بشكل زائد، فلا يمكن توزيع الخدمات على مراكز البيانات الأخرى.

ولدى سوناطراك أكثر من 200 شركة فرعية وأكثر من 10 أقسام وظيفية أفقية. ومع ذلك، يتم توفير أجهزة تكنولوجيا المعلومات من قبل بائعين مختلفين، مما قد يسبب مشكلات في التوافق. وفي مارس الماضي، شاركت شركة الطاقة الجزائرية في تجربة حل التفتيش الذكي لاستشعار ألياف خطوط أنابيب النفط والغاز الذي تم استخدامه من قبل هواوي.

ويضمن هذا الحل مستوى كبيرا من الأمان والكفاءة العالية لخطوط الأنابيب من خلال الفحص الآلي لخطوط الأنابيب، والذي يتم تمكينه بواسطة تقنية استشعار الألياف الضوئية الموزعة. وتشير التقديرات إلى أن سوناطراك تدير 43 خط أنابيب للنفط والغاز، مصحوبة بكابلات ضوئية بطول 14 ألف كيلومتر.

ويقول المختصون إن الفحص اليدوي التقليدي مكلف وغير فعال في الكثير من الأحيان، كما أنه من الصعب الحصول على حالة تشغيل خط الأنابيب على مدار الساعة في الوقت الفعلي.

ويأمل مركز سوناطراك المشترك للابتكار في العمل مع هواوي وشركاء آخرين لتقليل تكاليف التشغيل والصيانة، والتحذير بشكل استباقي من تلف خطوط الأنابيب، وتحديد مواقع قطع الألياف بسرعة باستخدام تقنيات مبتكرة.