إعادة بناء قارب فايكنغ في الدنمارك

العلماء يرون أنّ إعادة بناء السفينة يتيح التوصل إلى فهم أعمق للمراحل الماضية.
الثلاثاء 2024/06/04
العودة إلى الماضي

روسكيلده  (الدنمارك) - مقابل مضيق في الدنمارك، توفّر مجموعة من الحدادين مساعدة لإعادة بناء قارب من حقبة الفايكنغ بهدف التوصّل إلى فهم أفضل لأسرار التنقّل البحري التي اعتمدها المحاربون الإسكندنافيون قبل ألف عام.

وسط أصوات طقطقة المعادن، يعيد فريق من المدرسة الوطنية للحدادة في المملكة المتحدة تصنيع “سكولديليف 5”، وهي سفينة حربية يبلغ طولها 17 مترا تُعرض بقاياها في متحف روسكيلده.

يقول الأستاذ روان تايلور بينما يطرق طلابه الحديد الساخن “نستكشف قدر الإمكان التقنيات التي استُخدمت في تلك المرحلة”. ويشير علماء الآثار إلى أنّ السفينة كانت جزءا من أسطول حربي، وهي أصغر بكثير من أكبر سفينة فايكنغ اكتُشفت على الإطلاق، وهي “روسكيلده 6” التي يبلغ طولها 37 مترا.

وعُثر على “سكولديليف 5” إلى جانب أربعة قوارب أخرى في مضيق روسكيلده عام 1962، بعد مرور نحو ألف عام على غرقها خلال محاولتها حماية المدينة من الغزاة.

وقد نجا نحو نصف هيكلها المصنوع من خشب البلوط فيما غرقت مرساتها الحديدية التي تستند عملية تصنيع بديلة عنها إلى مرساة أخرى، يعود تاريخها إلى الفترة نفسها وابتُكرت من قضبان حديد جرى تلحيمها.

والنموذج الموجود في لادبي وسط البلاد، يبلغ طوله 1,26 متر وعرضه 0,83 متر، وهو مجهز بسلسة حديدية طولها 11 مترا. ويقول مايكل فيليبس، وهو طالب يبلغ 28 عاماً “كان الوصول إلى الموارد بالنسبة إليهم (المحاربون) أصعب بكثير مما كان لنا، وهو ما يظهر القدرات التي كانوا يتمتعون بها”.

وبمجرد الانتهاء من تصنيعها، سيتم تعليق المرساة الحديدية الجديدة على نموذج مُعاد إنشاؤه من “سكولديليف 5”، يُتوقَّع الانتهاء من أعمال تصنيعه سنة 2028. ويقوم متحف روسكيلد لسفن الفايكنغ منذ ثمانينات القرن العشرين بعرض أو إعادة بناء أو استخدام السفن التي تعود إلى تلك الحقبة، بفضل تقنيات أثرية تجريبية.

عع

ويعتبر العلماء أنّ إعادة بناء السفينة يتيح التوصل إلى فهم أعمق للمراحل الماضية. وتساهم إعادة بناء قارب فايكنغ تاليا بتقييم السرعة التي كانت تبحر فيها السفن أو تُحمّل البضائع أو الأسلحة. وتقول أمينة المتحف تريونا سورينسن “إنها وسيلة لإطلاق كل المعلومات التي تم تخزينها في السفن”.

وتضيف “عندما تكون السفن أمامكم كما هي أمامنا في المتحف، يمكن اكتشاف عمرها وما هي المواد المصنوعة منها، ومكان بنائها (…) ولكن لا تكون لديكم أي فكرة عن كيفية عملها في الواقع، وهذا ما يهمنا بالفعل”.

وبين القرنين التاسع والحادي عشر، أبحر المحاربون الإسكندنافيون عبر أوروبا وأميركا الشمالية، وقاموا بأعمال نهب ولكن أيضا بالتجارة مع السكان. وتشير سورينسن إلى أن “السفن هي في الواقع المحرك لكل هذا التوسع في عصر الفايكنغ، وأدخلت الدول الاسكندنافية (…) في المشهد السياسي الأوروبي آنذاك”.

18