حصار رفح يجبر الحيوانات على النزوح مع حارسها

فتحي أحمد جمعة أقام مأوى مؤقتا لعشرات الحيوانات نزحت معه من مدينة رفح التي تتعرض لهجوم بري إسرائيلي.
الأحد 2024/05/26
هجرة ضاغطة

خان يونس (الأراضي الفلسطينية) - في حظيرة في خان يونس بجنوب قطاع غزة، أقام فتحي أحمد جمعة مأوى مؤقتا لعشرات الحيوانات، من بينها أسود وقردة بابون، نزحت معه من مدينة رفح التي تتعرض لهجوم بري إسرائيلي.

ويقول حارس حديقة الحيوانات هذا “لقد نقلنا جميع الحيوانات التي كانت لدينا، باستثناء ثلاثة أسود كبيرة بقيت” في رفح، وهي مدينة محاصرة تتعرض للقصف على الحدود مع مصر، مضيفا “لم يتسنّ لي الوقت الكافي لنقل” هذه الحيوانات.

واضطر جمعة إلى ترك حديقة الحيوانات التي يعمل بها في رفح عندما أمرت إسرائيل بإخلاء أجزاء من المدينة في أوائل مايو. وقبل الهجوم، كانت المدينة الحدودية بمنأى نسبياً عن الغارات، ولجأ إليها أكثر من نصف سكان قطاع غزة. والآن، دفعت العمليات العسكرية وأوامر الجيش الإسرائيلي بإخلاء شرق المدينة، نحو 800 ألف شخص إلى النزوح من رفح، وفق الأمم المتحدة، بينهم جمعة وعائلته.

لم تقتصر تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتأثيرات الحرب المدمرة المتواصلة للشهر الثامن على البشر فحسب، بل طالت الحيوانات أيضا
◙ تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتأثيرات الحرب المدمرة لم تقتصر على البشر فحسب بل طالت الحيوانات أيضا

ولم تقتصر تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وتأثيرات الحرب المدمرة المتواصلة للشهر الثامن على البشر فحسب، بل طالت الحيوانات أيضا، حينما حاصرها الجيش وأجهز عليها بسلاح التجويع أحيانا والقصف أحيانا أخرى.

فمنذ أسبوعين، ما زالت ثلاثة أسود محتجزة في أقفاصها بلا طعام، بعد أن حاصرتها القوات الإسرائيلية في حديقة الحيوانات شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ويناشد صاحب حديقة الحيوانات في رفح المؤسسات الإغاثية الدولية والمعنية بحقوق الحيوان بمساعدته على إجلاء الأسود، التي ظلت داخل أقفاصها في الحديقة بحي البرازيل شرقي المدينة.

ويقول جمعة لوكالة فرانس برس “أناشد السلطات الإسرائيلية: هذه الحيوانات لا علاقة لها بالإرهاب”، طالبا مساعدتها للتنسيق مع الوكالات الإنسانية لإنقاذ الأسود المتبقية في رفح.

ويخشى جمعة من عدم قدرة هذه الحيوانات على الصمود طويلاً بمفردها، قائلا “بالطبع، في غضون أسبوع أو عشرة أيام، إذا لم يتم إجلاؤها، فسوف تفارق الحياة بسبب عدم توافر المياه والغذاء”. ولفت إلى أنه فقد بالفعل عددا من حيواناته بسبب الحرب، وهي “ثلاثة أشبال وخمسة قردة وقرد حديث الولادة وتسعة سناجب” بسبب عدم القدرة على توفير الطعام المناسب والرعاية الطبية.

وعلى الرغم من نجاحه في إنقاذ الببغاوات في الحديقة، إلا أن عددا كبيرا من طيور جمعة الأخرى لم تعد بحوزته. وأكد متأسفا “لقد أطلقت سراح كلاب وصقور ونسور، وكذلك الأمر مع الحمام وبعض طيور الزينة. لقد أطلقت سراح الكثير منها لأنه لم يكن لدينا أقفاص لنقلها”.

وفي الحظيرة، يحاول جمعة تدبّر أمره بالموارد المتوافرة لديه، مستخدما سياجا استُحدث على عجل لزيادة علوّ الملجأ حتى لا يتمكن شاغلوه الجدد، وهي غزلان مرقطة، من الهروب.

 

18