بوريل: الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يخدم حماس بل حقوق الفلسطينيين

القدس - اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الجمعة إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس هدية لحماس، مشيرا الى الخلاف العميق بين السلطة وحركة المقاومة.
وتابع بوريل أن الاتحاد الأوروبي تحدث بالفعل وموّل واجتمع مع السلطة الفلسطينية، قائلا "في كل مرة يتخذ فيها أحد قرارا بدعم دولة فلسطينية... يكون رد فعل إسرائيل تحويل الأمر إلى معاداة للسامية".
وأعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا أنها ستعترف بدولة فلسطينية في 28 مايو، وحثت دولا أوروبية أخرى على أن تحذو حذوها.
وقالت الدول الثلاث إنها تأمل أن يؤدي قرارها إلى تسريع وتيرة الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل على حركة حماس في قطاع غزة منذ شهر أكتوبر الماضي.
وما تزال القضية الفلسطينية تثير انقساما بين بعض أكبر دول التكتل، اذ أعلنت فرنسا.
وفي الأيام القليلة الماضية قالت فرنسا أن إقامة دولة فلسطين ليس من "المحرمات" بالنسبة لباريس لكن التوقيت ليس مناسبا، في حين شددت ألمانيا على أن هدفها على المدى البعيد هو التوصل إلى حل الدولتين، لكنها ترى، مثل الولايات المتحدة، أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الحوار.
وتعترف نحو 144 دولة من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193 دولة بفلسطين بما في ذلك معظم دول جنوب العالم وروسيا والصين والهند.
وردا على قرار مدريد، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، قراره منع القنصلية الإسبانية العامة في القدس من تقديم خدماتها للفلسطينيين.
وأوضح كاتس في منشور على منصة إكس موقفه قائلا إن الدعوة المعادية للسامية التي أطلقتها نائبة رئيس الوزراء الإسباني ليس فقط للاعتراف بالدولة الفلسطينية بل لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، معلنا عن قراره قطع العلاقة بين التمثيل الإسباني في إسرائيل والفلسطينيين، إضافة الى منع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية.
وتابع "إذا كانت هذه الشخصية الجاهلة (نائبة رئيس الوزراء الإسباني) المليئة بالكراهية تريد أن تفهم ما الذي يسعى إليه الإسلام الراديكالي حقا، فعليها أن تدرس 700 عام من الحكم الإسلامي في الأندلس – إسبانيا اليوم."
وكان رئيس الحكومة الإسباني، بيدرو سانتشيز، قد أعلن أنّ بلاده ستعترف رسمياً بالدولة الفلسطينية في 28 مايو الجاري، مضيفاً أنّ "نتنياهو لا يدفع نحو حلّ الدولتين، وإنّما يُعيقه في الواقع".
ويقود سانشيز حملة دبلوماسية، منذ نوفمبر الماضي، لإقناع الدول الغربية بالاعتراف بدولة فلسطين من أجل وضع حد للنزاع في الشرق الأوسط ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي سياق الرد على اعتراف مدريد بدولة فلسطين، أرسلت عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الليكود" شاران هيسكل رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكاتس، تطالب فيها باعتراف إسرائيل رسمياً باستقلال أقاليم عن إسبانيا، والاعتراف باستقلال إقليم كتالونيا (شمالي شرقي إسبانيا)، وإقليم الباسك وغاليسيا (شمالي إسبانيا)، الأندلس وأراغون (شمالي شرقي إسبانيا) وجزر الكناري والبليار عن البلاد.
ويعتبر هذا الإجراء غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية لإسرائيل مع الدول التي لها قنصليات عامة في القدس، ولم يسبق أن لجأت إسرائيل الى مثل هذا الإجراء بما في ذلك عندما اعترفت السويد بفلسطين في تشرين الأول عام 2014.
وفي حين أن السفارات الموجودة في تل أبيب تختص بتقديم الخدمات للإسرائيليين فإن القنصليات العامة الموجودة بالقدس الشرقية تختص بتقديم الخدمات للفلسطينيين والعلاقات السياسية.