شكاية مغربية لدى اليونسكو ضد السطو الجزائري على "القفطان الفاسي"

المملكة المغربية تدعو اللجنة المختصة إلى اليقظة اللازمة في معالجة ملفات الترشيح، حتى لا تتكرر عمليات السطو على التراث الثقافي للدول.
الأربعاء 2024/05/22
سفيرات لتراث بلدهن

قفطان النطع الفاسي، مثل الزليج البلدي، تراث مغربي اختصت به مدينة فاس، و”هو ما يؤكده التاريخ وتقر به جميع بلدان العالم” وفق خبراء مغاربة. وتسعى وزارة الثقافة المغربية في هذا السياق إلى التصدي لمحاولات السطو عليه.

الرباط - أودع المغرب عبر وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بتنسيق مع المندوبية الدائمة للمغرب، لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بشكل رسمي شكاية لدى هذه المنظمة الدولية ضد السطو الجزائري على القفطان المغربي.

وحسب الشكاية التي وقعها محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، والموجهة إلى أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، فإن المغرب لاحظ وجود صورة لـ”نطع فاس” ضمن ملف جزائري تعتزم الجزائر وضعه لدى اللجنة الحكومية المكلفة بصون التراث غير المادي، علما أن المغرب توصل في وقت سابق إلى أن القفطان موضوع الصورة تمت سرقته من متحف يوجد بأمستردام.

وطلب المغرب، عبر هذه الشكاية الرسمية، سحب صورة القفطان المغربي مع التأكيد على أن التراث الثقافي المغربي يشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية، وهناك تشبث كبير بين المغرب وتراثه الثقافي الحضاري.

وقال المغرب إن ملف التراث يجب ألا يخضع لأي حسابات سياسية ضيقة، والتراث المغربي سيتم الدفاع عنه عبر جميع الطرق كما لا يمكن للمملكة المغربية قبول أي استغلال لاتفاقية 2003.

كما دعت المملكة المغربية اللجنة المختصة إلى اليقظة اللازمة في معالجة ملفات الترشيح، حتى لا تتكرر عمليات السطو على التراث الثقافي للدول.

حح

وقبل أشهر راسلت غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو)، تتعرّض على ترشيح الزليج والقفطان المغربيين ضمن التراث اللامادي الجزائري.

وقالت الغرفة “بلغ إلى علمنا أن دولة الجزائر ترغب في تقديم ملف ترشيح الزليج والقفطان المغربيين كتراث ثقافي لا مادي جزائري ضمن اللائحة التمثيلية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو”.

وشدّدت المراسلة على أنه “بموجب ذلك، فإننا كغرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق وكافة الصانعات والصناع التقليديين المزاولين للزليج والقفطان المغربيين بهذه الجهة – تجدون رفقته لائحة موقعة بأسمائهم – نعترض على هذا الترشيح ونلتمس من سيادتكم التدخل العاجل من أجل التعرض على ترشيح الملف الجزائري باعتباره ترشيحا يعتمد على مغالطات لا تنبني على أسس تاريخية أو تقنية أو اقتصادية، كما تعد هاته العملية استيلاء وتطاولا على تراث مغربي أصيل مشهود له عالميا، حيث يمثل الزليج والقفطان المغربيان أصالة مملكة امتدت لما يفوق 12 قرنا”.

وذكّرت غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق بـ”الدور الطلائعي الذي تلعبه منظمة اليونسكو في صون التراث الثقافي غير المادي، وما يمثله هذا التراث من معارف وفنون ومهارات تقليدية. وقد أعدت اليونسكو في عام 2003 صكا مخصصا لهذا الغرض، وهو اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي التي صادق عليها المغرب، وبالتراث الثقافي غير المادي الغني والمتنوع الذي تزخر به المملكة المغربية والذي يعكس مهارة وعبقرية أنامل الصانع التقليدي المغربي”.

وسبق أن أطلقت مجموعة من النشطاء في أغسطس من العام الماضي عبر منصات التواصل الاجتماعي عريضة رقمية، دعوا المغاربة إلى توقيعها، تنديدا بإدراج صورة لـ”قفطان النطع الفاسي المغربي” ضمن الملف الجزائري للتراث لدى منظمة اليونسكو، وهو الموضوع الذي أثار جدلا.

حح

وطالب الموقعون على العريضة الموجهة إلى اليونسكو المغاربة بالانخراط في المبادرة التي تهدف إلى سحب صورة القفطان من ملف الجزائر، والدفاع بشراسة عن التراث المغربي من المحاولات المتكررة للسطو من البلد الجار وتصحيح جميع المغالطات في الموضوع، معبرين عن قلقهم العميق والجدي بشأن صون الإرث الثقافي والحضاري لكل مجتمع من أشكال الاستيلاء.

وانخرطت مجموعة من الوجوه المغربية المعروفة في الحملة الرقمية. وكانت وزارة الشباب والثقافة والتواصل قد شرعت في سلك مجموعة من الإجراءات القانونية من أجل التصدي لمحاولات السطو الجزائرية على القفطان المغربي ونسبته إلى تراثها وتسجيله في الملف الذي قدمته لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

ويعتبر قفطان النطع الفاسي من أشهر القفاطين المغربية الأصيلة، التي تفننت أنامل الصانع التقليدي بمدينة فاس في إبداعها، فهو، فضلا عن ثوبه المخملي المعروف بـ”الموبرة” وتفاصيله الدقيقة، يتميز بتطريزة النطع النادرة، التي تتطلب مهارات يدوية دقيقة تم توارثها من “معلم” إلى آخر.

18