تغير المناخ يزيد من أعراض أمراض المخ

ارتفاع الحرارة والرطوبة يزيدان من أعراض السكتات الدماغية والالتهاب السحائي والصرع والزهايمر.
الأربعاء 2024/05/22
المخ يكافح للحفاظ على درجة حرارة الجسم

يؤكد خبراء الصحة أن التغيرات الحادة في درجة الحرارة في غير مواسمها، تزيد من خطورة أمراض الجهاز العصبي، مثل الصرع والزهايمر والشلل الرعاش، مشيرين إلى أن المخ هو العضو المسؤول عن معالجة التحديات البيئية التي يواجهها الإنسان مثل ارتفاع الحرارة والرطوبة. ويدعو الخبراء إلى العمل على توعية المرضى ومسؤولي الرعاية الصحية بمخاطر تغير المناخ على حالاتهم المرضية.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية أن بعض ظواهر تغير المناخ مثل ارتفاع الحرارة أو الرطوبة قد تزيد من أعراض بعض أمراض المخ مثل السكتات الدماغية والالتهاب السحائي والصرع والزهايمر والشلل الرعاش (باركنسون).

ومن المعروف أن المخ مسؤول عن معالجة التحديات البيئية التي يواجهها الإنسان مثل ارتفاع الحرارة والرطوبة عن طريق زيادة العرق على سبيل المثال، أو توجيه الإنسان للتحرك بعيدا عن الشمس والبقاء في الظل، كما أن المليارات من الخلايا العصبية داخل المخ تؤدي وظيفتها بشكل أفضل في درجات الحرارة المعتدلة، وهي مجهزة للتفاعل سويا في إطار نطاق محدود من درجات الحرارة.

وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ذا لنسات نورولوجي” المعنية بالأبحاث الطبية الخاصة بالجهاز العصبي، عندما تتغير الأحوال المناخية نحو ظروف غير معتادة مثل الارتفاع الحاد في الحرارة أو الرطوبة بسبب تغير المناخ، يكافح المخ للحفاظ على درجة حرارة الجسم ويبدأ في الاختلال.

وتؤكد الدراسة أن التغيرات الحادة في درجة الحرارة في غير مواسمها، وتباين الحرارة بشكل غير معتاد على مدار اليوم وبعض أحوال الطقس الشديدة مثل موجات الحر أو العواصف والفيضانات تزيد من خطورة أمراض الجهاز العصبي، وقد تتفاقم هذه الأعراض بسبب ظروف بيئية معينة مثل نقص المساحات الخضراء وبعض السمات العمرانية في المدن.

وتشير الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية إلى أنه يتعين وضع أنظمة تحذير محلية من مغبة التباينات الحادة في درجات الحرارة وتأثيرها على الجهاز العصبي، والعمل على توعية المرضى ومسؤولي الرعاية الصحية بمخاطر تغير المناخ على حالاتهم المرضية.

المخ مسؤول عن معالجة التحديات البيئية التي يواجهها الإنسان مثل ارتفاع الحرارة والرطوبة عن طريق زيادة العرق على سبيل المثال

ويرجح الباحثون استمرار تفاقم هذه المشكلة في ظل عدم معالجة مشكلة تغير المناخ، والاستمرار في عدم الالتفات إلى المخاطر التي تتعرض لها صحة الإنسان جراء هذه النوعية من المشكلات.

وخلصت دراسة جديدة إلى أن وظائف المخ قد تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة، حتى لدى الشباب.

وقارن علماء أميركيون الأداء الذهني لأربعة وأربعين طالبا في بداية العشرينات من أعمارهم يعيشون في مساكن للطلبة مزودة وغير مزودة بأجهزة تكييف.

وأثناء موجة حارة دامت خمسة أيام عام 2016 طُلب من المجموعتين إجراء اختبارات على هواتفهم المحمولة للذاكرة وسرعة التفكير والتركيز.

وكانت نتيجة الطلبة الذين يقيمون في مساكن غير مزودة بأجهزة تكييف أسوأ من نتيجة المجموعة الأخرى في اختبارات تقيس خمسة معايير للقدرات الذهنية.

كان معدل نتائجهم يقل بنحو 13 في المئة عن المجموعة الأخرى. وكان الطلبة الذين يقيمون في مساكن مزودة بأجهزة تكييف أسرع وأدق في إجاباتهم.

وقال كبير الباحثين في الدراسة الدكتور خوسيه غييرمو سيدينو لوران، من كلية تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد في بوسطن، “معظم الدراسات على تأثير الحرارة أجريت على الأكثر عرضة للتأثر بها مثل كبار السن، مما خلق التصور أن عموم الناس ليسوا عرضة لمخاطر موجات الحرارة”.

وأضاف “للتصدي لذلك، درسنا طلبة أصحاء يعيشون في مساكن الطلبة في بوسطن أثناء موجة حر”.

وقال “معرفة المخاطر التي تتعرض لها كل فئة عمرية أمر ضروري، مع الأخذ في الاعتبار أنه من المحتمل أن تزيد موجات الحرارة في مدن مثل بوسطن، متأثرة بالتغيرات المناخية”.

Thumbnail

ولوحظ أكبر فرق في الأداء الذهني للمجموعتين عندما بدأت درجات الحرارة في الخارج في الانخفاض، ولكن درجات الحرارة داخل الغرف بقيت مرتفعة في الغرف غير مكيفة الهواء.

وقال الدكتور جوزيف ألنن الذي شارك في إعداد الدراسة “كثيرا ما تستمر درجات الحرارة في الداخل في الارتفاع حتى بعد أن بدأت في الانخفاض في الخارج، معطية الانطباع الكاذب بأن مخاطر موجة الحر قد مرت، رغم استمرارها في الداخل”.

وتزيد درجات الحرارة المتصاعدة والرطوبة المرتفعة من زيادة خطر الإصابة بمشكلات متعلقة بالحرارة مثل الجفاف وضربة الحرارة كما تزيد ظروف الطقس المتطرفة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى بعض الأشخاص.

وقال الدكتور روبرت براون، اختصاصي الأعصاب في مايو كلينك، إن الشخص إذا ظهرت عليه أعراض السكتة الدماغية في ظل درجات الحرارة المرتفعة، فليتصل على رقم خدمة الطوارئ لأن السكتة الدماغية حالة طبية طارئة.

وتابع “قد يؤثر الطقس ودرجة الحرارة بدرجة ما على احتمالية حدوث السكتة الدماغية، ويرتبط الأمر في الكثير من الأحيان بدرجات الحرارة المتطرفة، أي شديدة الحرارة، أو شديدة البرودة، أو شديدة الرطوبة”. وأضاف الدكتور براون قائلا “إن زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قد تكون لها علاقة بتأثير الحرارة والرطوبة والبرودة الشديدة على الجسم، وتتعلق بعض العوامل بضغط الدم، كما أن هناك عوامل تتعلق بالحالات القلبية”.

وتعد السكتة الدماغية حالة طبية طارئة. وكلما أسرع المريض بالحصول على العلاج، كانت فرصه في الشفاء أفضل.

ويقول الدكتور براون “هناك العديد من العلاجات المتوفرة لعلاج السكتة الدماغية وقت ظهور أعراضها، وتشمل الأدوية المضادة للجلطات أو الأدوية المصممة لإذابة الجلطات في الشريان الذي يعيق تدفق الدم إلى الدماغ”.

Thumbnail

كما قد تُستخدم بعض الأساليب العلاجية في بعض الأحيان لإزالة الانسداد من الشريان مباشرة.

وتشمل الأعراض ظهور ضعف مفاجئ في الوجه أو الذراع أو الساق أو خدر مفاجئ في جانب واحد من الجسم. أو صعوبة مفاجئة في رؤية الآخرين أو التحدث إليهم أو فهمهم أو عدم اتزان أو صداع حاد مفاجئ يكون مختلفا عن أي شيء قد أُصيب به الشخص من قبل.

وقال الدكتور براون إن الأمر عندما يتعلق بالسكتة الدماغية، تذكر تسلسل “أف.إي.أس.تي”، وهو اختصار لكلمات إنجليزية تعني تدلي الوجه، وضعف في الذراع، وصعوبة في الكلام، وسرعة الاتصال بخدمة الطوارئ فور ظهور الأعراض.

ويشير خبراء الصحة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أو الحر الشديد من أكثر الأجواء التي تنذر بالكثير من الاضطرابات على الدماغ خصوصا المخ، مسببة العديد من المضاعفات حسب مدة ارتفاع درجة حرارة الجسم.

وقال الدكتور عبدالكافي شرف الدين، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر، إن التعرض لدرجات الحرارة الشديدة يؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس، خاصة في منطقة مؤخرة الرأس عند المخ. وذلك بسبب التعرض للشمس المباشرة لفترات طويلة، وأيضا ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر والذي يعجز عن تبريد نفسه، وهذه الحالة عادة تصيب العاملين في الشارع أو مواقع الصحراء والمناجم ورجال شرطة المرور، والمهن التي تستدعي جهدا كبيرا، وهؤلاء يحدث لهم جفاف مع فقدان إلكترونيات الجسم، وبالتالي يؤثر تأثيرا مباشرا على المخ مسببا فقدان الوعي والتشنجات، وتعد ضربة الشمس حالة طارئة تستدعي طلب الرعاية الصحية الفورية والإسعافات الأولية لها.. وإذا لم تعالج بصورة سريعة من الممكن أن تحدث مضاعفات عديدة وتسبب تلفا للأعضاء الحيوية في الجسم وتؤدي إلى الوفاة.

ويضيف الدكتور عبدالكافي أن ارتفاع درجات حرارة الجو له آثار سلبية على المخ، حيث تزيد من لزوجة الدم وسريانه ببطء وحدوث الجلطات، ويرجع ذلك إلى نقص السوائل والتي تؤثر على جميع الوظائف الحيوية، ولذا يوصي كبار السن بعدم التعرض للأجواء الحارة المباشرة وشرب السوائل والعصائر والماء وأيضا المشروبات التي تحتوي على أملاح بصفة مستمرة لتستفيد منها عضلات الجسم وعدم القيام بأي مجهود في الشمس المباشرة، ومن تعرضوا لقصور الدورة الدموية عليهم تناول أدوية لمنع حدوث التجلطات، وذلك لأن كبار السن نتيجة للتطور الطبيعي والأمراض المرتبطة بالعمر قد يعانون من تصلب بالشرايين، وعند تعرضهم للشمس المباشرة أو غير المباشرة قد يسبب ذلك نقص السوائل وجفافا بالجسم مما ينتج عنه قصور في بعض وظائف الجسم.

16