الجيش السوداني يفشل في استمالة الحركة الشعبية

جوبا - تواجه المباحثات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان صعوبات نتيجة التباين في المواقف بين الطرفين حول ملفي وقف العدائيات والمساعدات الإنسانية. وانطلقت الخميس الاجتماعات التشاورية بين الحركة الشعبية والجيش السوداني في جوبا عاصمة جنوب السودان بقيادة نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين الكباشي.
وتسعى قيادة الجيش السوداني إلى استمالة الحركة الشعبية، إحدى أبرز الحركات المسلحة في السودان، التي تسيطر على أنحاء واسعة من كردفان والنيل الأزرق، وتتخذ من المساعدات ورقة لابتزاز الحركة ودفعها إلى الانخراط في المواجهات الجارية مع قوات الدعم السريع.
وقد نجحت قيادة الجيش في إقناع عدد من الحركات، لاسيما الناشطة في إقليم دارفور، بالانضمام إلى القتال في صفوف الجيش، لكنها تواجه صعوبة كبيرة في ترويض الحركة الشعبية التي يقودها عبدالعزيز الحلو.
ويرى مراقبون أن لدى الحركة الشعبية طموحات أكبر من الانضواء تحت لواء الجيش الذي لطالما كان خصمها اللدود، ولا يزال، وهي ليست في وارد أن تلعب دور المنقذ له، حيث أن من مصلحتها الحفاظ على هامش من المناورة في التعامل معه أو مع الدعم السريع.
◙ الحركة الشعبية لتحرير السودان ترفض مقترح الجيش بوقف العدائيات كشرط لإيصال المساعدات إلى ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق
ورفضت الحركة الشعبية لتحرير السودان مقترح الجيش بوقف العدائيات كشرط لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق، وشددت على ضرورة إيصالها إلى كل أنحاء السودان دون تحيز وفي توقيت واحد. واستغلت الحركة الشعبية الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لتوسع من نطاق سيطرتها لاسيما في مناطق جنوب دارفور، كما حاولت السيطرة على كادوقلي عاصمة الولاية، حيث يتواجد الجيش.
وقال المتحدث باسم وفد الحركة الشعبية جاتيقا أموجا دلمان لموقع “سودان تربيون” إن “وفد الحركة الشعبية رفض المقترح الذي دفع به الجيش السوداني قبل ثلاثة أيام لوقف العدائيات تمهيدا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولايات جنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق واقترح إيصالها إلى كل السودان وفي توقيت واحد ودون تجزئة”.
وأوضح دلمان أن الحركة الشعبية ترى أن السودان وصل إلى مرحلة الكارثة الإنسانية وأن هناك 25 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 18 مليون شخص يواجهون مشكلة انعدام الأمن الغذائي وثلاثة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، علاوة على وجود ستة ملايين نازح داخليا ومليون لاجئ. وكشف المتحدث باسم الحركة عن وفاة 13 طفلا يوميا بمعسكر زمزم في شمال دارفور بسبب الجوع.
وكان الجيش والحركة الشعبية اتفقا في السادس من مايو الجاري على بدء محادثات لإدخال المساعدات الإنسانية إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق، بوساطة من حكومة جنوب السودان. وشدد دلمان على أن موقف الحركة الشعبية هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق السودان دون تحيز إثني أو جغرافي أو مناطقي، وأن تتولى وكالات الأمم المتحدة إيصال هذه المساعدات.
وأعلن عن رفض الحركة لمبدأ التجزئة في مناقشة القضايا الإنسانية، ورأى أن ولايات السودان ومن بينها الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان وجبال النوبة والفونج وكل مناطق السودان في حاجة ماسة إلى المساعدات ويجب أن تصل إلى كل هذه المناطق وفي توقيت واحد.
وتتضمن الورقة التي دفع بها الجيش السوداني للوساطة الجنوب سودانية وقف عدائيات لتمرير مساعدات إنسانية فقط إلى ولايات جنوب وغرب كردفان والنيل الأزرق عبر ممرات برية وجوية مع وجود جهة رقابية وهي حكومة جنوب السودان.