"المغرب أرض القفطان" في مراكش

القفطان المغربي عرف تطورا ملحوظا عبر التاريخ، حتى أضحى علامة دولية ورمزا للأناقة يستهوي نجمات هوليوود وزوجات الملوك والرؤساء.
الاثنين 2024/05/13
تراث أصيل

تحولت مدينة مراكش، خلال الفترة من التاسع إلى الثاني عشر من مايو، إلى مركز للموضة المغربية باحتضانها لتظاهرة أسبوع القفطان 2024. هذا الحدث الذي قدم متعة لا تضاهى من خلال برنامج حافل ومتنوع. وقدم أيضا عروضا للأزياء بالإضافة إلى معارض مخصصة لتاريخ ومهن القفطان.

مراكش (المغرب) - أقيمت مساء السبت بمراكش تظاهرة “قفطان 2024” في نسختها الرابعة والعشرين، وذلك بمشاركة مصممين ومبدعين، إلى جانب شخصيات وازنة من عالم الثقافة والفنون والأعمال.

وشكل هذا الحدث، المنظم من قبل مجلة “نساء المغرب”، والمقام ضمن فعاليات أسبوع القفطان، تحت شعار “المغرب أرض القفطان”، مناسبة للاحتفاء بتراث مغربي متفرد وإبراز هذا الزي التقليدي الأصيل الذي يعكس الموروث والغنى الثقافي والخبرة والمهارة المغربية المتوارثة عبر الأجيال.

وتميز حفل عرض القفطان 2024 الذي يعتبر أبرز أحداث “أسبوع القفطان”، بتقديم الإبداعات المبتكرة لـ16 مصمما مغربيا، لتبصم هذه الدورة على عودة قوية لفعاليات “القفطان”، التي أطلقتها المجلة سنة 1996، كأول حدث مغربي يضع الاحتفال بالقفطان على أجندات الموضة المحلية والدولية، بعد توقفها بسبب الأزمة الصحية العالمية.

وقالت إشراق مبسط، مديرة مجلة “نساء المغرب”، إن دورة هذه السنة عادت بشكل موسع ضمن تظاهرة “أسبوع القفطان” التي انطلقت الخميس الماضي، ببرمجة غنية تتضمن العديد من الأنشطة، و”التي نأمل أنها راقت لسكان مراكش وزوارها، من خلال تسليط الضوء على كافة الأبعاد الثقافية والتاريخية والفنية لصناعة القفطان، بهدف تثمين الصناعة التقليدية المغربية، وإبراز مهارات الصناع التقليديين الذين يقفون وراء النجاح والتطور اللذين حققهما القفطان المغربي”. وأضافت مبسط أن هذه الدورة تميزت أيضا بحصص “ماستر كلاس” وغيرها من الفعاليات، التي أتاحت للحضور الاطلاع على تجربة عريقة بروافدها المتعددة.

وأشارت إلى أن كل المشاركين في هذه الدورة نساء، وهن ست عشرة مصممة مغربية خضعن لانتقاء أملته تيمة هذه الدورة “المغرب أرض القفطان”، والمستلهمة من عمق الأصالة والثقافة المغربية، بهدف الحفاظ على هذا الزي التقليدي الأصيل المتوارث عبر الأجيال.

pp

وشملت أنشطة الدورة الـ24 لهذه التظاهرة، التي تواصلت إلى غاية الثاني عشر من مايو الجاري، إلى جانب المعرض الخاص بالقفطان، معرضا للمهن التقليدية ذات الصلة بالقفطان، إلى جانب ماستر كلاس لفائدة طلبة معاهد الأزياء والتصاميم.

يشار إلى أن مجلة “نساء المغرب” دأبت منذ 1996 على تنظيم هذا الحدث، المخصص للقفطان، لتوفر منصة متميزة للمبدعين وموعدا سنويا لعشاق الموضة. كما أضحى “أسبوع القفطان” منصة متميزة للأزياء المغربية، بهدف إثراء وتنمية هذا الإرث والمحافظة على جوهره.

وسبق أن أكد يوسف خيارة، مدير التراث الثقافي في المغرب، أنه تم إيداع ملف لليونسكو يتعلق بتسجيل عنصر القفطان المغربي على اللائحة التمثيلية كتراث غير مادي، حيث إنه من المرتقب أن يتم تسجيله رسميا سنة 2025.

وتعليقا على تصدير كمية كبيرة من القفطان المغربي نحو الخارج، قال المتحدث نفسه إنه لا يشكل خطرا على التراث إن تمت حمايته قانونيا كملكية فكرية لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية، كما أكد أن إقبال الغير على الثقافة المغربية عموما يساهم في إشعاع البلاد وفرضها كقوة ناعمة بين باقي البلدان شريطة تحصين ممتلكاتها الثقافية بالحماية القانونية الواجبة.

yy

وأشار إلى أن تسجيل القفطان المغربي في اليونسكو لا يمنحه ملكية الفكرة خلافا لما يعتقد البعض، بل هو اعتراف دولي وتقدير معنوي بالمعارف والمهارات المغربية التي لها بعد إنساني.

وأضحى القفطان سفيرا للتراث المغربي الأصيل مما يجعل العديد من المصممين المغاربة وحتى دور الأزياء العالمية يبدعون في إضفاء لمسة عصرية تواكب آخر صيحات الموضة، مما يجعل المغاربة مطالبين بالحفاظ على هذا الموروث الثقافي من المحاولات المتكررة لنسبه إلى ثقافات أخرى، أو طمس ملامحه في محاولة من البعض لعصرنته بطريقة لا تمت بصلة لهويته وأصالته.

وترجع مصادر تاريخية القفطان المغربي إلى القرن الـ12 خلال فترة حكم الدولة الموحدية، وهو عبارة عن ثوب يتكون من قطعة واحدة أو من ثلاث، ترتديه المغربيات في حياتهن اليومية وفي الأعراس والحفلات. وعرف القفطان المغربي تطورا ملحوظا عبر التاريخ، حتى أضحى علامة دولية ورمزا للأناقة يستهوي نجمات هوليوود وزوجات الملوك والرؤساء.

18