حملة افتراضية للحجر على التفكير بإغلاق مركز تكوين الفكر

علاء مبارك ابن الرئيس الأسبق حسني مبارك يهاجم مركز تكوين الفكر العربي.
الجمعة 2024/05/10
جدل دائم

القاهرة - تصدر مركز تكوين الفكر العربي، خلال الساعات الأخيرة، مواقع التواصل الاجتماعي، مع شن حملة إلكترونية لإغلاقه عقب تداول صور حفل إنشائه الذي أُقيم بالمتحف المصري الجديد، ونشر علاء مبارك ابن الرئيس الأسبق حسني مبارك تدوينة يهاجم فيها المركز، استقطبت عددا كبيرا من المؤيدين لاسيما من قبل المتشددين والإخوان، إضافة إلى دعوى قضائية ضد المركز.

وقبل أيام، شهد المتحف المصري الكبير انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الأول لمؤسسة “تكوين الفكر العربي”، تحت عنوان “50 عاما على رحيل طه حسين: أين نحن من التجديد اليوم؟”.

وأعلن المركز عن انطلاقه في مجلس أمناء يضم عددا من الشخصيات الفكرية والكتاب المعروفين بجرأتهم ودعواتهم إلى تجديد الفكر الديني، وأثارت صورة لاحتفال مؤسسي المركز جدلا واسعا، وعلى الفور دعا البعض إلى “إغلاق المركز” ليتصدر الترند.

من جانبه، هاجم علاء مبارك ابن الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أعضاء في مركز تكوين الفكر العربي بصورة نشرها على صفحته بمنصة إكس ويظهر فيها مؤسسو المركز وبجوارهم زجاجة بيرة.

وقال علاء في تعليق على الصورة “مركز تكوين الفكر العربي لماذا الحديث والكلام الكثير والهجوم على هذا الكيان! المركز أعلن أن من أهدافه نشر التنوير ونقد الأفكار الدينية المتطرفة وتعزيز قيم العقلانية وده كلام جميل جدا ومحترم بس المشكلة أن هذا المركز يضم في الحقيقة بعض الأشخاص من أصحاب الأهواء الذين يشككون أساسا في السنة النبوية والعقيدة ومنهم من يسيء للصحابة رضي الله عنهم ومنهم من شكك في رحلة الإسراء والمعراج منكرا وجود المعراج!”.

وانتشرت تغريدة علاء مبارك على نطاق واسع على مواقع التواصل، حيث أعادت نشرها الكثير من الحسابات خصوصا الإخوانية ومما جاء فيها:

وانتشرت لاحقا دعوات كثيرة وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لإغلاق المركز وبلاغ للنائب العام بدعوى تشكيكه في ثوابت الدين الإسلامي ونشره للفتنة في العالم العربي والإسلامي.

لكن الكثير من الناشطين رفضوا الحجر على الفكر معتبرين أن دعوات إغلاقه ليست إلا إمعانا في التشدد وإنكارا للحق في التفكير والنقد.

وجاء في تعليق:

وقالت ناشطة:

وكتب معلق:

وقال آخر:

وجاء في تعليق:

وتمت فعاليات المنتدى بمشاركة نخبة من المفكرين والأكاديميين العرب، وأدار الجلسة الافتتاحية المذيع عمرو عبدالحميد، وهو باكورة أعمال المؤسسة التي تهدف إلى تعزيز خطاب التسامح، وفتح آفاق الحوار وتشجيع المراجعات النقدية والتحفيز على طرح الأسئلة على المسلمات الفكرية ومناقشة الأسباب التي تحول دون نجاح مشاريع النهضة والتنوير العربية.

وعرّفت مؤسسة تكوين الفكر العربي نفسها، عبر موقعها الإلكتروني، بأنها مؤسسة تهدف إلى “وضع الثقافة والفكر العربي في شكل جديد يشمل المجتمع العربي، والعمل على مد جسور التعاون مع الثقافات المختلفة”.

ومؤسسة تكوين الفكر العربي، والتي مقرها القاهرة، “تضم في عضوية مجلس أمنائها عددا من المفكرين العرب، وهم الدكتور يوسف زيدان (مصر)، والدكتور فراس السواح (سوريا)، والأستاذ إبراهيم عيسى (مصر)، والدكتورة ألفة يوسف (تونس)، والدكتورة نادرة أبي نادر (لبنان)، وإسلام البحيري (مصر)”.

ناشطون يعتبرون أن دعوات إغلاق مركز الفكر العربي ليست إلا إمعانا في التشدد وإنكارا للحق في التفكير والنقد

ولم يتوقف الهجوم والانتقاد على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بل امتد إلى القضاء بعد أن تقدم أحد المحامين المصريين ببلاغ للنائب العام.

وأمر النائب العام بإحالة البلاغ المقدم من المحامي عمرو عبدالسلام ضد مركز تكوين إلى نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق.

وتقدم المحامي ببلاغ عاجل للنائب العام ضد مجلس أمناء مركز تكوين الفكر العربي وهم كل من الإعلامي إبراهيم عيسى وإسلام البحيري ويوسف زيدان.

وأكد عبدالسلام في حديث مع “العربية.نت” أنه قال في بلاغه إن المبلغ ضدهم قد عكفوا بصفة دورية ومسلسلة ومعروضة على العامة على استغلال تدويناتهم المكتوبة عبر حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الندوات العامة أو البرامج التلفزيونية في بث أفكارهم المتطرفة تحت ستار الدين بالتشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير وتعمدهم إعطاء المعلومات المغلوطة للجماهير والتشكيك في الثوابت وعلم الحديث دون امتلاكهم لأي سند صحيح.

وأضاف “قاصدين من ذلك إثارة الفتنة بين أطياف المجتمع المصري وزعزعة عقيدته الدينية الوسطية للنيل منه وإهدار ثوابت علم الحديث ومصادره بهدف التحقير من الدين الإسلامي وازدرائه، مما دعا بعض المواطنين ومؤسسة الأزهر الشريف في وقت سابق إلى التقدم ببلاغات ضدهم بتهمة ازدراء الدين الإسلامي وإثارة الفتنة بين عموم طوائف الشعب المصري، خاصة المبلغ ضده الثاني، إسلام البحيري والذي سبقت إدانته في قضية ازدراء الدين الإسلامي وتم الحكم عليه بالسجن لمدة عام وتأييد هذا الحكم من محكمة النقض”.

5