جهاز جديد لسحب عينات الدم يفيد في تشخيص الملاريا

الجهاز يحتوي على كوب شفط، ويمكن أن يستخدمه الشخص العادي، وكذلك المتخصصون لتشخيص بعض الأمراض.
الأربعاء 2024/05/08
الجهاز يحتوي على 12 إبرة دقيقة الحجم

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - طور فريق من الباحثين في سويسرا جهازا جديدا منخفض التكلفة لسحب عينات الدم، ويعمل بطريقة امتصاص الدماء التي تقوم بها ديدان العلق، ويحتوي هذا الجهاز على كوب شفط، ويمكن أن يستخدمه الشخص العادي، وليس فقط المتخصصين، لتشخيص بعض الأمراض الاستوائية مثل الملاريا.

وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “أدفنسد ساينس”، ابتكر فريق بحثي من جامعة “إي.تي.إتش” الحكومية في مدينة زيورخ السويسرية هذا الجهاز الجديد الذي يمكن استخدامه لسحب عينات الدم، ويعتمد على طريقة الامتصاص التي تقوم بها ديدان العلق التي تتغذى على الدماء، دون الحاجة إلى تعريض المرضى للآلام الناتجة عن استخدام الإبر في سحب العينات.

ورغم أن الجهاز الجديد لا يسحب كمية كبيرة من الدماء على غرار الكميات التي يتم سحبها بالإبر، فإنه يجمع كمية كافية تتيح إمكانية التحليل والتشخيص بفعالية. وتوصل الباحثون السويسريون إلى فكرة الجهاز الجديدة بينما كانوا في حقيقة الأمر يطورون كوب شفط لتوصيل جرعات الدواء إلى مجرى الدم عن طريق الغشاء المخاطي داخل الفم.

ويوضح الباحث ديفيد كلاين الذي شارك في ابتكار الجهاز الجديد أن “في إطار مساعي ابتكار جهاز لتوصيل الجرعات الدوائية إلى مجرى الدم، قمنا بدراسة ديدان العلق التي تلتصق بجسم العائل باستخدام أنبوب شفط، ثم أدركنا أنه يمكننا ابتكار منظومة مماثلة لسحب الدماء”.

وذكر كلاين في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أن ديدان العلق بعد أن تلتصق بجسم العائل، فإنها تخترق جلده بأسنانها ثم تبدأ في امتصاص الدم من الجرح عن طريق توليد ضغط سلبي بواسطة الامتصاص.

◙ تكلفة إنتاج هذا الجهاز ليست مرتفعة ويمكن استخدامه بالمناطق ذات مستويات الدخل المنخفضة ويضطلع بدور حيوي في مكافحة الملاريا

وعلى نفس المنوال، فإن كوب الشفط المثبت في الجهاز الجديد الذي لا يزيد حجمه عن 2.5 سنتيمتر، يتم تثبيته بالجزء العلوي من الذراع أو الظهر ليقوم بسحب عينة الدم المطلوبة.

ويحتوي الجهاز على 12 إبرة دقيقة الحجم يمكنها اختراق الجلد عند تثبيت الجهاز على ذراع المريض، وخلال دقائق، يتم سحب كمية الدم الكافية إلى كوب الشفط عن طريق الضغط السلبي الذي يتم توليده بواسطة الجهاز.

ويؤكد الباحثون أن تكلفة إنتاج هذا الجهاز الجديد ليست مرتفعة، ويمكن استخدامه مستقبلا في المناطق ذات مستويات الدخل المنخفضة، ويمكن أن يضطلع بدور رئيسي في مكافحة بعض الأمراض الاستوائية مثل الملاريا، حيث إن تشخيص مثل هذه الأمراض يتطلب سحب عينات دم من المرضى لتحليلها.

والملاريا مرض يسببه طفيل. وينتقل الطفيلي إلى البشر عبر لدغة البعوض حامل العدوى. ويَشعُر الأشخاص المصابون بالملاريا بإعياء شديد عادة مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة.

على الرغم من أن المرض غير شائع في المناخات المعتدلة، فلا تزال الملاريا شائعة في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث يصاب ما يقرب من 290 مليون شخص بالملاريا كل عام، ويموت أكثر من 400 ألف شخص بسبب هذا المرض.

توزع برامج الصحة العالمية الأدوية الوقائية وشباك النوم (الناموسيات) المعالَجة بمبيدات الحشرات لحماية الأشخاص من لدغات البعوض والحد من انتشار عدوى الملاريا. وأوصت منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأطفال القاطنين بالبلدان ذات معدلات الإصابة العالية بالملاريا، بلقاح الملاريا.

وجدير بالذكر أن الملابس الواقية والناموسيات والمبيدات الحشرية يمكن أن تحميك أثناء السفر. ويمكنك أيضا تناول الأدوية الوقائية قبل الرحلة إلى منطقة مرتفعة الخطورة أثناء الرحلة وبعدها. علما بأن العديد من طفيليات الملاريا قد طورت من مقاومتها للعقاقير الشائع استخدامها لعلاج هذا المرض.

16