الرعب يتملك سكان رفح: إلى أين سنذهب

رفح - تتملك حالة من الرعب والخوف المدنيين في رفح جنوب قطاع غزة بعدما باشر الجيش الإسرائيلي، المصر على شن هجوم كبير على المدينة، عملية محدودة النطاق تهدف إلى إجلاء أكثر من مئة ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.
وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان شرق رفح المغادرة. وجاء في منشور باللغة العربية ألقي صباح الاثنين في الأحياء الشرقية للمدينة “إلى كل السكان والنازحين، الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة ضد التنظيمات الإرهابية، من أجل سلامتكم يجب الإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية بالمواصي”.
وشدد الجيش الإسرائيلي على أن “أي شخص يبقى في المنطقة يعرض حياته وحياة الآخرين من عائلته للخطر”. وقدر الجيش عدد الأشخاص المعنيين بـ”نحو 100 ألف شخص”.
وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في غزة “فعلياً بدأت عملية النزوح على أرض الواقع ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر خاصة بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها والتي تتواجد فيها حاليًا 250 ألف نسمة”.
ويقيم نحو 1.2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين في رفح راهنا، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع بمنأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي في قطاع غزة. لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية وقصف مدفعي.
وتحت الأمطار بدأ بعض النازحين إلى رفح بتوضيب مقتنياتهم استعدادا للانتقال. وتساءل عبدالرحمن أبوجزر (36 عاماً) “إلى أين يمكن أن نذهب؟ لا نعلم، مناطق المواصي لا توجد فيها أماكن (تؤوينا)؛ هي مكتظة بالنازحين. وأيضاً لا توجد فيها مدارس لاستيعاب الآلاف من المواطنين. أنا وعائلتي 13 شخصاً”.
الجيش الإسرائيلي يباشر إجلاء أكثر من مئة ألف شخص من شرق رفح الواقعة عند الحدود مع مصر
وأضاف أبوجزر “زوجة عمي معنا وهي مريضة وتغسل كلى في مستشفى النجار، والمستشفى أيضاً ضمن منطقة الإخلاء، فكيف سنتصرف معها؟ خصوصا أنه لا توجد في المواصي مستشفيات وبعيدة عن أي خدمات، هل ننتظرها حتى تموت من دون أن نتمكن من عمل شيء لإنقاذها؟”.
وقال محمد النجار (23 عاما) “كافة المواطنين والنازحين في حالة حذر وترقب خشية دخول الجيش الإسرائيلي إلى المدينة، وعدم معرفتهم إلى أين سيذهبون، خصوصا أن القطاع قد استنفدت منه جميع مناحي ومعالم الحياة”.
وأضاف “كان لدينا بصيص من الأمل في أن تنجح المفاوضات ويتم وقف إطلاق النار” لكن الآن “الناس في حالة تخبط؛ هل يغادرون أماكنهم أم يبقون في بيوتهم وعندها ستحصل مجازر وإبادة حقيقية؟”.
وأوضح أن المنطقة التي حددها الجيش الإسرائيلي “مكتظة بالسكان أصلا ولا توجد فيها أماكن لوضع الخيام”.
وشدد على أن “الناس لا يثقون بما يقوله الجيش من أنها منطقة آمنة؛ فلا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه طالما أن هناك احتلالا”.
وقال الجيش الإٍسرائيلي إن العملية “تأتي في إطار خططنا لتفكيك حركة حماس. وقد كان تذكير عنيف بوجودهم (الحمساويين) وقدراتهم العملياتية في رفح الأحد”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة جنود وإصابة أكثر من عشرة آخرين في هجوم صاروخي عند معبر كرم أبوسالم مع غزة. وقال إن الصواريخ أطلقت من منطقة محاذية لرفح.
وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح.
وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة أوكسفام في الأراضي الفلسطينية “من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال وقع هجوم على رفح”.
وأكدت “لا يمكنني أن أفهم أن هجوم رفح سيحصل”، سائلة “إلى أين سيذهب النازحون الفلسطينيون فيما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟”.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب شن حماس في السابع من أكتوبر الماضي هجوما غير مسبوق على المستوطنات الإسرائيلية، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، وخطف أكثر من 250 شخصا مازال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب في سقوط 34735 قتيلا غالبيتهم مدنيون.