قطر تبدي انفتاحا على طرد قادة حماس حال عرقلتهم صفقة التبادل

الدوحة – أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت، نقلا مصدر إسرائيلي وصفته بالمطلع بأن "قطر مستعدة لقبول طلب من الولايات المتحدة بطرد قادة حماس من الدوحة وتتوقع أن يتم ذلك قريبا، حال عرقلت الحركة مفاوضات الرهائن".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المصدر قوله إن "وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشهر الماضي، أن الدوحة يجب أن تطرد قادة حماس إذا استمرت الحركة في رفض مقترحات صفقة الرهائن"، مؤكدا بذلك تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
ويبدو أن المفاوضات على وشك الوصول إلى نقطة انعطاف خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز إلى القاهرة الجمعة وهبوط وفد من حماس في وقت لاحق من اليوم السبت، بينما ينتظر الجانبان رد الحركة على اقتراح صفقة الرهائن الأخير الذي صاغته مصر وقطر والوسطاء الأميركيين وبضوء أخضر من إسرائيل.
وألقت الولايات المتحدة باللوم على حماس لرفضها قبول العروض السابقة وتقول إن حماس هي العقبة الوحيدة أمام التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح العشرات من الرهائن الإسرائيليين الأكثر ضعفا مقابل وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل.
وأشار المصدر إلى أن "طلب الولايات المتحدة من الدوحة طرد قيادة حماس قد يأتي إذا رفضت الحركة العرض الأخير المطروح على الطاولة".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله "من غير المتوقع أن ترفض حماس العرض بشكل كامل، بل ستعود بعرض معدل خاص بها".
وتابع "لكن نظرا لأن الصبر مع حماس بدأ ينفد في واشنطن، فإن أي شيء آخر غير الرد الإيجابي على الصفقة المطروحة على الطاولة قد يكون كافيا لدفع الولايات المتحدة إلى مطالبة قطر رسميا بطرد الحركة".
وفي وقت سابق الجمعة، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الولايات المتحدة "طلبت من قطر إبعاد قيادات حماس من أراضيها"، حال "عرقلت" الحركة التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية، اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المختطفين لديها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن "واشنطن أبلغت الدوحة بأن عليها طرد حماس لو استمرت الحركة في رفض وقف إطلاق النار مع إسرائيل"، وهو الاتفاق الذي تعتبره إدارة الرئيس جو بايدن، مسألة حيوية لخفض حدة التوترات في المنطقة.
وأشار المسؤول، الذي تحدث مثل آخرين صرحوا للصحيفة في التقرير بشرط عدم الكشف عن هويتهم لحساسية المحادثات، إلى أن بلينكن، "سلّم رسالة بهذا المعنى إلى رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في أبريل الماضي".
وقال ثلاثة دبلوماسيين مطلعين، للصحيفة، إن المسؤولين في الإمارة الخليجية التي تستضيف قيادات حماس السياسية، "توقعوا مثل هذا الطلب قبل أشهر، لكن تلك التوقعات زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية، في ظل إحباط متزايد بشأن تأزم محادثات وقف إطلاق النار".
وأوضح أحد الدبلوماسيين أن "المسؤولين القطريين نصحوا مسؤولي حماس، ومن بينهم الزعيم السياسي للحركة إسماعيل هنية الذي يعيش في الدوحة، بضرورة وضع خطة بديلة للإقامة، إذا تطلب الأمر مغادرتهم"، وفق واشنطن بوست.
وذكرت الصحيفة أنه "في حين ترى إدارة بايدن أن التهديد بطرد حماس يمثل ضغطا محتملا على الحركة المسؤولة عن هجوم 7 أكتوبر، إلا أن مسؤولين ومحللين إقليميين يحذرون من أن إغلاق المكتب السياسي لحماس في الدوحة من شأنه أن يزيد من تعقيد جهود التواصل مع قادتها واستئناف المفاوضات بشأن الرهائن في المستقبل".
وكان بلينكن، شكر قطر خلال جولته الأخيرة بالشرق الأوسط على دورها في التوسط في المحادثات مع حماس ووضع المسؤولية بشكل مباشر على الحركة لقبول الاقتراح الإسرائيلي الأخير.
وحث بلينكن حماس على قبول اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الأخير الذي اقترحته إسرائيل.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، في بيان، إن حماس تنظر إلى المفاوضات التي تستضيفها مصر "بروح إيجابية".
وبعد توقف قصير الأمد للقتال في نوفمبر، والذي تم خلاله تبادل 105 رهائن مقابل 240 سجيناً فلسطينياً محتجزاً في إسرائيل، رفضت حماس إطلاق سراح أي رهائن آخرين ما لم توافق إسرائيل على "وقف شامل لإطلاق النار".
وتعهدت إسرائيل بأن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بعد هزيمة حماس عسكريا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إن القوات الإسرائيلية ستهاجم آخر معقل للحركة في رفح – سواء باتفاق أو بدونه.
ومع استمرار المفاوضات، أصبح صبر المسؤولين الأميركيين أكثر نفادا تجاه حماس، وأصبحت قطر هدفا بشكل متزايد للسياسيين الأميركيين، بدءاً من السيناتور الجمهوري توم كوتون (أركنساس) إلى النائب الديمقراطي ستيني هوير (ماريلاند)، الذي قال مؤخراً إن الولايات المتحدة ستضطر إلى إعادة تقييم علاقتها مع قطر إذا لم تمارس "الضغط" على حماس للتوصل إلى اتفاق.
ودعا مشرعون أميركيون آخرون إدارة بايدن، إلى الضغط على قطر لقطع علاقاتها مع الحركة بالكامل.
وقال مسؤول مطلع على المحادثات إن "ممارسة الضغط على حماس في الدوحة هو ضغط غير فعال، لأن المشكلة هي أن الأشخاص الذين يتخذون القرارات موجودون في غزة وعلى رأسهم يحيى السنوار، وهم لا يهتمون بمكان وجود المكتب السياسي".
وقال باتريك ثيروس، سفير الولايات المتحدة السابق في قطر، إن "طرد حماس من قطر سيكون بمثابة كابوس للبيت الأبيض، مما سيمنع فعلياً أي محادثات مستقبلية".
وكان مكتب حماس في قطر مثيرا للجدل منذ أن تم إنشاؤه كجزء من ترتيب تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولأكثر من عقد من الزمن، أرسلت قطر – بالتنسيق مع إسرائيل – أموالاً إلى غزة للمساعدة في إبقاء الحكومة التي تقودها حماس واقفة على قدميها.
وقال ماجد الأنصاري، مستشار رئيس الوزراء القطري والمتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، الأسبوع الماضي في مقابلة نادرة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية "لم ندخل في علاقة مع حماس لأننا أردنا ذلك، لقد طلبت منا الولايات المتحدة".
وقال "يتم استخدام قطر بمثابة (كيس ملاكمة) سياسي لأولئك الذين يتطلعون إما إلى حماية مستقبلهم السياسي أو الحصول على المزيد من الأصوات في الانتخابات المقبلة".
ولا تتواصل إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية بشكل مباشر مع حماس بسبب تصنيف الحركة على أنها إرهابية، مما يجعل قطر وسيطًا حيويًا.
وقال مسؤولون أميركيون في أحاديث خاصة للصحيفة، إنه "إذا غادرت حماس الدوحة إلى دولة لديها علاقات أسوأ مع واشنطن، مثل تركيا أو لبنان، فإن ذلك قد يجعل حل أزمة غزة أكثر صعوبة".
وتابعوا "لكن بعد أشهر من محادثات الرهائن المراوغة وما يعتبره المسؤولون تنازلات إسرائيلية كبيرة، أصبحوا أكثر ارتياحا لفكرة الضغط من أجل الإطاحة بحماس من قطر".
وكان إغلاق مكتب حماس في سوريا هو الذي سبق انتقال الحركة إلى قطر.