مسؤول أوروبي يشيد بدور المغرب في استقرار العلاقات الأفريقية الأوروبية

رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يؤكد أن الإصلاحات التي قامت بها المملكة خلال السنوات الأخيرة، تنسجم مع مبادئ مجلس أوروبا.
الثلاثاء 2024/04/30
رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا يدفع لتعزيز الروابط مع البرلمان المغربي

الرباط - أشاد رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، تيودوروس روسوبولوس، الإثنين بالرباط، بدور المغرب في إرساء علاقات مستقرة بين أفريقيا وأوروبا، مضيفا أن الإصلاحات التي يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس تجعل من المملكة "نموذجا في المنطقة".

وقال المسؤول الأوروبي، خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثاته مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن الإصلاحات التي قام بها المغرب خلال السنوات الأخيرة، تنسجم مع مبادئ مجلس أوروبا.

وكان العاهل المغربي قد أطلق منذ مطلع القرن الحالي مجموعة من الإصلاحات المجتمعية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى، فضلا عن برنامج ضخم للبنيات التحتية، بالموازاة مع الحرص على المحافظة على التوازنات الماكرو اقتصادية التي يعتبرها الملك محمد السادس "ضمانة للسيادة والمرونة الاقتصاديتين".

وهذه ليست المرة الأولى التي يشيد بها مسؤول أوروبي بدور المغرب في إرساء الاستقرار بين أفريقيا وأوروبا فقد سبق أن عبرت عن ذلك المفوضة الأوروبية المكلفة بالشراكات الدولية يوتا أوربيلاينين في أكتوبر الماضي حيث قالت إن المملكة المغربية، الشريك الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي، هي أيضا فاعل رئيسي في القارة الأفريقية.

وأوضحت أوربيلاينين في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة حاليا في مراكش، أنه "على المستوى القاري يعد المغرب فاعلا رئيسيا ونشطا في أفريقيا".

وأفريقيا منطقة مزدحمة للغاية بالمتنافسين الدوليين على النفوذ الاقتصادي والسياسي والاستثمار في تملك الموارد الطبيعية، لذلك فإن فكرة تشبيك العلاقات متعددة المنافذ مع المغرب ستكون قادرة على التوجه لتطوير العلاقات التجارية مع دول غرب أفريقيا إلى جانب كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، والمنافسة مع الاقتصادات الكبرى بكل أريحية خصوصا مع تضاعف المبادلات التجارية بين البلدين إلى مستويات مهمة إضافة إلى مشاريع تخص الطاقة النظيفة.

والأهداف المشتركة تتمثل في الأمن والسلم والتنمية والتجارة بالقارة الأفريقية، لهذا يدافع طيف واسع من السياسيين الأوروبيين عن أهمية تعزيز التحالف مع المغرب في ظرفية تتسم بتقلبات عالمية وسيناريوهات دبلوماسية متغيرة، لا يريدها الطرفان المغربي والبريطاني أن تكون نسخة طبق الأصل للترتيبات القديمة التي كانت قائمة مع بعض الدول الأوروبية التي تأسست على المنطق الاستعماري الاستغلالي.

والموقع الجيوإستراتيجي للمغرب على واجهتي الأطلسي والبحر المتوسط من خلال ميناء طنجة المتوسطي أكبر ميناء على البحر المتوسط وفي أفريقيا من حيث القدرة، والذي يقع على مضيق جبل طارق، وأهمية موارد الطاقة في غرب أفريقيا، والتخفيف من التهديدات الأمنية المتزايدة بمنطقة الساحل والصحراء وعدد من الدول الأفريقية، تعد أسبابا موضوعية لفتح مجالات التنسيق والتعاون على أفق واسع.

وبالعودة إلى غرب البحر المتوسط والمحيط الأطلسي فهي منطقة حيوية للتجارة البحرية في المواد الخام والسلع بين أوروبا وأفريقيا، وتموقع المملكة المتحدة في هذه المنطقة مفيد لسياستها الأفريقية، وهذا ما دفع سياسييها إلى الضغط في اتجاه المرور إلى السرعة الأخرى في العلاقات مع المملكة المغربية، واتخاذ خطوة متقدمة بالاعتراف بسيادتها على الصحراء سيمكنها بسلاسة أن تبدأ في النظر إلى التعاون الأطلسي الشامل.

لم تكن خطوة العاهل المغربي الملك محمد السادس في نوفمبر الماضي، بفتح الطريق نحو الأطلسي أمام مجموعة دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد)، إلا استشرافا مبنيا على رؤية ودراسة أخذت القيادة المغربية وقتها في الإعداد والتقييم والتقديم لهذا المشروع الإستراتيجي.

وتأتي زيارة روسوبولوس إلى الرباط للمشاركة في مناظرة ينظمها البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمجلس أوربا اليوم الثلاثاء بمناسبة التعاون المشترك تحت عنوان  "الهجرة والاختلالات المناخية: أي تمفصل؟"

وذكر بيان للمؤسسة التشريعية، أن هذه المناظرة تأتي في إطار مشروع "دعم تطوير دور البرلمان في ترسيخ الديمقراطية في المغرب 2020-2024″، الممول من الاتحاد الأوروبي والذي ينفذه مجلس أوروبا.

وأوضح أن النقاشات ستتمحور، بشكل خاص، حول العلاقة بين الهجرة والتنمية المستدامة، وإدماج المهاجرين والحفاظ على الكفاءات والمهارات، وستسلط المداخلات الضوء على حجم الظاهرة في المغرب وأوروبا والتفكير في كيفية مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية التي تفرضها التغيرات المناخية.

كما سيتم، وفق البلاغ، تقاسم الممارسة المغربية ورؤية الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ما يتعلق بسياسات الاندماج ودور النساء المهاجرات واللاجئات في تعزيز اندماج المهاجرين.

وسيترأس الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة كل من رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، والنعم ميارة رئيس مجلس المستشارين، وثيودوروس روسوبولوس رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والسفيرة باتريسيا لومبارت كوساك رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة المغربية.

ويشارك في هذه المناظرة رؤساء الفرق البرلمانية، وأعضاء من البرلمان المغربي، وأعضاء من لجنة الهجرة واللاجئين والنازحين ولجنة القضايا الاجتماعية والصحة والتنمية المستدامة بالجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وممثلين عن وزارتي الداخلية، والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة.

وأعرب رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا عن ارتياحه للعلاقات الوثيقة بين البرلمان المغربي، بغرفتيه، ومجلس أوروبا الذي يحتفل هذه السنة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه.

كما أشاد بالتعاون الفعال بين البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، مضيفا أنه خلال الأشهر المقبلة سيتم العمل على تعزيز هذه الروابط وتوطيدها.

ويستفيد البرلمان المغربي ، منذ سنة 2011، من وضع الشريك من أجل الديمقراطية مع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ما يسمح له بالمشاركة الفعالة في أنشطة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

ومن أجل تطوير هذه العلاقات، أعلن روسوبولوس أن أعضاء الوفود البرلمانية المغربية سيتمكنون من الآن فصاعدا من تقديم التوصيات والقرارات المقترحة مع التوقيع المشترك لأحد أعضاء الجمعية.

وتابع أنه سيكون لديهم أيضا إمكانية إيداع تعديلات، مع التوقيع المشترك لأحد أعضاء الجمعية، وطلب مناقشة قضايا راهنة، مشيرا إلى أنهم سيكونون قادرين كذلك على إيداع إعلانات مكتوبة إلى الجمعية والتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم.