تاريخ من الانتهاكات لوحدة "نيتسح يهودا" في الضفة

الشعور بالإفلات من العقاب الذي تستفيد منه الوحدة يدفع واشنطن إلى التفكير في فرض عقوبات عليها.
الأربعاء 2024/04/24
انتهاكات متواصلة دون عقاب

القدس - تتجه واشنطن إلى فرض عقوبات على وحدة “نيتسح يهودا” الأرثوذكسية المتطرفة، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة.

وللوحدة الإسرائيلية تاريخ طويل من التجاوزات والإفلات من العقاب، وقد  تأسست في العام 1999 لتشجيع الشباب من اليهود المتشددين أو “الحريديم” على الانضمام إلى الجيش.

ومنذ قيامها في العام 1948، أعفت إسرائيل اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية، التي كانت إلزامية بالنسبة إلى معظم الشباب الإسرائيليين الآخرين. وتواجه إسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر انتقادات متزايدة في هذا الصدد.

ويقول ديفيد خلفا من مؤسسة جان جوريس البحثية الفرنسية إن الوحدة اجتذبت بشكل رئيسي الشباب الأرثوذكس المتطرفين “الذين يرون في الجيش وسيلة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي وكسب لقمة العيش والقوميين المتدينين المتطرفين الذين لديهم عداء قوي تجاه العرب”. وتركز انتشار الوحدة حتى عام 2022 في الضفة الغربية حيث يعيش نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بين ثلاثة ملايين فلسطيني.

انتشار الوحدة تركز حتى عام 2022 في الضفة الغربية حيث يعيش نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية

ويقول خلفا إن “قسما كبيرا من جنود الوحدة ولدوا ونشأوا في الضفة، وهم مستوطنون من الجيلين الثاني والثالث”.

ويلاحظ أن “عددا كبيرا منهم، وليس الكل، ارتكب انتهاكات ولم يفرض الجيش أيّ عقوبات تقريبا” عليهم بسبب ضغوط مارستها الأحزاب اليهودية المتشددة النافذة.

وبرزت وحدة “نيتسح يهودا” في يناير 2022 بعد مقتل الأميركي من أصل فلسطيني عمر أسعد (78 عاما) على يد عناصرها. حينها، بقي أسعد مكمّما ومعصوب العينين ومقيد اليدين وملقى على الأرض لأكثر من ساعة في ليلة شتوية شديدة البرودة.

ولاحقا، تطرقت وسائل إعلام إسرائيلية إلى حوادث مماثلة شملت ضربا لفلسطينيين أو هجمات على البدو.

ويرى البعض أن “من الخطير بالنسبة إلى الجيش أن يجمع هذا العدد الكبير من الشباب الذين يتقاسمون الأيديولوجيا القومية نفسها”.

وأواخر العام 2022 تم نقل الوحدة إلى هضبة الجولان بناء على طلب واشنطن، لكنها عاودت نشاطها في الضفة الغربية بعد الحرب في قطاع غزة.

وبحسب خلفا “اضطر الجيش إلى تعبئة هذه الوحدة في الضفة، وهو ما أدّى إلى ظهور بعض المشاكل السلوكية”.

ويضيف “ما يدفع واشنطن إلى التفكير في فرض عقوبات على ‘نيتسح يهودا’ هو الشعور بالإفلات من العقاب” الذي تستفيد منه الوحدة.

2