هجوم بالصواريخ من العراق يستهدف القوات الأميركية في سوريا

كتائب حزب الله العراقية تنفي استئناف الهجمات على القوات الأميركية، مشيرة إلى أن تم تداوله خبر مفبرك.
الاثنين 2024/04/22
القوات الأميركي تدمر قاذفة صواريخ دفاعا عن النفس

بغداد – بعدما كشفت مصادر أمنية عراقية أن خمسة صواريخ على الأقل أطلقت من بلدة زمار العراقية باتجاه قاعدة عسكرية أميركية في شمال شرق سوريا مساء الأحد، أكد مسؤول أميركي أن الهجوم باء بالفشل.

وأوضح في تصريحات اليوم الاثنين أن مقاتلة تابعة لقوات التحالف الدولي دمرت قاذفة صواريخ دفاعا عن النفس، مضيفا أن أي جندي أميركي لم يصب بأذى.

من جانبها، نفت كتائب حزب الله العراقية إصدار بيان تعلن فيه استئناف الهجمات على القوات الأميركية، حسبما جاء في بيان نشرته الجماعة على تطبيق تلغرام.

وجاء النفي بعد ساعات من تعميم بيان آخر على مجموعات يعتقد أنها تابعة للفصيل المسلح المتحالف مع إيران يتضمن الإعلان عن استئناف الهجمات بعد نحو ثلاثة أشهر من تعليقها.

وقالت كتائب حزب الله "لم يصدر أي بيان عن المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، وما تتناقله وسائل الإعلام هو خبر مفبرك".

وهذا أول هجوم كبير ضد قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، بعد أسابيع عدة من الهدوء.

وخلال الشتاء نفذت فصائل مسلحة موالية لإيران عشرات عمليات الإطلاق الصاروخية والضربات بطائرات بلا طيار ضد القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط.

ويأتي الهجوم غداة عودة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من زيارة للولايات المتحدة اجتمع خلالها مع الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.

وقال مصدران أمنيان وضابط كبير بالجيش إن شاحنة صغيرة تحمل منصة إطلاق صواريخ على ظهرها كانت متوقفة في بلدة زمار على الحدود مع سوريا.

وذكر المسؤول العسكري أن الشاحنة اشتعلت فيها النيران نتيجة انفجار صواريخ لم تطلق فيما كانت طائرات حربية تحلق في السماء.

وأضاف المسؤول العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر "لا نستطيع الجزم بأن الشاحنة قد تم قصفها من قبل الطائرات الأميركية ما لم نحقق في الحادث".

وقال مسؤول أمني متمركز في بلدة زمار إن قوات الأمن العراقية انتشرت في المنطقة وبدأت عملية بحث عن الجناة الذين فروا من المنطقة بسيارة أخرى.

وقالت قوات الأمن العراقية في بيان إنها باشرت "عملية بحث وتفتيش واسعة" عن المنفذين مساء الأحد في محافظة نينوى شمالي العراق على الحدود مع سوريا.

وتحدث البيان عن "عناصر خارجة عن القانون استهدفت بالساعة 21:50 (18:50 ت غ) من يوم الأحد، قاعدة للتحالف الدولي بعدد من الصواريخ في عمق الأراضي السورية".

وأضاف "عثرت قواتنا الأمنية على العجلة التي انطلقت منها الصواريخ وقامت بحرقها".

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، إن "صواريخ عدّة أطلِقت من الأراضي العراقية، استهدفت قاعدة خراب الجير" التي تؤوي "قوات أميركية" في شمال شرق سوريا.

وأشار عبدالرحمن إلى أن هذه الصواريخ التي سقط واحد منها على الأقل داخل القاعدة، قد سبقها إرسال طائرة مسيّرة تابعة لفصائل موالية لإيران وتم إسقاطها.

ووجه المرصد السوري لحقوق الإنسان أصابع الاتهام إلى "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تشكيل يضم جماعات مسلحة موالية لإيران.

وكانت "المقاومة الإسلامية في العراق" قد أعلنت مسؤوليتها عن معظم الهجمات ضد الجنود الأميركيين التابعين للتحالف، والتي كانت نُفّذت بشكل أساسي بين منتصف أكتوبر وأوائل فبراير. وهي تقول في بياناتها إن ذلك يأتي تضامنا منها مع الفلسطينيين، على خلفية الحرب في غزة بين حركة حماس الإسلامية وإسرائيل.

وأسفر هجوم بطائرة من دون طيار في 28 يناير عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في وسط الصحراء الأردنية على الحدود السورية. وردا على ذلك، شددت واشنطن لهجتها ونفذت ضربات عدة في العراق وسوريا ضد فصائل موالية لإيران.

غير أنه منذ بداية فبراير، ساد هدوء نسبي بين الجانبين.

وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الدولي الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويأتي إطلاق الصواريخ ليل الأحد وسط أجواء إقليمية شديدة التوتر، تغذيها الحرب في غزة والتوترات بين إسرائيل وإيران.

وفجر السبت أسفر "انفجار وحريق" داخل قاعدة عسكرية في العراق عن سقوط قتيل وثمانية جرحى، وفق ما أعلنت السلطات السبت، بينما تحدث مسؤولون أمنيون عن "قصف" استهدف الموقع الذي يضم قوّات من الجيش العراقي والحشد الشعبي الموالي لإيران.

ونفت القيادة العسكريّة الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) أي مسؤولية لها عن "الانفجار" الذي وقع السبت، فيما قال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنّه "لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة".