تطوير منصة للذكاء الاصطناعي تساعد على اكتشاف سرطان المريء في مراحل مبكرة

بكين - طورت مجموعة من العلماء الصينيين منصة للذكاء الاصطناعي من شأنها مضاعفة معدل اكتشاف سرطان المريء في المراحل المبكرة، بحسب ما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، الخميس.
وتعتمد المنصة على خوارزميات التعلم العميق التي يتم تدريبها عبر مجموعات بيانات تضم أكثر من 190 ألف صورة للمريء تم جمعها من عدة عيادات في الصين، بحسب ما نشر مؤخرا في مجلة “ساينس ترانسليشنال ميديسين”.
وقد قامت التجربة السريرية، التي أجراها باحثون من مستشفى تايتشو في مقاطعة تشجيانج ومستشفى رنمين بجامعة ووهان، بالاستعانة بأكثر من 3000 مشارك خضعوا للتنظير الداخلي. وتم استخدام نظام الذكاء الاصطناعي على نصف المتطوعين.
وغالبا ما يكون سرطان المريء بدون أعراض، لكن الأطباء المحنكين يمكنهم اكتشاف الأورام والتغيرات السابقة للتسرطن باستخدام التنظير الداخلي. ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمسة أعوام أكثر من 90 في المئة عندما يتم علاج الورم خلال المراحل المبكرة، بينما تنخفض النتائج السريرية بشكل حاد بمجرد أن يبدأ المرضى في الشعور بالأعراض.
وتساعد هذه المنصة على مضاعفة معدل اكتشاف تغيرات المريء عالية الخطورة (1.8 في المئة) مقارنة مع نظيرتها في المجموعة القياسية (0.9 في المئة) وفقا للدراسة.
كما أظهرت أداة الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي حساسية وخصوصية عالية بنسبة 89.7 في المئة و98.5 في المئة على التوالي في العالم الحقيقي.
وقال ماو شين لي، المؤلف المراسل للورقة البحثية، من مستشفى تايتشو “إن النظام المساعد بالمنظار يمكّن، إلى حد كبير، أخصائيي التنظير الداخلي الأقل خبرة من اكتشاف تغيرات المريء عالية الخطورة بمعدل أعلى، وبالتالي تقليل نسبة التشخيص المفقود لسرطان المريء”.
وسرطان المريء هو سرطان يظهر في المريء، وهو أنبوب طويل ومفرغ يسري من الحلق وحتى المعدة. ويساعد المريء على نقل الطعام الذي يبتلعه الشخص من نهاية حلقه إلى معدته لهضمه.
وسرطان المريء يبدأ عادة في الخلايا المبطنة للمريء من الداخل. ويمكن أن يحدث سرطان المريء في أي منطقة على طول المريء، ويصاب به الرجال أكثر من النساء.
وسرطان المريء هو سادس أكثر أسباب الموت نتيجة السرطان شيوعا على مستوى العالم. وتختلف معدلات الإصابة باختلاف المواقع الجغرافية. وفي بعض المناطق قد تعزى المعدلات المرتفعة لحالات سرطان المريء إلى تعاطي التبغ والكحول أو إلى عادات غذائية خاصة والبدانة.
النظام المساعد بالمنظار يمكن أخصائيي التنظير الداخلي الأقل خبرة من اكتشاف تغيرات المريء عالية الخطورة
وتشمل علامات مرض سرطان المريء وأعراضه ما يلي:
• صعوبة في البلع (عسر البلع)
• فقدان الوزن غير المقصود
• ألم أو ضغط أو حرقة في الصدر
• عسر هضم متفاقم أو حرقة المعدة
• السعال وبحة الصوت
لا يسبب سرطان المريء المبكر ظهور أي علامات للمرض أو أعراض.
ويحدث سرطان المريء عند حدوث تغيرات (طفرات) في الحمض النووي لخلايا المريء. وتجعل هذه التغييرات الخلايا تنقسم بشكل خارج عن السيطرة. تكوّن الخلايا الشاذة المتراكمة ورما في المريء يمكنه النمو وغزو الأعضاء القريبة والانتشار إلى بقية أجزاء الجسم.
ويصنف سرطان المريء حسب نوع الخلايا المصابة. وتساعد معرفة نوع سرطان المريء في تحديد الخيارات العلاجية الممكنة. ومن أنواع سرطان المريء:
السرطان الغدي، وسرطان الخلايا الحرشفية، وسرطان الخلايا الصغيرة والساركوما واللمفومة والورم الميلانيني والسرطانة المشيمائية.
من المعتقد أن التهيج المزمن في المريء قد يساهم في التغيرات التي تسبب سرطان المريء. وتشمل العوامل التي تسبب التهيج في خلايا المريء وتزيد من خطورة التعرض لسرطان المريء:
• وجود مرض ارتجاع المريء
• التدخين
• وجود تغيرات قبل سرطانية في الخلايا المريئية (مريء باريت)
• البدانة
• شرب الكحوليات
• وجود ارتجاع صفراوي
• وجود صعوبة في البلع بسبب العضلة العاصرة المريئية التي لا تنبسط (تعذر الارتخاء المريئي)
• وجود عادة ثابتة لشرب السوائل شديدة السخونة
• عدم أكل قدر كاف من الفواكه والخضراوات
• الخضوع لعلاج إشعاعي على الصدر أو أعلى البطن.