فشل الهجوم الصاروخي على إسرائيل يعجل الخيار النووي الإيراني

قرار مهاجمة إسرائيل سيزيد من تركيز تل أبيب على برنامج إيران النووي لتكرس مزيد من الضغوط الدولية.
الخميس 2024/04/18
هجوم ستكون تداعياته وخيمة على إيران

طهران – يزيد هجوم إيران المرتبك ضد إسرائيل وإمكانية شن إسرائيل هجوما انتقاميا من احتمال إسراع طهران في تطوير برنامجها النووي، وهو ما سيطلق سباقا نوويا في المنطقة.

وسيناقش مجلس الوزراء الإسرائيلي خيارات الرد على الهجوم الإيراني. وقد يكون من بين الخيارات توجيه ضربة عسكرية علنية على المنشآت النووية الإيرانية تتضمن تعطيل برنامج طهران النووي إما كهدف مباشر أو ضمن ضربة أوسع ضد برنامج إيران لإنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ.

وتراجعت أهمية وضع البرنامج النووي الإيراني بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، في ظل انشغال تل أبيب بتفكيك الحركة وسعي واشنطن للحد من هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر.

وفي محاولة تبدو هادفة إلى الحد من خطر التصعيد الإقليمي، أبطأت إيران التخصيب في خضم الأزمة بين طهران وواشنطن بعد هجوم الميليشيات العراقية المدعومة من إيران في الأردن يوم 28 يناير والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أميركيين. لكن تخزين إيران لليورانيوم المخصب واصل الارتفاع.

من شأن فشل طهران في تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أن يحفّز إيران على المضي قدما في برنامجها النووي

وأشار مركز ستراتفور إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت في أحدث تقرير لها حول وضع البرنامج النووي الإيراني، أن لطهران 5525.5 كيلوغرام من إجمالي اليورانيوم المخصب، بما في ذلك حوالي 123.5 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة.

ويمنحها هذا مواد انشطارية تكفي لصنع ثلاث قنابل نووية، على الرغم من أنها ستحتاج إلى زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 90 في المئة لتطوير سلاح نووي.

وتنظر إسرائيل إلى احتمال امتلاك إيران سلاحا نوويا باعتباره تهديدا وجوديا لا ينبغي السماح به.

وأطلقت إيران وحلفاؤها في 13 أبريل 160 طائرة دون طيار و30 صاروخ كروز (لم يدخل أي منها الأراضي الإسرائيلية) وما لا يقل عن 110 صواريخ باليستية، وصل عدد قليل منها إلى أراضي الدولة العبرية، وفقا للجيش الإسرائيلي.

وأسقطت إسرائيل ومجموعة من شركائها، بما في ذلك فرنسا والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة، أكثر من 99 في المئة من المسيّرات والصواريخ الإيرانية.

وسيزيد قرار طهران مهاجمة إسرائيل مباشرة للمرة الأولى من تركيز تل أبيب على برنامج إيران النووي. وأظهر القادة الإيرانيون استعدادا للمخاطرة بمواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل والولايات المتحدة من خلال تنفيذ ضربة عسكرية علنية على الأراضي الإسرائيلية.

وعلى الرغم من فشل الضربة في تحقيق أهدافها التكتيكية المتمثلة في إلحاق أضرار جسيمة، إلا أنها انتهكت قواعد الاشتباك القائمة التي تنص على أن وكلاء إيران وحدهم هم الذين سيستهدفون إسرائيل مباشرة.

yy

وأبرزت تصرفات إيران تجاه إسرائيل تحملا متزايدا للمخاطر يمكن أن يمتد لاحقا إلى برنامج طهران النووي. وقد يمنح ذلك مجلس الحرب الإسرائيلي حافزا أكبر لتعطيل البرنامج. كما قد يدفع عجز إيران عن إلحاق الضرر بإسرائيل عبر استخدام الأسلحة التقليدية، كالطائرات المسيرة والصواريخ، تل أبيب إلى استنتاج أن تهديد إيران محدود أكثر مما هو متصور.

ومن شأن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق ولاحقا فشل طهران في تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وحلفائها الأجانب أن يحفزا إيران على المضي قدما في برنامجها النووي.

وتدرك طهران أنه من الأسهل على القادة الإسرائيليين في المستقبل إعطاء الضوء الأخضر لضربات عسكرية لاحقة على المنشآت الصاروخية والطائرات دون طيار والمنشآت النووية الإيرانية، وهذا ما سيعزز حملة طهران لإعادة تأسيس ردع أقوى، بما في ذلك الأسلحة النووية، على الرغم من أن امتلاكها لا يوفر سوى ردع محدود للعمل العسكري التقليدي.

وإذا كانت إيران لا تزال ترغب في التصعيد ضد إسرائيل والولايات المتحدة دون حرب مفتوحة، فسيكون تصعيد برنامجها النووي خيارا على الطاولة.

سيكون دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 دور هام في المنحى الذي سيتخذه تطور الأحداث إذا سرّعت إيران برنامجها النووي

وأظهرت إيران من قبل استعدادا للرد على الاستفزازات الإسرائيلية والأميركية من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى وتخزين المزيد منه. وردت على الاغتيال الإسرائيلي المشتبه به لعالم الفيزياء النووية محسن فخري زاده في 2020 باستئناف تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة، وعلى هجوم إسرائيلي مشابه استهدف محطة نطنز النووية في 2021 بالتخصيب إلى 60 في المئة.

وسيتردد صدى أي تسارع في برنامج إيران النووي، وخاصة تطوير الأسلحة النووية، في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ومن شأن ذلك أن يدفع السعودية وتركيا إلى التفكير في تطوير قدراتهما النووية الخاصة. وينطبق هذا خاصة على السعودية التي تختلف عن تركيا بكونها غير محمية بمظلة الناتو النووية.

ومن المرجح أن تعارض الولايات المتحدة تطوير السعودية ترسانتَها النووية، ولذلك ستضغط الرياض على واشنطن لوضعها مع دول مجلس التعاون الخليجي تحت المظلة النووية الأميركية.

وسيكون لفوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 دور هام في المنحى الذي سيتخذه تطور الأحداث إذا سرّعت إيران برنامجها النووي.

وبينما من المرجح أن يحاول ترامب تجنب الحرب مع إيران، قد تمنح علاقته الوثيقة مع إسرائيل خلال فترة ولايته الأولى نتنياهو ثقة كافية لضرب البرنامج النووي الإيراني.

 

اقرأ أيضا:

        • إيران تنهي عصر "الحرب خدعة"

        • للبلطجة عناوين أخرى: حول ضربة إيران لإسرائيل

        • إسرائيل وإيران والـ"بينغ بونغ".. والضحية هو المواطن

1