صانعو ميداليات الأولمبياد يضربون لأجل صفقة لامعة

يرى صانعو الميداليات الفرنسيون فرصة ذهبية بإضراب ما قبل الألعاب الأولمبية. وقال ممثل اتحاد سك العملة الفرنسية "نريد تعويض الحرفة بقيمتها الصحيحة". لكن الأمر يهدد بأولمبياد بلا ميداليات.
باريس - يواصل صانعو الميداليات في أولمبياد باريس الإضراب عن العمل للمطالبة بالحصول على مكافأة مالية خاصة تقديرا لجهودهم، حسب مجلة “بوليتيكو” الأميركية. ودخل الموظفون النقابيون في “دار باريس للنقد”، المؤسسة الفرنسية المسؤولة عن سك العملات المعدنية والميداليات الرسمية في البلاد، في إضراب عن العمل منذ 3 أسابيع.
وقال ممثل العمال في “دار باريس للنقد” لدى الاتحاد العام للعمال ديفيد فايلينت لمجلة “بوليتيكو”، “نحن لا نستغل الألعاب الأولمبية للحصول على مكافأة. إنه تحدٍ حرفي، ونريد أن يتم تعويض الحرفة بقيمتها الصحيحة”. وقال فايلينت “الميدالية الأولمبية جوهرة”. ووصف فايلينت العمل الدقيق اللازم لإنتاج ميداليات دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024، والتي سيتم تغليف كلّ منها بقطعة من برج إيفل.
وسوف تتميز الميداليات التي ستُمنح في أولمبياد وبارالمبياد باريس لهذا العام بوجود قطعة من الحديد على شكل سداسي مأخوذة من برج إيفل في وسطها. وقد انبثق هذا القرار عن الرغبة في جعل هذه الأشياء فريدة ومتفردة، وفقا لما أوضحه توني إستانغيه رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024.
وقال إستانغيه “تمّ تصميم ميداليات أولمبياد باريس 2024 لتصبح أشبه بقطع حقيقية من المجوهرات: على كلا جانبيها، سوف تعرض (الميداليات) أجمل وجه لفرنسا. ومع احتوائها على قطعة من برج إيفل، فسوف تصبح فريدة من نوعها، وهذا سيخلق بدوره صلة حقيقية بين الرياضيين الحائزين على الميداليات وبلادنا”.
◙ اللجنة المنظمة للأولمبياد وجهت الدعوة للجنة الرياضيين التابعة لها ومكتب الخبرة بدار المجوهرات شوميه للعمل معا لضمان أن الأشياء التي يحلم بها الرياضيون قد صُنعت حقا
وفي إطار عملية تصميم الميداليات، وجهت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024 الدعوة للجنة الرياضيين التابعة لها ومكتب الخبرة بدار المجوهرات الفاخرة شوميه للعمل معا، حيث أراد المنظمون ضمان أن الأشياء التي يحلم بها الرياضيون صُنعت حقا لهم من خلال تخيّلها معا.
وعلى الميدالية، تم تثبيت قطعة الحديد الأصلية لبالغ وزنها 18 غراما والمأخوذة من برج إيفل والتي تم قطعها على شكل سداسي. وقد تم تلميع قطعة الحديد هذه، بعد تجريدها من طلاء “برج إيفل البني”، لتعود إلى لونها الأصلي.
هذه القطعة التراثية، التي وضعت في وسط الميدالية ومطبوع عليها شعار دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، تمتزج بأناقة مع الذهب والفضة والبرونز. وبعد تنظيم احتجاج، الاثنين، في مقر دار باريس للنقد، سيتجمع صانعو الميداليات المضربون أمام وزارة الاقتصاد الفرنسية، الخميس.
بدورها، قالت دار باريس للنقد “لم يتوقف إنتاج الميداليات؛ وتم سك جميع الميداليات وسيتم تسليمها في الوقت المحدد”. وأضافت أن الاتحاد العام للعمال رفض اقتراحين بشأن المكافآت المتعلقة بالألعاب الأولمبية، وأن “0.44 في المئة فقط من العمال مضربون حاليا”.
لكن فايلينت دحض ادعاءات إدارته بشأن الاستعداد للألعاب، وفق “بوليتيكو”، وقال، “لم يبدأ بعد إنتاج فئات معينة من الميداليات”، متوقعا نتيجتين محتملتين إذا لم تتم تلبية مطالب الاتحاد، “إما ميداليات لا ترقى إلى معايير الإنتاج الضرورية، أو تأخير يؤدي إلى إقامة الأحداث دون ميداليات”. وشكّل الإضراب مصدر قلق لكلّ من اللجنة الأولمبية الدولية والسلطات الفرنسية قبل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية المقرر في 26 يوليو المقبل، حسب “بوليتيكو”.
وطلب رئيس لجنة أولمبياد باريس 2024، توني إيستانغيت، “هدنة” خالية من الإضرابات خلال دورة الألعاب الأولمبية، وهو ما رفضه الاتحاد، حيث قالت الأمينة العامة لاتحاد العمال في فرنسا، صوفي بينيه، في مقابلة “لن نمنع أيّ شخص من الدفاع عن حقوقه”. وتقام أولمبياد باريس في الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس، وتليها بارالمبياد باريس في الفترة من 28 أغسطس إلى 8 سبتمبر.