الأربعاء القادم: قمة تونسية - إيطالية حول ملف الهجرة

تستشعر إيطاليا خطورة انعكاسات تدفق المهاجرين غير النظاميين على أراضيها، فتسارع إلى حثّ الاتحاد الأوروبي على تقديم الدعم اللازم إلى تونس حتى لا تواجه الظاهرة وحيدة، كما دفعت الأزمة عزم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني على إجراء زيارة مرتقبة إلى تونس لبحث سبل التعاون في الملف الشائك.
تونس - تشهد تونس الأربعاء القادم تنظيم قمة حول ملف الهجرة غير النظامية بين الرئيس قيس سعيد ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني التي سيرافقها وزير داخليتها ماتيو بيانتيدوزي، والتي ستتجه بعد ذلك مباشرة إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع للمجلس الأوروبي حول خطة ماتي المخصصة للتعامل الاقتصادي والاجتماعي مع أزمة الهجرة.
وتقود ميلوني جهودا كبيرة من أجل توفير دعم أوروبي لتونس محذرة من تركها وحيدة في مواجهة الأزمة المالية التي ستؤثر على جهودها في منع تدفق الهجرة من سواحلها.
وستكون الزيارة القادمة لرئيسة الوزراء الإيطالية إلى تونس الثالثة من نوعها، حيث سبق لها أن زارتها في مناسبتين متلاحقتين في شهر يونيو الماضي لبحث سبل التعاون بين البلدين وخاصة في علاقة بملف الهجرة غير النظامية.
وقال المتحدّث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر إنّ الهدف الأساسي للزيارة هو إنشاء مراكز احتجاز للمهاجرين في تونس على غرار الموجودة في إيطاليا، مشيرا إلى أن ”تونس رفضت في السابق إنشاء هذه المراكز لكن لا ثقة لنا في السلطات التونسية التي قد لا تصمد أمام الضغوط الإيطالية”.
وبحسب بن عمر، فإنّ تونس تحصّلت على أكثر من 12 مليون يورو من صندوق أفريقيا للدعم الفني للسلطات التونسية من أجل مراقبة الحدود، و20 مليون يورو من الصندوق الائتماني للصندوق الأوروبي لأفريقيا لمراقبة الحدود، و27 مليون يورو من صندوق المكافآت التابع لوزارة الخارجية الإيطالية لإدارة تدفّقات الهجرة، كما تمّ تخصيص 4.8 مليون يورو لنقل 6 وحدات بحرية مستخدمة للحرس البحري الإيطالي لتجديدها وتقديمها إلى الحرس البحري التونسي و9 ملايين يورو من إيطاليا لشراء الوقود، وفق معلومات من مصادر إيطالية تحصّل عليها المرصد.
وأوضح تقرير أمني إيطالي الخميس الماضي أن العام 2023 شهد وصول 157.651 مهاجرا سريا إلى البلاد من خلال 3592 عملية إنزال، من بينهم 97.667 قدموا من تونس.
العام 2023 شهد وصول 157.651 مهاجرا سريا إلى البلاد من خلال 3592 عملية إنزال، من بينهم 97.667 قدموا من تونس
وأضاف أن “الذروة القصوى لأعداد الوافدين كانت في شهر أغسطس مع وصول 25.673 مهاجرا (بمعدل 828.16 مهاجرا يوميا)، وقد تأثرت إيطاليا بالتدفقات القادمة من تونس (97.667)، ليبيا (51.986)، تركيا (7.153)، الجزائر (620)، ثم لبنان (214).
وكشف التقرير أن مكاتب الهجرة التابعة لمقرات الشرطة قامت بإعادة 4368 مهاجرا ومواطنا من الاتحاد الأوروبي إلى أوطانهم، مشيرا إلى أن من بينهم 7 بسبب صلتهم بالإرهاب، وأشار إلى أن مكاتب الهجرة التابعة لمقرات الشرطة اعتمدت في ما يتعلق بتدابير الإعادة إلى الوطن على 28983 أمر طرد من التراب الإيطالي سنة 2023 صادرة في حق مواطنين أجانب ومن الاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، بيّن الناشط التونسي في إيطاليا مجدي الكرباعي أن “بالعودة إلى أرقام وزارة الداخلية الإيطالية، بلغ عدد التونسيين الذين وصلوا إلى السواحل الإيطالية من الأول من يناير إلى الثامن من أبريل الجاري 1599 مهاجرا، وتونس تحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد المهاجرين الواصلين بعد بنغلاديش وسوريا، وبلغ إجمالي المهاجرين الذين وصلوا في الفترة المذكورة 15084 مهاجرا”.
وأكد أن “في الأسبوع الأخير سجل وصول قرابة 8 آلاف مهاجر انطلق أغلبهم من تونس، ولذلك نرى أن رئيسة الوزراء الإيطالية تفكر في زيارة تونس مجددا في نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل من أجل مسألة الهجرة، ونعلم أن الاتحاد الأوروبي كان قد رصد مبلغ 264 مليون يورو لتونس من أجل التصدي للهجرة غير النظامية والمبلغ يندرج كذلك في إطار دعم الدولة التونسية لتمكينها من قبول المهاجرين التونسيين المرحلين”.