الشيخوخة المتسارعة للخلايا سبب إصابة الشباب بالسرطان

الشيخوخة المتسارعة بمعدل أعلى من المتوسط تزيد خطر الإصابة بأي أورام صلبة بما في ذلك سرطان الرئة والجهاز الهضمي.
الجمعة 2024/04/12
سرطان الرئة ينتشر بكثرة بين الشباب

واشنطن - وجدت دراسة جديدة أجراها خبراء من جامعة واشنطن في سانت لويس أن ارتفاع معدل إصابة الأجيال الشابة بالسرطان ربما يرجع إلى وجود خلايا وأنسجة قديمة تفوق أعمارهم. وتعد الخلايا محور كل وظيفة جسدية، ومع تقدمها في العمر، تضعف قدرتها على الإصلاح والتكاثر، ما يؤدي إلى عدد كبير من التأثيرات الضارة غير المباشرة.

وتبين أن الشيخوخة المتسارعة بمعدل أعلى من المتوسط، تزيد خطر الإصابة بأي أورام صلبة، بما في ذلك سرطان الرئة والجهاز الهضمي والرحم، بنسبة 17 في المئة. ويمكن أن تحدث الشيخوخة السريعة بسبب أنماط الحياة الأكثر إرهاقا وضعف الصحة العقلية والسمنة واستهلاك الوجبات السريعة.

وفي الدراسة، تتبع الخبراء بيانات زهاء 150 ألف شخص من البنك الحيوي في المملكة المتحدة. وبحثوا في 9 علامات من اختبارات الدم لتحديد العمر البيولوجي لكل شخص، أي عمر خلايا وأنسجة الفرد. وشملت العلامات “البومين”، وهو بروتين ينتجه الكبد ومهم لمنع تسرب السوائل من الأوعية الدموية، يتناقص مع تقدم العمر. وكذلك متوسط حجم خلايا الدم الحمراء، التي تزيد مع تقدم العمر. وعندما تكون خلايا الدم أكبر، تكون أقل قدرة على الانقسام والتكاثر.

وأدخلت البيانات في خوارزمية تسمى “فينو إيدج”، تولد العمر البيولوجي لكل شخص. ثم قارن فريق الخبراء ذلك مع الأعمار الفعلية للمشاركين، ونظروا في سجلات السرطان لمعرفة عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان المبكر (قبل سن 55 عاما). وتم تشخيص زهاء 3200 حالة سرطان مبكرة. وكان الأشخاص الذين ولدوا في عام 1965، أو بعد ذلك، أكثر عرضة بنسبة 17 في المئة لإظهار الشيخوخة المتسارعة مقارنة بالأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1950 و1954.

وقال روي تيان، طالب الدراسات العليا في جامعة واشنطن، والمعد الأول للدراسة، “على عكس العمر الزمني، قد يتأثر العمر البيولوجي بعوامل مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة العقلية والضغوط البيئية. وتشير الأدلة المتراكمة إلى أن الأجيال الشابة والأصحاء قد يتقدمون في السن بسرعة أكبر مما كان متوقعا، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التعرض المبكر لعوامل الخطر المختلفة”.

◙ الأجيال الشابة والأصحاء قد يتقدمون في السن بسرعة أكبر مما كان متوقعا ويرجع ذلك على الأرجح إلى التعرض المبكر لعوامل الخطر المختلفة

وقالت الدكتورة آنا بليز، التي تدرس تأثير الشيخوخة البيولوجية لدى الناجين من السرطان في جامعة مينيسوتا، إن النتائج يمكن أن تساعد العلماء على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان عندما يكونون صغارا.

وأوضحت أن الرئتين يمكن أن تكونا أكثر عرضة لخطر الشيخوخة مقارنة بالأنسجة الأخرى، لأن قدرتها على التجدد محدودة. وفي الوقت نفسه، يرتبط سرطان المعدة والأمعاء بالالتهاب، الذي يزداد سوءا مع التقدم في السن. وقال الخبراء، الذين تفاعلوا مع النتائج، إن ذلك قد يعني أنه يمكن استخدام اختبار دم بسيط وخوارزمية لمعرفة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان بسبب تسارع معدل الشيخوخة، ومن ثم يمكن التوصية بالفحص على أساس فردي.

يذكر أن التدخين يعد عاملا مساهما في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والمعدة والقولون والمستقيم والكبد والبنكرياس والكلى. ويمكن أن يؤدي الأرق إلى زيادة العمر البيولوجي، كما هو الحال مع زيادة الوزن والسمنة. وأدرجت على أنها عوامل مساهمة في زيادة حالات السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.

وبحسب “جمعية السرطان الأميركية”، يتم تشخيص إصابة حوالي 80 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاما بالسرطان كل عام في الولايات المتحدة. ويعتبر السرطان السبب الرئيسي الرابع للوفاة في هذه الفئة العمرية، بعد الحوادث والانتحار والقتل. وتعتبر الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الشباب، ولكن احتمالية الوفاة بسبب السرطان متساوية بين الجنسين.

وتشير إحصائيات من دول أخرى حول العالم إلى اتجاه مماثل في ارتفاع عدد الإصابات بالسرطان لدى الفئة العمرية عينها. وفي ظلّ انعدام اليقين الطبي، وعدم وصول الأبحاث العلمية إلى نتائج حاسمة، يتساءل الخبراء عن سبل للوقاية من السرطان أو على الأقل تخفيف احتمال الإصابة ببعض الأنواع منه.

وتُجمع الهيئات العلمية والطبية كافة، على خطوات يمكن اتباعها للتخفيف من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، أبرزها: الامتناع عن التدخين أو التعرض لدخان سجائر الآخرين، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة الرياضة والنشاط البدني، واتباع نظام غذائي صحي ومتنوع، عبر التقليل من اللحوم المصنعة والحمراء، وتناول المزيد من الحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالألياف، والحد من الوقت المقضى في الشمس، وتجنب أجهزة التسمير.

16