اكتشاف هام يبث الأمل في نفوس المصابات بسرطان الثدي

إعطاء عقاقير معينة للنساء اللاتي يحملن طفرة جين "بي أر سي إيه" يمكن أن يمنع الإصابة بالمرض.
الاثنين 2024/04/01
الاكتشاف يمكن أن يجنب النساء الجراحة

فسحت دراسة حديثة المجال أمام إمكانية العلاج الوقائي دون اعتماد الجراحة لحاملات طفرات جين سرطان الثدي “بي أر سي إيه”، ذلك أنه توجد بالفعل أدوية يمكنها تقوية وظيفة الخلايا المناعية. وأشار الباحثون إلى أن إعطاء النساء اللاتي يحملن طفرة جين “بي أر سي إيه" عقاقير، توصف عادة في المراحل المتأخرة من سرطان الثدي، يمكن أن يمنع الإصابة بالمرض.

لندن - حقق فريق من العلماء اختراقا هاما يمكن أن يساعد النساء المصابات بـ”جين أنجلينا جولي” السرطاني على تجنب الجراحة. وتعتبر النساء اللاتي يحملن طفرة جين “بي أر سي إيه”حاليا، أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي والمبيض، لذا يلجأن لخيارات العلاج الوقائي مثل استئصال الثدي. لكن الدراسة الجديدة تكشف أن إعطاء عقاقير، توصف عادة في المراحل المتأخرة من سرطان الثدي، للنساء اللاتي يحملن طفرة جين “بي أر سي إيه، يمكن أن يمنع الإصابة بالمرض.

واكتشف علماء جامعة كامبريدج أن الخلايا المناعية في أنسجة الثدي لدى النساء اللاتي يحملن طفرات “بي أر سي إيه 1” و”بي أر سي إيه 2″، أظهرت علامات “الإرهاق” أو الخلل الوظيفي، الذي يوجد عادة في الأورام في مراحلها المتأخرة، ما يعني عدم قدرة المناعة على إزالة الخلايا التالفة، ما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالسرطان.

وقال كبير الباحثين، وليد خالد: “نحن متحمسون للغاية لهذا الاكتشاف لأنه يفتح إمكانية العلاج الوقائي بخلاف الجراحة لحاملات طفرات جين سرطان الثدي ‘بي أر سي إيه’. توجد بالفعل أدوية يمكنها التغلب على هذه العقبة في وظيفة الخلايا المناعية، ولكن الموافقة عليها تمت لعلاج المراحل المتأخرة من المرض فقط، حتى الآن”.

ويساعد العلاج المناعي جهاز المناعة على التعرف على السرطان ومكافحته. ويمكن إعطاؤه بمفرده أو مع علاجات أخرى. وأضاف خالد: “لم يفكر أحد حقا في استخدامها بطريقة وقائية من قبل. ومع ذلك، فإن لهذه الأدوية آثارا جانبية خطيرة، ونحن نعمل على اختبارها في نماذج ما قبل السريرية لتحديد جرعة آمنة قبل الانتقال إلى الدراسات البشرية”.

ومنحت مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة فريق كامبريدج جائزة علم الأحياء للوقاية، لاختبار الطريقة على الفئران، وستراقب عن كثب الآثار الجانبية والجرعات. وبعد ذلك، يمكن إجراء تجربة سريرية تجريبية على النساء المصابات بطفرات جين “بي أر سي إيه”. يذكر أنه في عام 2013، كشفت ممثلة هوليوود، أنجلينا جولي، أنها اتخذت قرار الخضوع لعملية استئصال الثديين بعد أن ثبتت إصابتها بطفرة جين”بي أر سي إيه”.

◙ مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة منحت فريق كامبريدج جائزة علم الأحياء للوقاية، لاختبار الطريقة على الفئران

وكانت دراسة حديثة قد كشفت عن طريقةٍ لإصلاح الحمض النووي في الخلايا التي تقوم بدور في سرطاني الثدي والمبيض. وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت نتائجها في مجلة “بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس”، ونقلها موقع “يورك أليرت".

وبحسب الباحثين، فإن بروتني “بي آر سي إيه 1″ و”بي آر سي إيه 2” اللذين ينتجهما جينان يحملان الاسم ذاته، قادران على منع السرطانات من التكوّن، مشيرين إلى أن حدوث طفرة في هذين الجينين يزيد من احتمال الإصابة بمرض السرطان. ويوضح البروفيسور في علم الأحياء الدقيقة والوراثة الجزيئية ستيفن كووالتشيكوفسكي إلى أن فهم وظيفة الجين “بي آر سي إيه 2” أساسي في تفسير تطوّر السرطان في خلايا الثدي والمبيض، بالإضافة إلى خلايا أخرى مثل خلايا البروستات.

ويضيف كووالتشيكوفسكي أنه إذا تعطل الجين “بي آر سي إيه 2″، فإنه من الصعب إصلاح الحمض النووي، مما يعني فساد الجينوم الذي يتسبب بدوره في الإصابة بمرض السرطان. وتم ربط حدوث الطفرات الوراثية للجين “بي آر سي إيه 2” بزيادة التعرض للإصابة بالسرطان عمومًا، وبسرطاني الثدي والمبيض خصوصا.

ويتعرض الحمض النووي عادةً لهجمات مستمرة من داخل الخلية ومن خارجها؛ كالتعرض لأشعة الشمس أو لمواد كيميائية. ويدفع تراكم هذه الهجمات الخلايا لأن تصبح خلايا سرطانية. لحسن الحظ فإن الخلايا تمتلك آليات خاصة لإصلاح الحمض النووي التالف، كعملية إعادة التركيب المتماثل التي تعمل على إصلاح الشرخ في السلسلة المزدوجة للحمض النووي.

وسرطان الثدي هو السرطان الذي يتكون في خلايا الثديين. ويأتي سرطان الثدي بعد سرطانَ الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة. ويصيب سرطان الثدي كلاً من الرجال والنساء، إلا أنه أكثر شيوعًا بين النساء.

لقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه. وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما قل عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلك في الأغلب إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، وإتباع طريقة علاج جديدة تراعي حالة كل مريض، والارتقاء بمستوى فهم الباحثين لطبيعة هذا المرض.

ويشير الأطباء إلى أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورمًا. وقد تنتشر الخلايا (تنتقل) من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

يبدأ السرطان عادةً مع الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب (السرطان اللبني العنيف). ويمكن أن يبدأ أيضًا في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات (السرطان الفصيصي الغزوي)، أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي.

ولقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص به على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر. ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها.

16