بايدن يستقبل أردوغان في واشنطن قبل نهاية ولايته

زيارة الرئيس التركي للولايات المتحدة تأتي بعد سنوات من الفتور في العلاقات بين البلدين وسط قضايا خلافية لا يزال معظمها عالق.
الجمعة 2024/03/29
بايدن وأردوغان التقيا سابقا في يوليو 2023 على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي

اسطنبول - يستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض للمرة الأولى في التاسع من مايو، وذلك قبل أشهر قليلة من انتهاء ولايته (بايدن).

وسيكون هذا اللقاء الذي أكّده مصدر تركي رسمي الأول في المكتب البيضاوي بين الرئيسين، فقد جرى آخر لقاء بين الحليفين في إطار حلف شمال الأطلسي في يوليو 2023، على هامش قمة الحلف في فيلنيوس.

وسعى حينها الرئيس الأميركي إلى إقناع نظيره التركي بالموافقة على انضمام السويد إلى الناتو، الأمر الذي كانت أنقرة تعرقله منذ العام 2022.

من جهته، رحّب سونر كاغابتاي الخبير في معهد واشنطن بما اعتبره "رحلة مهمّة"، مشيرا إلى أنّ "الرئيس أردوغان يحكم تركيا منذ 21 عاما وبايدن هو أول رئيس أميركي حتى الآن لم يدعه إلى البيت الأبيض".

وأضاف أنّ "تلقّيه هذه الدعوة قبل نهاية فترة ولاية بايدن يشير إلى مسار تصاعدي في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا".

وشهدت العلاقات بين واشنطن وأنقرة نوعا من الاستقرار بعدما تخلّت الأخيرة عن الفيتو ضدّ ستوكهولم ووافقت على انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي بعد الموافقة على انضمام فنلندا.

وفي غمرة ذلك، وافق بايدن في يناير ثمّ الكونغرس الأميركي في فبراير، على بيع تركيا 40 طائرة مقاتلة أميركية من طراز "اف 16"، ما وضع حدّا لأشهر من المفاوضات الشاقة بين العاصمتين.

ومنذ ذلك الحين، تسعى أنقرة وواشنطن إلى تعزيز تعاونهما في مجال الصناعات الدفاعية، حسب مصدر غربي. ويتصدّر هذا القطاع الصناعات التركية مع زيادة كبيرة في صادراته بلغت 25 في المئة العام الماضي، بإجمالي 5.5 مليارات دولار وفقا لاتحاد المصدّرين الأتراك. ومن أبرز هذه الصادرات، مسيّرات بيرقدار الشهيرة وذخائر وأسلحة خفيفة ومركبات عسكرية.

وفي هذه الأثناء، التقى رئيس الاستخبارات التركية ابراهيم كالين أعضاء في مجلس النواب الأميركي في أنقرة الجمعة، وفق وسائل إعلام رسمية.

وتركّزت المحادثات، بالإضافة للتحضير للزيارة الرئاسية، على الوضع في أوكرانيا وغزة ومكافحة الإرهاب بعد الهجوم الذي شنّه تنظيم الدولة الإسلامية في موسكو.

ولكن ثمة نقطة خلاف بارزة بين العاصمتين تتمثّل في الدعم غير المشروط الذي تقدّمه إدارة بايدن لإسرائيل منذ هجوم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر، الذي أعقبه اندلاع الحرب في قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 32 ألف شخص، وفقا لآخر حصيلة صادرة عن حماس.

ورحّبت أنقرة التي تقدّم 19 في المئة من المساعدات الإنسانية إلى سكّان القطاع، بـ"خطوة إيجابية" بعد تبنّي مجلس الأمن الدولي الاثنين قرارا يطالب للمرة الأولى بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة، بينما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه.

وفضلا عن ذلك، لم تنضم تركيا التي تمكّنت من الحفاظ على علاقاتها مع موسكو وكييف منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا، إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.

وكان من المقرّر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا في التاسع من فبراير قبل أن تُلغى هذه الزيارة في اللحظة الأخيرة، لكنّ تركيا تلقّت تحذيرات عدّة من الولايات المتحدة التي اتهمتها بتسهيل تصدير المنتجات الخاضعة للعقوبات إلى روسيا، عبر بنوكها وعبر مضيق البوسفور.

وفي هذا السياق، أكد مصدر غربي أنّ "الأمر لا يتعلّق بمنع التجارة مع روسيا، بل بقطع كلّ أشكال التجارة غير المشروعة". كما أشار أحد المراقبين إلى "القفزة" التي حقّقتها صادرات الأجهزة المنزلية إلى روسيا، مثل أجهزة جلي الصحون التي تحتوي على مكوّنات إلكترونية يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة متطوّرة.