كاميرا خفية

يعتبر التونسي رؤوف كوكا أبرز من احترف إعداد مقالب "الكاميرا الخفية" وإخراجها وإنتاجها على الصعيد العربي، والأكثر استمرارا في هذا المجال منذ ثمانينات القرن الماضي، وخلال رمضان الحالي، ظهر بعملين الأول هو "السائق" على "تلفزة تي في"، والثاني تبثه قناة “المتوسط” الليبية التي تتعامل معه للموسم الثاني على التوالي بعد أن كانت تجربة ثرية لمواسم متلاحقة مع قناة "218" قبل توقفها عن البث بشكل نهائي في منتصف 2022.
يعتمد كوكا على مبدأ الضحك للضحك، وهو يستنبط مقالب طريفة وجريئة، وقد يتم تنفيذها بصورة تلقائية، أو بالاتفاق مع الشخص الذي سيظهر في صورة من تم الإيقاع به في الكمين، وفي تجربته مع “218” و”المتوسط”، حاول أن يقترب من ذائقة الشارع الليبي وخصوصياته الثقافية بالرغم من أن كل الأحداث تصور في تونس ومن قبل تقنيين تونسيين، وفي السنوات الماضية برز بالخصوص طفل اسمه سامي الجويني يتولى بطولة المقالب، ويتكلم بلهجة ليبية هجينة، وقد أصبح نجما بين الليبيين حتى بات معروفا لديهم باسم الصقر، وهو في الأصل تونسي ولم يزر ليبيا في حياته، وقد اكتشف فيه رؤوف كوكا صفة الطفل الذكي والمشاغب وصاحب الحضور المتميز، فقرر تلقينه بعض المفردات الليبية الشائعة ليظهر في البداية كأحد المشاركين في البرنامج قبل أن يتحوّل إلى نجمه الأبرز كما هو الحال هذا العام.
و”الكاميرا الخفية” برنامج عالمي ابتكره آلان فونت وتم إنتاجه وتقديمه لأول مرة عام 1948 على قناة “سي بي أس” الأميركية واستمر حتى سبعينات القرن العشرين، وانقطع، ثم عاد من عام 1996 إلى 2004، ثم عاد لموسم واحد عام 2014.
ومن أكثر الإنتاجات انتشارا في هذا السياق “فقط للضحك” وهو برنامج كندي شهير تميز بعدم الاعتماد على الكلام، وقد بدأت أغلب القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية في بثه العام 2000، وهناك كذلك برنامج “بانكد” الذي يقدمه الممثل الكوميدي أشتون كوتشر على قناة “أم تي في” منذ 2003 وقد تخصص في الإيقاع بالمشاهير والنجوم.
وفي المنطقة العربية، كانت البداية في التلفزيون الجزائري في العام 1970 من إعداد وإخراج حاج رحيم، وعام 1983 انطلقت التجربة المصرية في محاكاة للنموذج الأميركي في “كاندد كاميرا”، وقد تكفل بالتقديم الفنان فؤاد المهندس، ثم في بداية التسعينات ظهر الفنان إبراهيم نصر في برنامج “زكية زكريا” حيث كان يتقمص دور امرأة.
ولعل أضخم إنتاج للكاميرا الخفية هو المخصص لرامز جلال الذي انطلق في “رامز قلب الأسد” في 2011 واستمر منذ ذلك التاريخ في تصدر المشهد الرمضاني إلى أن “جابها من الآخر” هذا العام في إطار من البذخ والقدرة الإنتاجية الفائقة، وهو الذي اعتاد على دفع أجور مجزية لضحايا مقالبه من النجوم، وعلى تحقيق نسب مشاهدة عالية سواء على “أم بي سي” أو عبر منصاتها الإلكترونية.