السيسي يبحث مع بلينكن وقفا فوريا للنار في غزة وتبادل الأسرى

الرئيس المصري يستعرض مع وزير الخارجية الأميركية جهود الوساطة بهدنة غزة ويحذر من العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
الخميس 2024/03/21
السيسي وبلينكن يعربان عن رفضهما التهجير في غزة

القاهرة - أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة اليوم الخميس ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وحذر من احتمال اجتياح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح أقصى جنوب القطاع على الحدود مع بلاده، وذلك بحضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي، بدعم أميركي، شن حرب مدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

وبحسب الرئاسة، تناول اللقاء "الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، وآخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين".

وشدد السيسي على "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار"، مشيرا إلى "ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء".

وحذر من "العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية".
ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ اجتياح بري لرفح؛ بزعم أنه ضروري للقضاء على ما تبقى من حركة "حماس".

ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل؛ في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.

كما أكد السيسي على "ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية للقطاع".

وتقيد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية؛ مما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.

كما شدد السيسي على "ضرورة فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ووفق الرئاسة المصرية "توافق الجانبان (السيسي وبلينكن) على أهمية استمرار الجهود المشتركة في هذا الصدد (التهدئة)، واتخاذ كافة الإجراءات لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم بأي شكل أو صورة".

وبالإضافة إلى لقائه مع السيسي، أجرى بلينكن مباحثات مع نظيره المصري سامح شكري، بحسب بيان للخارجية المصرية.

وبدأ بلينكن جولة هي السادسة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة الأربعاء لإجراء محادثات مع مسؤولين عرب للدفع من أجل وقف إطلاق النار في غزة بعد أن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي الجمهوريين الأميركيين أنه لن تكون هناك هوادة في الحرب على حركة حماس.

وفي غزة، تركز الهجوم العسكري الإسرائيلي لليوم الرابع على مستشفى الشفاء، وهو المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل ولو جزئيا في شمال القطاع. وقال سكان إنهم رأوا مباني مشتعلة داخل المجمع.

قالت إسرائيل إن قواتها قتلت أكثر من 50 مسلحا من حركة حماس أمس، ليرتفع عدد من تقول إنهم مسلحون قُتلوا حول المستشفى إلى 140.

وقالت إنها عثرت على بنية تحتية تستخدم لأغراض الإرهاب وأسلحة داخل المجمع وحوله، وعرضت صورا لبنادق آلية من طراز إيه.كيه-47 (كلاشنيكوف) وقذائف صاروخية ومدافع هاون وأسلحة أخرى.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري "العديد من إرهابيي حماس.. عناصر وقادة كبار" كانوا يختبئون في المجمع مع مسلحي حركة الجهاد الإسلامي.

وأضاف "عندما دخلنا المستشفى وجدنا إرهابيين يقاتلون ضدنا هنا في هذا المكان".

تنفي حماس أن المستشفى يؤوي مسلحين وقالت إن القتلى من المصابين والنازحين.

وأظهرت لقطات مصورة نشرتها حماس مسلحيها خارج مجمع الشفاء وهم يحملون أسلحة ويطلقون النار على دبابات إسرائيلية في شوارع تمت تسويتها بالأرض. وتتطابق مواقع المباني وحدودها مع صور أقمار صناعية تحققت رويترز منها.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنه من المقرر أن يجتمع بلينكن مع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن اليوم، بالإضافة إلى وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأكد بلينكن مجددا، في اجتماعه مع ولي العهد السعودي أمس الأربعاء، التزام الولايات المتحدة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل.

يسعى المسؤولون إلى إنهاء القتال المستمر منذ أكثر من خمسة شهور والذي تقول السلطات الصحية في غزة إنه أودى بحياة ما يقرب من 32 ألف فلسطيني، منهم 65 قتلوا خلال آخر 24 ساعة.

واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

ولم تتطرق وزارة الخارجية المصرية لتفاصيل المحادثات، لكن مصادر مصرية قالت إن الدول العربية ستشدد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للصراع.

وألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة أمام أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ الأمريكي أمس قال لهم فيها إن إسرائيل ستواصل جهودها للقضاء على حماس.

وتسلط تصريحاته الضوء على تنامي التوتر مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تطالب إسرائيل بمزيد من الجهود لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين.

وتطالب مصر بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى والمحتجزين.

ومصر هي ثاني محطة لبلينكن ضمن جولته السادسة بالمنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة، والتي بدأها في السعودية الأربعاء ويختتمها في إسرائيل الجمعة.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا؛ بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ مما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".