بلينكن يبدأ جولة جديدة في المنطقة على وقع توتر بين إدارة بايدن ونتنياهو

الرياض - شكلت المملكة العربية السعودية المحطة الأولى في الجولة التي بدأها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إلى المنطقة، لبحث الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة في حرب غزة وسط توتر متزايد في علاقة واشنطن بحليفتها إسرائيل.
وفي غزة حيث تبددت الآمال في وقف إطلاق نار مع دخول شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي، تحدث سكان مدينة غزة في شمال القطاع عن أعنف قتال منذ شهور حول مجمع الشفاء الطبي.
وقالت إسرائيل إنها قتلت 90 مسلحا في معركة متواصلة هناك لليوم الثالث على التوالي، فيما نفت حماس وجود مقاتلين وقالت إن القتلى في المستشفى مدنيون.
ومن المقرر أن يزور بلينكن القاهرة غدا بعد اختتام زيارته إلى المملكة حيث من المتوقع أن يجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وسيزور بلينكن إسرائيل يوم الجمعة.
ولم تعلن وزارة الخارجية الأميركية عن الزيارة المقررة لإسرائيل إلا عقب وصول بلينكن إلى السعودية. ولم توضح الوزارة على الفور أسباب حذف التوقف في إسرائيل من برنامج الجولة.
ليس لدى أكثر من مليون من سكان غزة، أمرتهم القوات الإسرائيلية المتوغلة بالنزوح إلى رفح في وقت سابق من الحرب، مكان آخر يفرون إليه
وشهدت الأيام القليلة الماضية تصاعد القتال في الأجزاء الشمالية من غزة التي استولت عليها القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من الحرب، بما في ذلك مجمع الشفاء الطبي الذي كان في السابق أكبر مستشفى في القطاع، وهو الآن واحد من مستشفيات قليلة تعمل ولو بشكل جزئي في الشمال.
وقالت أمل (27 عاما) التي تعيش على بعد كيلومتر واحد من المجمع لرويترز عبر تطبيق تراسل “نعيش ظروفا مروعة مماثلة لما كانت عليه عندما داهمت القوات الإسرائيلية مدينة غزة لأول مرة، أصوات الانفجارات والقصف الإسرائيلي للمنازل بلا توقف”.
ورفض نتنياهو الثلاثاء دعوة بايدن للتراجع عن خطط الاجتياح البري لمدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من غزة والتي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقال نتنياهو للمشرعين إنه قال لبايدن “بكل وضوح” في اتصال هاتفي “إننا عازمون على استكمال القضاء على هذه الكتائب في رفح، ولا سبيل لذلك إلا بالهجوم البري”.
وتقول إسرائيل إن رفح هي آخر معقل كبير لمقاتلي حماس. فيما تقول واشنطن إن أي هجوم بري هناك سيكون “خطأ” وسيسبب ضررا كبيرا للمدنيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن أحد أهداف بلينكن هو مناقشة سُبل هزيمة حماس مع القادة الإسرائيليين “بما في ذلك في رفح، بطريقة تحمي السكان المدنيين ولا تعيق إيصال المساعدات الإنسانية وتعزز الأمن العام لإسرائيل”.
اقرأ أيضا:
وليس لدى أكثر من مليون من سكان غزة، أمرتهم القوات الإسرائيلية المتوغلة بالنزوح إلى رفح في وقت سابق من الحرب، مكان آخر يفرون إليه. وتقول إسرائيل إن لديها خطة لإجلائهم.
والتوتر العلني بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو ليس له سابقة تذكر تقريبا في تاريخ إسرائيل إذ تعد الولايات المتحدة حليفتها الوثيقة منذ إعلان قيام إسرائيل في عام 1948.
وفي الأسبوع الماضي، دعا تشاك شومر زعيم كتلة الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن في مجلس الشيوخ وأعلى مسؤول يهودي أميركي منتخب، الإسرائيليين إلى استبدال نتنياهو. ووصف بايدن ذلك بأنه “خطاب جيد”، فيما وصفه نتنياهو بخطاب “غير لائق”.
واستؤنفت محادثات وقف إطلاق النار المستمرة منذ فترة طويلة هذا الأسبوع في قطر بعدما رفضت إسرائيل اقتراحا مضادا من حماس الأسبوع الماضي. وناقش الجانبان هدنة مدتها نحو ستة أسابيع تفرج خلالها حماس عن نحو 40 رهينة مقابل إطلاق سراح مئات المحتجزين الفلسطينيين.
والمحادثات مستمرة منذ أشهر بوساطة من الولايات المتحدة ومصر وقطر، لكن لا تزال هناك خلافات بشأن مرحلة ما بعد الهدنة. وتقول حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها ستناقش هدنة مؤقتة فقط.
وقال أسامة حمدان المسؤول البارز في حركة حماس في مؤتمر صحفي ببيروت إن إسرائيل تراجعت في ردها على أحدث مقترح من الحركة لوقف إطلاق النار عن بنود وافقت عليها من قبل.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما اجتاح مقاتلون من حماس التي تدير قطاع غزة بلدات إسرائيلية مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة وفقا لما تقوله إسرائيل. فيما قتلت الحملة الإسرائيلية ما يقرب من 32 ألف فلسطيني منذ ذلك الحين، ويخشى أن يكون آلاف القتلى مازالوا تحت الأنقاض.