رئيس الموساد إلى الدوحة لاستئناف محادثات هدنة محتملة في غزة

المفاوضات ستكون طويلة ومعقدة، وتتجه لتكون مع يحيى السنوار باعتباره مَن يتخذ القرار.
الاثنين 2024/03/18
سكان غزة المنهكون يتوقون إلى وقف الحرب

الدوحة - يُرتقب أن يعقد رئيس الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري ومسؤولون مصريون لقاء في الدوحة الاثنين، لبحث هدنة محتملة واتفاق تبادل رهائن في غزة، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المحادثات وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته نظراً لحساسية المحادثات، إن اللقاء بين رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ومسؤولين مصريين "من المرتقب أن يُعقد اليوم (الاثنين)".

ويتجه الوفد الإسرائيلي إلى قطر الاثنين عقب مداولات في كل من مجلس الحرب الإسرائيلي والمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت).

وقالت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة) "يغادر الوفد الإسرائيلي اليوم إلى الدوحة، حيث ستُجرى محادثات الصفقة، بعد أربعة أيام من تقديم رد حماس إلى الوسطاء".

ونقلا عن مصدرين مطلعين لم تسمهما، أضافت أن "الوفد سيغادر بعد أن حصل من المجلس الوزاري المصغر على تفويض بإجراء مفاوضات عامة".

كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه إنها "ستكون عملية طويلة ومعقدة، المفاوضات تتجه لتكون مع (زعيم حماس في غزة يحيى) السنوار"، في إشارة إلى أنه مَن يتخذ القرار.

وتابع المسؤول "حتى لو كانت (بعض قيادات) حماس في الخارج، فليس لديها أي تفويض لاتخاذ القرارات. كل فاصلة وكل نقطة (في الاتفاق المرتقب) ستستغرق ما بين 24 إلى 36 ساعة. ستكون عملية معقدة".

واعتبر أن "العرض الذي تلقته إسرائيل من حماس ليس جيدا، وعلى الجانبين أن يكونا مرنين".

وقال إن "التفويض (الممنوح للوفد الإسرائيلي) يتيح فتح مفاوضات حقيقية. وفريق التفاوض عازم على التوصل إلى اتفاق".

وتأتي هذه التطورات بعد اطّلاع إسرائيل على فحوى مقترح جديد قدمته حركة حماس وتضمن عرضاً لاتفاق على 3 مراحل، تستمر كل مرحلة 6 أسابيع يتخللها تبادل للأسرى وعودة للنازحين لشمالي غزة وإعلان وقف دائم لإطلاق النار بالمرحلة الثانية.

وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن هدف إسرائيل هو التوصل إلى "42 يوما هدنة مقابل عودة 40 مختطفا (إسرائيليا)" من غزة".

وهذه المحادثات في العاصمة القطرية هي الأولى بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة التي شارك فيها وسطاء قطريون وأميركيون ومصريون، والتي فشلت في تأمين هدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي.

وذكر موقع "واينت" العبري نقلا عن مسؤول إسرائيلي أنه "بالإمكان القول إن هناك مؤشرات إيجابية حول تقدّم معين في الاتصالات نحو صفقة جديدة، لكن من المبكر الجزم إن كان ذلك سيقود إلى تحريك المفاوضات".

لكن هذا التفاؤل قد يصطدم بالتطورات الميدانية في قطاع غزة، والتهديدات الإسرائيلية بشن عملية واسعة بمدينة رفح المكتظة بالنازحين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد "من يصرح بأن العملية في رفح لن تتم هو نفسه الذي قال لن ندخل غزة، وهو ذاته الذي قال إننا لن نعمل في مستشفى الشفاء، أو حتى في خان يونس، ولهذا أكرر: سنتحرك في رفح. سوف يستغرق الأمر بضعة أسابيع، وسوف يحدث".

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 31726 شخصاً في قطاع غزة المهدد بالمجاعة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس. وسمحت هدنة استمرت أسبوعاً في نوفمبر بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.