الشاطئ متنفس سكان غزة من رائحة البارود

محاولة للهروب من الحرب الإسرائيلية المدمرة وتداعياتها السلبية على الحياة اليومية للعشرات من الفلسطينيين.
الأحد 2024/03/10
هروب من واقع صعب

غزة - يقضي العشرات من الفلسطينيين من المواطنين والنازحين أوقاتا طويلة على شاطئ بحر مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في محاولة للهروب من الحرب الإسرائيلية المدمرة وتداعياتها السلبية على حياتهم اليومية.

ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة واقعًا صعبًا ومريرًا مع استمرار الحرب للشهر السادس على التوالي، واشتداد الحصار الخانق وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير. ‏ويجلس الشاب براء سهمود على شاطئ بحر دير البلح، رفقة صديقه يتسامران ويستذكران الأيام الجميلة قبل بدء شرارة الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

ويقول سهمود النازح من شرق خان يونس جنوب قطاع غزة "شاطئ البحر هو المتنفس الوحيد لنا، في ظل حالة النزوح والمكوث في خيمة صغيرة"، مضيفا "في كل الظروف والأحوال سيبقى البحر دائما المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، ولا خيار أمامنا غيره". ويتابع "القعدة في الخيمة تسبب لنا حالة من الاكتئاب والاختناق ولذلك نحاول الهرب بالجلوس على شاطئ البحر لنحظى ببعض الوقت الجميل".

الفلسطينيون في قطاع غزة يعيشون واقعا صعبا ومريرا مع استمرار الحرب للشهر السادس على التوالي واشتداد الحصار الخانق وتفاقم الأزمات الإنسانية بشكل كبير

وتنقل سهمود خلال رحلة نزوحه منذ سابع أيام الحرب على مدرسة في خان يونس ومن ثم إلى جامعة الأقصى في المواصي غربي المدينة قبل النزوح إلى مدينة دير البلح. وعلى مقربة من سهمود كان الفلسطيني مصطفى أبومنسي يتجول على شاطئ البحر رفقة أطفاله الصغار الذين كانوا يلهون بالرمال ويجمعون الأصداف.

ويقول أبومنسي النازح من خان يونس “نهرب من ضغوط الحياة فالبيت دمر بصواريخ الاحتلال وكل المؤسسات دمرت ولم يعد هناك مجال للعيش فالأوضاع صعبة للغاية والدمار في كل مكان". ويضيف "طوال الوقت نجلس في الخيمة والأمور صعبة ومعقدة، الدمار شامل والمصاريف كثيرة والدخل معدوم والشغل واقف والحمد الله". ويتمنى أبومنسي أن تنتهي الحرب المدمرة على قطاع غزة وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن تبدأ مرحلة الإعمار بدلاً من الخراب.

ويتفق الشاب سعيد الكيلاني مع سابقيه على أن شاطئ البحر يعد المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، لاسيما في وقت الحرب، قائلا "نحن نجلس في الخيام طوال الوقت في ظل ظروف صعبة، نحن جيل لم نعرف طعما للحياة لذلك نجلس على شاطئ البحر حتى نرفه عن أنفسنا قليلا"، متابعا "الكثيرون ممن أرهقتهم هموم الحياة والحرب يلجأون إلى البحر".

البحر ملجأ المضطهدين

 

18