باربي.. 65 عاما من التأثير على عالم البشر

الدمية تحولت إلى أيقونة في عالم الموضة تلهم الكثيرين من مصففي الشعر ومصممي الملابس المشهورين.
السبت 2024/03/09
أيقونة ملهمة

بعد 65 سنة، لم تعد باربي تقتصر على نموذج الفتاة بيضاء البشرة وشقراء الشعر الذي طبعها حصرياً طوال عقود، ولم تعد مقاساتها البدنية مثالية لا تمتلكها فعلياً إلا قلة من النساء في المجتمع البشري، بل خضع عالم باربي لعملية تجميل كبيرة منذ عام 2016.

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) - لا تعتزم الدمية باربي البالغة من العمر 65 عاما فيما يبدو ترك 250 وظيفة مختلفة تؤديها كدمية بلاستيكية رائعة تركت أقدامها الصغيرة بصمة ثقافية كبيرة على عالم البشر. واستوحت روث هاندلر التي صممت في عام 1959 دمية باربي الأصلية من إنتاج شركة ماتيل بشعرها الأشقر المميز وملابس السباحة باللونين الأبيض والأسود والعينين اللتين تنظران جانبا، من ابنتها باربرا.

ومع احتفال باربي في عام 2024 بالذكرى السنوية الخامسة والستين لظهورها، يتم إنتاج الدمى بألوان متعددة وتصفيفات كثيرة للشعر وأبعاد مختلفة لشكل الجسم وغيرها من المواصفات. وقالت ليزا ماكنايت، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة ماتيل ومديرة العلامة التجارية، لرويترز في مركز ماتيل للتصميم في لوس أنجلس “لطالما كانت باربي تجليا للجمال الأكثر تفردا وأحادية البُعد. اليوم هناك كثير من دمى باربي، ولدينا أشكال متعددة للعلامة التجارية".

وأصبحت باربي تظهر في 35 لون بشرة و97 تصفيفة شعر وتسعة أنماط من الأجسام، ومنها باربي التي تجلس على كرسي متحرك وتلك المصابة بمتلازمة داون والبهاق وباربي ريانة الجسم وتلك المحايدة جنسانيا. كما تحولت الدمية إلى أيقونة في الموضة تلهم تيارا في الموضة يطلق عليه اسم باربيكور وألهمت كثيرين من مصففي الشعر ومصممي الملابس المشهورين.

مع احتفال باربي في عام 2024 بالذكرى السنوية الخامسة والستين لظهورها يتم إنتاج الدمى بألوان متعددة وتصفيفات كثيرة للشعر وأبعاد مختلفة لشكل الجسم
◙ مع احتفال باربي في عام 2024 بالذكرى السنوية الخامسة والستين لظهورها يتم إنتاج الدمى بألوان متعددة وتصفيفات كثيرة للشعر وأبعاد مختلفة لشكل الجسم

وإلى جانب تطور العلامة التجارية، أضاف النجاح التجاري لفيلم “باربي” الذي رشح لثماني جوائز أوسكار عام 2023 عمقا عاطفيا جديدا للدمية. لكن هذه المكاسب لم تتحقق بين عشية وضحاها. ففي فيلم وثائقي عن باربي في عام 2018 بعنوان “أكتاف صغيرة: إعادة التفكير في باربي”، قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة غلوريا ستاينم “أنا ممتنة جدا لأنني لم أنشأ مع باربي… كانت باربي هي كل ما لم نرغب في أن نكونه، وطُلب منا أن نكون عليه”.

وحتى يومنا هذا، ما زال بعض الناس يربطون الدمية بأبعاد الجسم غير الواقعية ومعايير الجمال الأوروبية. ومع أخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار، تستمر شركة ماتيل في إضافة دمى متعددة الأشكال والتصاميم لتكون جميلة في اللون الوردي. والقائمون على العلامة التجارية ينصتون إلى أصوات مختلفة بعيدة عن أصوات مصمميها.

وحقق فيلم “باربي” الذي طرح العام الماضي  إيرادات بلغت 1.4 مليار دولار عالميا. وساهم طرح الفيلم بإعادة الزخم لمجموعة مؤلفة من 18 ألف دمية باربي تحوزها بيتينا دورفمان، مع العلم أنّ المرأة الألمانية التي تعرض دماها في المتاحف سبق أن دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وتقول دورفمان (62 عاماً) المقيمة في دوسلدورف، في حديث إلى وكالة فرانس برس “عندما كنت طفلة، دائماً ما كنت ألعب بدمى باربي”، مضيفةً “عندما عرضت هذه الدمى على ابنتي، رفضت اللعب بها لاعتبارها أنها غير عصرية. وهكذا بدأت في جمعها”.

وتحقق دورفمان شغفها بباربي منذ 28 عاماً فيما توفر مجموعتها للمتاحف ومراكز التسوق التي تعرضها لبضعة أشهر. وتضيف “كانت المعارض تشهد بين 5 و20 ألف زائر، ولكن بعد طرح فيلم ‘باربي’، قيل لي إن الاهتمام بالدمى زاد”، من دون أن تتطرق إلى أرقام دقيقة في هذا الخصوص.

وتشير إلى أنّ الطلب على كتيّبات الدمى التي تحوي معلومات عن أسعارها وملابسها ارتفع أيضاً. ولدورفمان التي شاهدت مرتين الفيلم الذي تصفه بالـ”المذهل”، “عيادة” لدمى باربي. وتوضح أن “تكلفة ترميم دمية تبلغ 10 يوروهات وقد تصل إلى 500 أو 600 يورو إذا كانت الدمية إصداراً نادراً”.

وكانت موجة من اللون الزهري اجتاحت دور السينما في العالم الأسبوع الماضي مع إطلاق فيلم “باربي” في مختلف دول العالم، فيما واكبت حملة تسويقية مكثفة بدء عروض هذا العمل الذي يتناول قصة الدمية الأشهر في العالم.

وأصبحت باربي إحدى أكثر الألعاب مبيعاً في العالم. لكنّ عالمها يبدو أيضاً بعيداً عن التطلعات إلى محاربة القوالب النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وإلى المزيد من التنوع. واللوحة بالتالي ليست وردية تجارياً، إذ تراجعت مبيعات قسم الدمى في شركة “ماتيل” بنسبة 9 في المئة عام 2022.

◙ باربي عالم آخر

18