تقدم ملحوظ في محادثات هدنة غزة وسط رفض الكابينيت شرطين لنتنياهو

موجة استقالات غير مسبوقة داخل وحدة المعلومات بالجيش الإسرائيلي في خضم الحرب احتجاجا على سير الأمور العملياتية والشخصية.
الاثنين 2024/03/04
آمال معلقة على مفاوضات القاهرة

القاهرة - أفادت قناة "القاهرة" الإخبارية القريبة من الاستخبارات المصرية الاثنين أن "تقدّما ملحوظا" سجّل الأحد خلال المحادثات من أجل التوصل الى هدنة في قطاع غزة والتي تشارك فيها مصر وحركة حماس وقطر والولايات المتحدة، بينما رفض المجلس الوزاري الحربي شرطين وضعهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن صفقة الرهائن.

وأشارت القناة الى استئناف المحادثات الاثنين في يومها الثاني. ويحاول الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر بين حركة حماس وإسرائيل إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية.

ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق سراح رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقالت القناة نقلا عن "مصدر رفيع المستوى" قوله إن "مصر تبذل جهودا حثيثة للتوصل إلى اتفاق هدنة قبل شهر رمضان"، مؤكدا أن هناك "تقدما ملحوظا في مفاوضات الهدنة سعيا للتوصل إلى اتفاق عادل".

واستؤنفت المفاوضات الأحد في القاهرة في غياب ممثلين عن إسرائيل.

وينصّ الاقتراح الذي تقدّمت به الدول الوسيطة على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وفي ذات السياق، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية الاثنين، إن المجلس الوزاري الحربي رفض شرطين وضعهما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وباتا يعرقلان محادثات التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة "حماس" ووقف إطلاق نار في قطاع غزة.

وأوضحت أن "كابينيت إدارة شؤون الحرب رفض الموافقة على الشرط الذي وضعه رئيس الوزراء نتنياهو للتقدم في مفاوضات التبادل، وهو الحصول (أولا) على قائمة بأسماء المخطوفين الأحياء (في غزة)".

وبحسب الهيئة "انتقد الكابينيت نتنياهو بداعي أنه لم يكن ينبغي أصلا طرح هذا الشرط في بداية المحادثات، لأنه يمكن التباحث بشأنه عند نهايتها مثلما حدث في الصفقة السابقة".

وأضافت هيئة البث أن "الكابنيت وجه أيضا انتقادا إلى شرط نتنياهو تحديد أعداد المفرج عنهم"، أي عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب "حماس" بإطلاق سراحهم مقابل كل أسير إسرائيلي.

ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع لم تسمه "لم يكن هناك داعٍ لهذه الخطوة التي تصعب المفاوضات".

وفي الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل عملياتها في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، كشفت "القناة 14" الإسرائيلية، مساء الأحد، إعلان عدد كبير من المسؤولين في قسم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري استقالاتهم، على الرغم من استمرار الحرب في قطاع غزة، ومن ضمنهم الرجل الثاني في القسم وضباط آخرون.

ومن أبرز المتقاعدين -وفقا للقناة- الرجل الثاني في القسم والناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي والدولي ريتشارد هيشت، كما قدمت 3 من المسؤولات استقالاتهن بدعوى أن الأمور العملياتية والشخصية لا تسير على ما يرام، وبسبب عدم تقدمهن في السلم الوظيفي.

وحسب القناة فإن علاقات الناطق باسم الجيش هاغاري مع عدد من رؤساء هيئة أركان الجيش السابقين، والمحسوبين على أطراف سياسية معينة تثير تساؤلات كثيرة وحالة من الاضطراب داخل القسم.

وأكدت القناة أن عدد الذين ذهبوا إلى التقاعد خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، غير طبيعي.

يأتي ذلك في أعقاب نشر هيئة البث الإسرائيلية تسجيلاً صوتياً لاثنين من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة قبل لحظات من مقتلهما على أيدي جنود الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ.

وأوردت تقارير إسرائيلية خلال الشهور الأخيرة، أنباء عن خلافات عميقة بين المستوى السياسي (الحكومة) في إسرائيل، والجيش الإسرائيلي، بسبب إدارة الحكومة للحرب، وخطتها لما بعد الحرب في قطاع غزة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

كذلك، احتُجز 250 شخصًا رهائن، لا يزال 130 منهم في الأسر، وفق إسرائيل.

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر الإفراج عن 105 رهائن في مقابل الإفراج عن 400 معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

وتردّ إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر لقطاع غزة وعمليات برية بدأت في 27 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 30543 شخصا غالبيتهم العظمى من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.