الإقبال على كرة الأرز اليابانية يتحول إلى كرة ثلج

استهلاك أونيغيري يعود إلى أكثر من ألف عام، وكان يُحضره الساموراي إلى ساحات المعارك. لكنّه صار منتجا مملا ورخيصا.
الاثنين 2024/03/04
يستهلك في اليابان منذ أكثر من 1000 عام

طوكيو - في أحد أحياء طوكيو الهادئة، ينتظر نحو خمسين شخصا أمام مطعم صغير يقدّم “أونيغيري”، وهو طبق ياباني مؤلف من كرات الأرز بات شائعا في اليابان وخارجها خلال السنوات الأخيرة وزادت شعبيته بفضل منصات التواصل الاجتماعي وبسبب التضخم.

خلف المنضدة في “أونيغيري بونغو”، يتّسع المكان لتسعة زبائن، في وقت تحضّر يوميكو أوكون (71 عاما) مع فريقها المكونات الملوّنة التي ستُستخدم لتزيين نحو ستين نوعا من كرات الأرز الملفوفة بالأعشاب البحرية والمحشوة بمكونات تقليدية كالخوخ المخلل، أو غير تقليدية كاللحم المقدد مع صلصة الصويا.

وتقول صاحبة المطعم الذي يبيع نحو 1200 قطعة من أونيغيري يوميا “في السابق، لم نكن نستقبل أي زبون بين الغداء والعشاء، أما حاليا فبات الزبائن يصطفون في طوابير لثماني ساعات أحيانا”.

وتضيف “أنجز العمل نفسه منذ 47 عاما ولم يتغير شيء بالنسبة إلي، بل العالم من حولي هو الذي تغيّر”، في وقت بات أونيغيري الذي عادة ما يُحضّر “في المنزل”، طبقا يمكن للزبائن شراؤه وتناوله بمفردهم.

يتم استهلاك أونيغيري في اليابان منذ أكثر من ألف عام، وكان يُحضره الساموراي إلى ميادين المعارك. لكنّه كان يُعتبر في العقود الماضية منتجا مملا ورخيصا يباع في المتاجر الصغيرة المنتشرة في كل أنحاء اليابان. إلا أنّ هذا الطبق يحقق نجاحا منذ سنوات، بسبب تزايد أعداد السياح في اليابان قبل جائحة كوفيد – 19، بالإضافة إلى التحدث عنه في البرامج والمسلسلات التلفزيونية.

يقول رئيس جمعية أونيغيري اليابانية يوسوكي ناكامورا إنّ إدراج أقدم مطعم أونيغيري في طوكيو وهو “أونيغيري أساكوسا يادوروكو”، في دليل ميشلان عام 2019، كان له دور في تعزيز شعبية هذا الطبق.

هه

ويقول “تغيرت مذاك نظرة الأشخاص إلى أونيغيري، فبعدما كانوا يعتبرونه وجبة يومية عادية، باتوا يرونه طبقا عالي الجودة، ما وسّع طرق استهلاكه”. ويشير الاتحاد الياباني للأطعمة الجاهزة إلى أنّ أونيغيري احتل المركز الثاني في ترتيب هذه المأكولات في اليابان عام 2022. وقد ازداد استهلاك الأسر اليابانية لأونيغيري وغيره من فئة أطباق معينة” بنسبة 66 في المئة على مدى السنوات العشرين الفائتة، بحسب وزارة الداخلية.

ويشير ناكامورا إلى أنّ عدد المتاجر المتخصصة يرتفع بشكل كبير في اليابان، حيث ازدادت شعبية أونيغيري بسبب ارتفاع الطلب على الوجبات الجاهزة خلال مرحلة الجائحة من جهة، وتسارع التضخم في البلاد منذ عامين من ناحية ثانية. ويوضح أن “سعر الأرز المزروع محليا مستقر نسبيا”، بينما ارتفعت تكلفة واردات القمح منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ما رفع تكلفة عدد كبير من الأطعمة بينها الخبز.

من جهة ثانية، تُعدّ علاقة اليابانيين مع أونيغيري والأرز وطيدة جدا وقديمة، على ما تقول ميكي يامادا (48 عاما)، وهي مديرة شركة “واراي موسوبي” المتخصصة في تقديم أطباق “أوموسوبي”، وهو اسم آخر لأونيغيري. وتضيف أن “كرات الأرز هي قرابين نقدمها للآلهة” في ديانة شنتو، مشيرة إلى أنّ “شكل أوموسوبي الذي عادة ما يكون مثلثا يشير إلى الجبال”، حيث يقيم عدد كبير من آلهة شنتو.

18