"ماراثون أقرأ" يجمع قراء ثلاث مدن عربية

الرباط - انطلقت في ثلاث مكتبات عمومية عربية مبادرة “ماراثون أقرأ” التي تروم المساهمة في بروز جيل قادر على مواجهة تحديات العصر وإيجاد حلول ابتكارية ونوعية، وفق طارق الخواجي، المستشار الثقافي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء). وأسدلت المبادرة الستار السبت على فعاليات نسختها الثالثة المقامة منذ التاسع عشر من فبراير الماضي بكل من مدن الرباط والظهران والإسكندرية.
ويسعى “ماراثون أقرأ” الموجه لكافة الفئات من مختلف الأعمار ويمكن القراءة فيه باللغتين العربية والإنجليزية، إلى تحفيز المجتمع العربي على القراءة في المكتبات العامة إيمانا بدور المكتبة في إثراء الحياة العلمية والثقافية والحضارية، وكون القراءة واحدة من أهم الوسائل في الإثراء المعرفي للأجيال القادمة.
وقال الخواجي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بهذه المناسبة، إن هذه التظاهرة التي ينظمها مركز إثراء بتعاون مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ومكتبة الإسكندرية بمصر، تم توسيعها عربيا هذه السنة عطفا على التوسع العربي لمسابقة أقرأ، وهي التي تمثل حجر الزاوية لبرنامج إثراء القراءة. وأضاف “رأينا أن يكون الماراثون على نطاق عربي، لذا تم اختيار مكتبتي الإسكندرية والوطنية للمملكة المغربية لتكونا ضمن هذا التوسع الذي يطمح إليه برنامج إثراء القراءة وهو أن يكون عربيا بامتياز”.
ويمكن من خلال “ماراثون أقرأ” تعزيز القراءة باعتبارها فعلا عاما ومجتمعيا يتحرك فيه المجتمع بشكل أفقي وعمودي من خلال الفئات المستهدفة، وفق الخواجي، مبرزا أن توسيعه ليشمل ثلاث مدن عربية يعد “نقلة نوعية” بالنسبة إلينا. وأشار إلى أن هناك خطة لدى المركز لتوسيع هذا الماراثون على نطاق أكبر ليشمل مدنا غير عربية يقطن بها مواطنون عرب.
ويأتي التوسع العربي للماراثون من "اعتقادنا الراسخ بأن موضوع القراءة هو همّ مشترك بين الدول العربية، وهو إحدى النقاط الأساسية التي أقرتها منظمة اليونسكو وجزء من منظومة التحولات الكبرى في العالم العربي وبالذات في المملكة العربية السعودية"، بحسب الخواجي. وأبرز أن الهدف هو أن يكون هناك جيل شاب قارئ وواع ولديه استعداد كبير للتخطيط للمستقبل، لافتا إلى أن الاهتمام بالقراءة في صفوف النشء يرتبط أيضا بتطوير مهارات أخرى وهي ملكة النقد الواعي والانتباه إلى مكامن الجمال وتنشيط الذهن الإبداعي حتى يكون قادرا على مواجهة تحديات العصر وإيجاد حلول ابتكارية ونوعية.
ولم تفت الخواجي الإشارة إلى البعد البيئي لـ”ماراثون أقرأ”، حيث أكد أن “الرسالة الخلاقة التي تقف خلف هذا البرنامج، هي أنه مقابل كل مئة صفحة سوف تقرأ، هناك شجرة سوف تزرع”. وتابع أن كل ذلك يصب في سبيل أن نقرأ ونستمر في القراءة وفي ما يخدم صناعة الكتب، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ”رسالة نبيلة وفعل إنساني ممتد، فمجرد وجود هذه الفكرة سيكون هذا الأمر محفزا لقراءة أكثر من مئة صفحة لزراعة أكثر من شجرة”.
وتسعى التظاهرة التي تعتبر بحسب القائمين عليها “أكبر ماراثون نوعي للقراءة”، إلى تحقيق إلهام مليون قارئ وقارئة بحلول عام 2030. ووفق القائمين على التظاهرة، فإن مركز إثراء سيتكفل بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي لمكافحة التصحر بالسعودية والجهات المعنية في كل من مصر والمغرب، بزراعة شجرة لكل 100 صفحة مقروءة حتى يتم تحقيق هدف الماراثون هذا العام بالوصول إلى 500 ألف صفحة مقروءة لتساهم في زراعة 5 آلاف شجرة.
وسينال القارئ إضافة لذلك، ميدالية كتذكار تحفيزي مرتبط بالمناسبة، حيث قسمت هذه الميداليات إلى أربع فئات وهي ميدالية نحاسية لقراءة 100 صفحة، وميدالية برونزية لقراءة 200 صفحة، وميدالية فضية لقراءة 500 صفحة، وميدالية ذهبية لقراءة 1000 صفحة. ويشار إلى أن “ماراثون أقرأ” أقيم في نسخته الأولى داخل مكتبة إثراء بالمملكة العربية السعودية محققا قراءة 162 ألف صفحة وزراعة 1622 شجرة. وأقيمت النسخة الثانية في مكتبة إثراء بالظهران ومكتبتين في الرياض وتبوك محققة قراءة 422 ألف صفحة وزراعة 4223 شجرة.
وأنهى مركز إثراء بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر زراعة أكثر من 5000 شتلة في أكتوبر الماضي، كانت نتاجا لعدد الصفحات المقروءة في النسختين الأولى والثانية، حيث عملية الزراعة في المنتزه الوطني بالأحساء بالمملكة العربية السعودية بمشاركة عدد من القراء المشاركين في الماراثون.