منغصات السياسة لا تؤثر على العلاقات الدفاعية بين تونس وواشنطن

تعهد أميركي بإعادة بناء القدرات الدفاعية لتونس وتوسيع دورها إقليميا.
الأربعاء 2024/02/14
حرص أميركي للحفاظ على الشراكة مع تونس

شهدت العاصمة تونس لقاءات بين مسؤولين أميركيين وتونسيين تم خلالها استعراض مختلف الشراكات الدفاعية والأمنية المهمة وطويلة الأمد بين البلدين، بما في ذلك مكافحة التهديدات ومناقشة الأنشطة المشتركة القادمة ومجالات التعاون المستقبلي.

تونس – لم تؤثر التحفظات الأميركية حيال نهج الرئيس التونسي قيس سعيد، على العلاقات الدفاعية القائمة بين البلدين، وهو ما ترجمه الاتفاق على تعزيز قدرات تونس وتوسيع دورها إقليميا.

وتقول أوساط سياسية تونسية إن الولايات المتحدة تعتبر تونس شريكا مهما على المستوى العسكري في شمال أفريقيا، وبالتالي تحرص على تعزيز العلاقات معها في هذا الجانب، وتحييد الملفات الخلافية.

وتشير الأوساط ذاتها إلى أن في ظل التنافس الغربي – الروسي – الصيني على القارة الأفريقية وبالنظر لأهمية موقع تونس الجغرافي فإن من مصلحة واشنطن الحفاظ على علاقات متقدمة معها.

واتفقت الإدارة الأميركية والحكومة التونسية على  تعزيز “الشراكة طويلة الأمد” في المجال العسكري والأمني بين البلدين، بما في ذلك “مراجعة بناء القدرات الدفاعية لتونس وتوسيع دورها القيادي إقليميا”.

الإدارة الأميركية والحكومة التونسية اتفقتا على تعزيز "الشراكة طويلة الأمد" في المجال العسكري والأمني بين البلدين

جاء ذلك خلال لقاء جمع القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الأفريقية جنيفر زاكريسكي، ومدير القيادة الأميركية – الأفريقية للإستراتيجية والمشاركة والبرامج اللواء كينيث إيكمان، بوزير الدفاع الوطني التونسي عماد مميش.

وناقش اللقاء التعاون الثنائي طويل الأمد بين الولايات المتحدة وتونس في المجال الأمني، لاسيما من خلال اللجنة العسكرية المشتركة السنوية المقرر عقدها في وقت لاحق من هذا العام في تونس.

وشملت المباحثات، التي حضرها السفير الأميركي جوي هود في العاصمة تونس، “التعاون الأمني وبناء القدرات المؤسسية وأمن الحدود ومراجعة برامج بناء القدرات الدفاعية لتونس التي تبلغ قيمتها الملايين من الدولارات والتي تمولها الولايات المتحدة”.

كما تضمنت المناقشات، وفق بيان صدر عن السفارة الأميركية بتونس، “التزام الولايات المتحدة بتعزيز أمن الحدود التونسية ومكافحة التهديدات الإرهابية، فضلا عن التحديات الدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك عدم الاستقرار في منطقة الساحل وخارجها”.

وتشهد تونس حالة من الاستقرار الأمني، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلاد لاسيما في السنوات الأولى التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الراحل زين العادين بن علي.

ويعزو متابعون حالة الاستقرار إلى اليقضة الأمنية، ونجاح الرئيس التونسي في النأي بالمؤسستين العسكرية والأمنية عن التجاذبات والصراعات السياسية، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على أداء المؤسستين.

ويقول المتابعون إن النقاشات التي جرت بين المسؤولين الأميركيين والتونسيين تندرج ضمن مسار يستهدف تعزيز قدرة تونس على مجابهة التحديات الدفاعية الطارئة، كما أنها رسالة لا تخلو من أبعاد سياسية في علاقة برغبة واشنطن في ترك الباب مواربا أمام إمكانية عودة العلاقات إلى نسقها الطبيعي، في ظل فتور تشهده نتيجة تحفظات أميركية على السياسة التونسية في عدد من الملفات وبينها الملف الحقوقي.

وأعربت واشنطن مرارا عن قلقها حيال نهج الرئيس سعيد، لاسيما في التعامل مع معارضيه، وعلى المقلب الآخر يلقي التونسيون باللوم على واشنطن التي يقولون إن لها ضلعا في توقف الدعم الأجنبي لبلادهم، التي تعاني من أزمة اقتصادية يُخشى من أن تستفحل. وتأتي المناقشات بين المسؤولين الأميركيين والتونسيين تمهيدا لأعمال اللجنة العسكرية المشتركة السنوية والمقرر تنظيمها العام الجاري في تونس.

وقالت القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الدفاع للشؤون الأفريقية جنيفر زاكريسكي “إن عقد مجموعات عمل رفيعة المستوى يمهد الطريق للجنة العسكرية المشتركة، ويؤكد من جديد أهمية الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وتونس“. وشددت المسؤولة الأميركية على دعم وزارة الدفاع لمساعي توسيع الدور القيادي للقوات المسلحة التونسية في المجال الأمني على الصعيد الإقليمي.

وقال مدير القيادة الأميركية – الأفريقية للإستراتيجية والمشاركة والبرامج اللواء كينيث “تلعب تونس دورا محوريا قياديا في مجال الأمن في أفريقيا“، مشددا على أن “القيادة الأميركية في أفريقيا تثمن العلاقة القوية بين جيوش دولتينا وستظل ملتزمة بالعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا التونسيين لتحقيق الأهداف الأمنية المشتركة وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء أفريقيا”.

ومن بين المواضيع التي جرت مناقشتها بين مسؤولي البلدين، الشراكات الدفاعية والأمنية ومجالات التعاون المستقبلي والمزيد من الدعم الأميركي لدور تونس كمزود إقليمي للخبرات الأمنية، وبناء القدرات وقابلية التشغيل العسكري المشترك ودرجة استعداد القوات والمساهمات الأمنية الإقليمية.

ومنحت الولايات المتحدة في 2015 تونس صفة الشريك الأساسي من خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويمنحها هذا الامتياز الحصول على تدريبات عسكرية وقروض وتمويلات لشراء معدات للبحث والتطوير وشحنات دفاعية، وفق الإدارة الأميركية. كما تشارك تونس في العديد من المناورات الأميركية من بينها مناورات الأسد الأفريقي.

4