أطباق لذيذة ومعالم سياحية شهيرة في نابولي القلب النابض لجنوب إيطاليا

نابولي - تعد نابولي بمثابة القلب النابض لجنوب إيطاليا، فهي تشتهر بأطباقها اللذيذة وتزخر بالعديد من المعالم السياحية الشهيرة والكنائس العريقة والقصور الملكية الفاخرة، بالإضافة إلى الجزر السياحية العالمية مثل جزيرة كابري.
وتعتبر مدينة نابولي ثالث أكبر مدينة في إيطاليا بعد العاصمة روما وميلانو. وتقع المدينة على خليج نابولي ويبلغ عدد سكانها مليون نسمة وتزخر بالعديد من الكنوز الفنية العريقة ومتاهة قديمة تحت الأرض.
وتشتهر مدن نابولي بأطباقها اللذيذة، حيث تفوح رائحة الأطعمة المقلية والقهوة والسكر عند تجول السياح في الأزقة الضيقة بالبلدة القديمة، وتنتشر المعجنات الساخنة بحشوة الريكوتا الحلوة في كل ركن في الشوارع، وتتوافر هذه المعجنات بصورة منفوخة (ريكا) أو مستديرة على شكل معجنات قصيرة القشرة (فرولا) لدى متجر “بينتاورو” في البلدة القديمة، ويرجع تاريخ اختراع هذه المعجنات الخاصة بنابولي إلى عام 1785.
ويعتبر “زيبول” من ضمن الأطباق التقليدية في نابولي، وهو عبارة عن كرات عجين مقلية مع كريمة حلوة، وكذلك معجنات “فيوكي دي نفيه”، التي تعتبر من أشهر الأصناف في نابولي.
ومن الأطباق اللذيذة أيضا عجة المعكرونة “فريتاتا دي مكروني” أو كروكيت البطاطس “كروكيه دي بتاتا” أو البيتزا المقلية “بيتزا فريتا”، بالإضافة إلى المعكرونة مع الأرانب في جزيرة “إسكيا” المجاورة.
نابولي تشتهر بأطباقها اللذيذة، حيث تفوح رائحة الأطعمة المقلية والقهوة عند تجول السياح في الأزقة الضيقة بالبلدة القديمة
ويعتبر حي “سانتيا” من الأحياء الشهيرة في البلدة القديمة، ويعد نقطة انطلاق جيدة لزيارة متحف “كابوديمونتي” ومعرض الصور الخاص به، وتستغرق رحلة صعود التل عن طريق الدرج حوالي 20 دقيقة، ويمر السياح خلال رحلة صعودهم بهياكل المذبح وصور القديسين، وتفوح في الأجواء رائحة الكلور والمنظفات بسبب هوس السكان في جنوب إيطاليا بالتنظيف.
ويعتبر أسطورة كرة القدم الأرجنتيني مارادونا جزءا من التاريخ المعاصر لمدينة نابولي، حيث لعب لفريق نابولي في الفترة من 1984 حتى 1991، ويشكل مارادونا صورة هذه المدينة الإيطالية ويظهر ذلك من خلال الرسومات والكتابات على الجدران وقطع الملابس والهدايا التذكارية.
وتسود أجواء هادئة عند زيارة متحف كابوديمونتي. ويمكن قضاء يوم كامل في المتحف لمشاهدة لوحات مايكل أنجلو وكارافاجيو أو قطع البورسلين القديم أو مجموعة المسدسات الخاصة بالحكام السابقين. وتحيط بالمتحف حديقة غناء يمكن التجول بها والاستمتاع بأشعة الشمس.
وتتوافر أمام السياح باقة رائعة من الاختيارات لزيارة الأماكن السياحية بشكل يفوق تنوع الأطباق اللذيذة بمدينة نابولي. وقد تم إدراج البلدة القديمة بأكملها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وتمثل ساحة “بيتزا ديل بلبيسيتو” مركز المدينة مع إطلالة على كنيسة البازيليكا “سان فرانسيسكو دي باولا”، وعلى مقربة من هذه الساحة تقع منطقة التسوق “جاليريا أومبيرتو” ودار الأوبرا “تياترو سان كارلو” الشهيرة.
مدينة نابولي تجمع في طياتها جميع التناقضات، حيث الأصالة والمعاصرة، التقليدية والحداثة
ويقع قصر “بلاتسيو ريالي” على مقربة من مركز المدينة أيضا، وقد كان هذا القصر في السابق مقر إقامة للملوك، ويمكن للسياح حاليا زيارة غرف المعيشة الخاصة بأوصياء البوربون، والتي أصبحت فيما بعد خاصة بأسرة سافوي، وأصبحت نابولي جزءا من إيطاليا منذ تأسيس الدولة القومية في عام 1861، ولكن قبل هذا التاريخ كانت هذه المنطقة تقع تحت سيطرة الفرنسيين والإسبان بشكل رئيسي.
ويرجع تاريخ تأسيس نابولي إلى عهد الإغريق، ويوجد بها نظام من الممرات تحت الأرض يبلغ طوله 120 كلم تم تشييده بواسطة اليونانيين لإمداد المدينة بالمياه، وتعرف هذه الممرات باسم “نابولي سوتيرانيا” وتم استعمالها خلال الحرب العالمية الثانية لحماية السكان من القنابل، والآن يمكن للسياح الوصول إلى 5 في المئة فقط من هذه الممرات.
وتعود عائدات الجولات السياحية في هذه الممرات إلى جمعية تهدف إلى إعادة افتتاح “نابولي سوتيرانيا”، وقد أعلن الرئيس سلفاتوري كوارانتا قبل زيارة هذه الممرات أنه سينزل إلى عمق 40 مترا بواسطة 187 درجة سلم.
وأثناء الجولة السياحية التي تستغرق ساعة واحدة يحكي المرشد السياحي، البالغ من العمر 38 عاما، للسياح قصة رجال “البوزاري”، الذين يقومون بتنظيف أنابيب المياه وتوصيلها إلى منازل السكان. ونظرا لأن هؤلاء الرجال غالبا ما يختفون، ثم يظهرون مرة أخرى، فقد اعتقد سكان نابولي بوجود شبح يعيش في نظام الممرات تحت الأرض، ومن هنا نشأت أسطورة الراهب الصغير “إل موناتشيلو”، الذي يحقق الأمنيات، وتتوافر شخصية هذا الراهب كهدية في متاجر الهدايا التذكارية.
وبالطبع يمكن للسياح الاستمتاع بأجواء البحر في نابولي الإيطالية، وذلك من خلال التنزه على الكورنيش وفي متنزه “فيلا كومنيلا” وصولا إلى حوض الأسماك (الأكواريوم)، والذي يعتبر من أقدم أحواض الأسماك في أوروبا.

وبعد زيارة الأكواريوم يمكن للسياح استكشاف حي “كيايا”، الذي يشتهر بوجود العديد من المتاجر الفاخرة فيه، حيث تظهر أشياء باهظة الثمن في واجهات المتاجر، كما تظهر بعض الكلاب مرتدية سترات.
وينعم السياح بأجمل إطلالة على مدينة نابولي وبركان فيزوف القريب من قلعة “كاستل سانت إلمو”، وتعتبر هذه القلعة واحدة من ثلاث قلاع في المدينة تم تشييدها من الأحجار البركانية.
وإذا لم يرغب السياح في دفع رسوم الدخول إلى القلعة والاستمتاع بالمناظر البانورامية، فيمكنهم الاكتفاء بالمنظر من دير “توسا دي سان مارتينو”، حيث يمتد مشهد المدينة الواسعة أمام السياح وتغمرها الأضواء الشتوية في هدوء وسلام.
وتجمع مدينة نابولي في طياتها جميع التناقضات، حيث الأصالة والمعاصرة، التقليدية والحداثة، ويجد المتجول في شوارعها الطابع العربي يحيط به حتى يتوهم للحظات بأنه لايزال في بلاده، وما يلبث أن يتبدل به الحال عندما يشاهد المعالم التي تميز المدينة، والتي سيتجول فيها على أنغام الموسيقى ورائحة البيتزا الذكية التي طالما داعبت خيال كل من يزور المدينة الجميلة.
وتتمتع نابولي بمجموعة من أفضل المعالم السياحية الموجودة في إيطاليا والعالم وهو ما يلمس في متحف الآثار الوطني والذي يعتبر واحدا من أفضل آثار العالم اليونانية والرومانية، بما يحويه من الفسيفساء، والأحجار الكريمة والزجاج والفضة، ومجموعة المنحوتات التاريخية، ومن أشهرها تمثال أفردويت، والفسيفساء الرومانية التي تحتفظ بجمالها إلى الآن، كما يضم العديد من التحف المكتشفة في بومبي وهيركولانيوم.
كما تضم نابولي المئات من الكنائس ومنها كنيسة سانتا كيارا التي تعتبر جزءا من مجمع ديني كبير يضم الأديرة الجميلة المرصعة بالخزف المصقول والبلاط المزين واللوحات الجدارية المختلفة، بالإضافة إلى كنيسة سان لورنزو ماجوري والتي تعود إلى العصور الوسطى وبالتحديد القرن الثالث عشر وفيها يشاهد الزوار بقايا الآثار اليونانية والرومانية.