"بحيرات الحب".. مزار الرومانسية بين كثبان صحراء دبي

في أعماق صحراء إمارة دبي بدولة الإمارات، تقع بحيرات ممتدة على مساحات واسعة، تحمل اسم بحيرات الحب. بحيرات تم تصميمها على شكل قلب، تعبيرا عن الحب، وكل ما تحتويه من مجسمات مصمم على شكل قلب، المقاعد والأرجوحات والأبواب والأسوار وأحواض الزهور… جميعها ترمز إلى الحب ومشاعر الرومانسية.
دبي - تزدحم بحيرات الحب في أعماق صحراء إمارة دبي بدولة الإمارات في يوم الحب الموافق 14 فبراير من كل عام، بالعرسان والمقبلين على الزواج والمتزوجين، تعبيرا عن مشاعر الحب والارتباط.
تجتمع المئات من الأسر في بحيرات الحب، بصورة يومية خصوصا في أشهر الشتاء، باعتبارها مزارا سياحيا فريدا، وفي الوقت نفسه لتبادل مشاعر الحب والارتباط بين أفراد الأسرة.
ولا تقتصر زيارة البحيرات على سكان دبي أو دولة الإمارات، بل يقصدها آلاف السائحين من مختلف الجنسيات يوميا، للاستمتاع بأجوائها الرومانسية، ومشاهدة مجسمات القلوب التي تزين المنطقة، ويقبلون على التقاط الصور التذكارية ومقاطع الفيديو مع معالمها الفريدة.
البحيرات التي تم حفرها وسط صحراء دبي، يصفها كل من يزورها بأنها معلم سياحي فريد على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط، ويعتبرها كثيرون مزارا مهما، على أجندة السياحة في الإمارات.
وتم إطلاق اسم بحيرات الحب، على المنطقة، نسبة إلى شكلها المميز المؤلف من قلبين ضخمين متصلين، يحيط بهما أكثر من 100 نوع من الزهور والنباتات، وتجمع البحيرات عدد كبير من الحيوانات والطيور التي تسبح في مياهها، واستوطنت أشجارها.
ويحرص زوار البحيرات على تصويرها بالطائرات (الدرون) التي تحلق عاليا، لتلتقط مشاهد لجزيرة القلوب في وسط الصحراء، وتصوير كلمة “حب” أو كلمة “Love” بالإنجليزية التي تمتد على مساحة العشرات من الأمتار حول البحيرة، إضافة إلى تصوير اللوحات الفنية المنفذة بصفوف الزهور ذات الألوان الزاهية المتنوعة والنباتات الصحراوية.
وتم افتتاح البحيرات في عام 2018، على مساحة 550 ألف متر مربع وتضم نحو 16 ألف شجرة زيتون وسمر وسدر وغاف، إلى جانب 800 ألف شجيرة متنوعة، وتوفر الحديقة المحيطة بالبحيرات ثلاثة مسارات لممارسة رياضة المشي يصل مجموع أطوالها إلى نحو سبعة كيلومترات.
وأمام تنوع ما تحتويه حدائق بحيرات الحب من نباتات وطيور، أصبحت المنطقة، مقصدا مثاليا لمحبي مراقبة الطيور وتصويرها، والاستمتاع بمشاهد شروق وغروب الشمس، خلف المجسمات الصناعية المنفذة على شكل قلوب متشابكة.
وفي الطريق إلى بحيرات الحب، يرى الزوار مشاهد خلابة لكثبان الرمال، ولقطعان من الغزلان والمها والطيور المهاجرة، كون البحيرات تقع وسط محمية المرموم الواسعة في دبي.
وخلال شهر فبراير من كل عام، وتحديدا في يوم عيد الحب تجتذب البحيرات عددا كبيرا من المصورين وصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، ومنتجي الأفلام والفيديو لتصوير مشاهد من حدائق البحيرات في هذه المناسبة السنوية، ونشرها عبر منصاتهم وصفحاتهم الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية المرئية.
وأصبحت مشاهد الاحتفال بعيد الزواج، أمرا معتادا على ضفاف بحيرات الحب، حيث يختار المتزوجون هذه المنطقة للاحتفال بذكرى زواجهم، ومعهم أصدقاؤهم والمقربون منهم وأسرهم، يحملون البالونات المزينة بعبارات تعبر عن الاحتفال بعيد الزواج، وأمامهم طاولات تحمل قوالب الكعك ذات الألوان المعبرة عن الحب، ويطفئون الشموع إيذانا ببدء عام جديد في رحلة الارتباط.
وتقول فريدة سالم، وهي مصرية تقيم في دبي، إنها اعتادت أن تتوجه إلى بحيرات الحب في دبي مع زوجها وأبنائها، للاستمتاع بمشاهدها الفريدة، التي لا تراها في أي حديقة أخرى داخل أو خارج الإمارات، خصوصا مشاهد القلوب المتشابكة حول البحيرات الصناعية المنفذة على شكل قلوب متشابكة.
وتضيف “في أشهر الشتاء، ومع الأجواء الباردة في صحراء دبي، تتحول بحيرات الحب إلى مزار لمختلف الفئات والجنسيات، وتجذب الصغار والكبار للاستمتاع بمشاهد الطيور التي تسبح في مياهها العذبة، وتبني أعشاشها على الأشجار المحيطة بالمنطقة”.
وتكمل “يسعد الجميع بمشاهد غروب الشمس خلف مجسمات القلوب، وكثبان رمال الصحراء في صورة بديعة نسجتها دبي لإسعاد سكانها الذين ينتمون لإكثر من 200 جنسية، إضافة إلى إسعاد السائحين الذين يعتبرون بحيرات الحب مزارا رئيسيا خلال زيارتهم لدبي”.
ويقول فادي ربيع، وهو أردني من سكان إمارة الشارقة المجاورة لدبي “على الرغم من أن بحيرات الحب تبعد عن مقر سكني بنحو 100 كيلو متر، إلا أن زيارتها في أشهر الشتاء طقس سنوي لي ولإسرتي، لقضاء وقت ممتع بين الطبيعة الصحراوية ومشاهدة مجسمات القلوب التي تسعد كل الزوار”.
ويضيف “كثير من الزوار لا يكتفون بزيارة عابرة للبحيرات، بل يفضلون التخييم في الصحراء المحيطة بها، ويقضون أمسيات سمر بالقرب منها، ويشاهدون شروق الشمس على مجسماتها المتميزة، ويلتقطون صورا تذكارية تعبر عن سعادتهم بزيارة هذا المعلم السياحي”.