الرياضة مهمة لمرضى السرطان

يؤكد الأطباء وخبراء اللياقة البدنية على أهمية الرياضة في التخفيف من حدة مرض السرطان ذلك أنها تساعد في تحفيز جهاز المناعة عند المرضى وتحافظ على الكتلة العضلية وتقوي العظام والأربطة والأوتار لديهم. وينصح الخبراء مريض السرطان بالمشي أو الجري بشكل معتدل لمدة ست ساعات أسبوعيا على الأقل، ما يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون لديه.
برلين - توفر التمارين الرياضية العديد من المزايا الصحية، مثل تقليل الالتهابات وتقوية المناعة والتحكم في الوزن، فضلاً عن تحسين الأداء العقلي والجسدي، بالإضافة إلى ذلك وجدت الأبحاث أن التمارين الرياضية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والقولون والبروستاتا، من بين أنواع أخرى من السرطان.
وقالت جمعية مساعدة مرضى السرطان الألمانية إن ممارسة الرياضة تحظى بأهمية كبيرة لمرضى السرطان؛ حيث أنها تعمل على تحسين الحالة الصحية للجسد والنفس على حد سواء.
وأوضحت الجمعية أن ممارسة تمارين تقوية العضلات تسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية لمرضى السرطان وتقوية العظام والأربطة والأوتار لديهم، بينما تعمل ممارسة رياضات قوة التحمل، مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجة الهوائية، على تحسين وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
وأضافت الجمعية أن ممارسة الرياضة تعمل أيضا على تحسين الحالة النفسية والمزاجية لدى مرضى السرطان؛ كونها تعد سلاحا فعالا لمحاربة الاكتئاب والقلق والتوتر النفسي.
ولتحقيق أقصى استفادة ممكنة، أوصت الجمعية مرضى السرطان بالجمع بين تمارين تقوية العضلات ورياضات قوة التحمل، مشيرة إلى أنه ينبغي لهذا الغرض ممارسة الرياضة بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 60 دقيقة في المرة الواحدة أو بمعدل خمس إلى ست مرات أسبوعيا لمدة 15 إلى 30 دقيقة في المرة.
بالنسبة إلى سرطان البروستاتا تساعد الرياضة في تقليل خطر الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح ما بين 25 و30 في المئة
ومن المهم أيضا اتّباع برنامج تدريبي معتدل ومصمم وفقا للقدرات الفردية للمريض. ومن الضروري أيضا اتّباع نظام غذائي مصمم خصيصا للبرنامج الرياضي حتى لا يُرهق الجسم.
وقال بيان طبي إن التمارين الرياضية هي “أفضل دواء”، وينبغي وصفها لجميع مرضى السرطان لإبطاء تطور المرض وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
وقالت جمعية طب الأورام السريرية في أستراليا إن الانسحاب من ممارسة الرياضة بعد تشخيص المرض أو أثناء خضوعه للعلاج يقلل من فرص مرضى السرطان في البقاء على قيد الحياة.
ودعا البيان الذي شاركت فيه أكثر من عشرين منظمة تعمل في مجال السرطان إلى دمج النشاط البدني في كل خطة علاجية للسرطان.
وقال رئيس جمعية طب الأورام السريرية في أستراليا البروفيسور برو كورمي إن الأدلة تشير إلى أن الانسحاب من الرياضة من قبل الأشخاص المصابين بالسرطان مضر.
وأضاف أن الرياضة تساعد في تخفيف الآثار الجانبية لعلاج السرطان، وإبطاء تقدم المرض، وزيادة جودة الحياة، وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة.
وقال البيان إنه يجب أن يستمر كل شخص مصاب بالسرطان في تحقيق نفس أهداف النشاط التي توصي بها هيئة الخدمات الصحية الوطنية وغيرها من الخدمات الصحية الوطنية، بما في ذلك ممارسة 150 دقيقة من تمارين ذات كثافة معتدلة، أو 75 دقيقة من التمارين الرياضية القوية في الأسبوع على الأقل.
كما يجب أن تكون لدى المصاب أيضا جلستان إلى ثلاث جلسات من رفع الأثقال أو رياضات القوة التي تستهدف مجموعات العضلات الرئيسية كل أسبوع.
من المهم أيضا اتّباع برنامج تدريبي معتدل ومصمم وفقا للقدرات الفردية للمريض
ويشير الخبراء إلى أن الرياضة تحفز الجسم على محاربة الورم، كما أن ممارستها لا توقف المرض لكنها تجعل الجسم في وضع يسمح له بالتعامل بشكل أفضل مع السرطان، ومتقبلا للعلاج بشكل أفضل. وتعزز الرياضة من آلية الجسم في مقاومة الأمراض عن طريق تحفيز الجهاز المناعي وذلك له تأثير واضح على مكافحة السرطان.
وقال البروفيسور فيلهلم بلوخ رئيس معهد أبحاث الدورة الدموية والطب الرياضي في المعهد العالي للرياضة بمدينة كولونيا “إن ممارسة الرياضة هي مثل الدواء لمرضى السرطان”.
وأضاف أنه من ضمن مجالات بحثهم، يركزون على ما يسمى بـ”الخلايا القاتلة” الطبيعية للجسم والتي تتعرف على الخلايا السرطانية فتهاجمها وتدمرها.
وتابع “وهنا نبحث عدد الخلايا السرطانية التي تذوب بواسطة الخلايا القاتلة الطبيعية. هذه الخلايا الطبيعية في الجسم تقاوم المرض بأساليب مختلفة، ولقد وجدنا أن نشاط هذه الخلايا في الجسم يزيد أثناء التمرين وبعد التمرين. هناك أيضا العديد من الخلايا الأخرى التي تلعب دورا في مكافحة المرض، إلا أن هذه الخلايا لها دور مؤثر”.
وأشار إلى أنه إذا كان مريض السرطان يمشي أو يمارس الجري بشكل معتدل لمدة ست ساعات أسبوعيا على الأقل، فإن ذلك يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 40 في المئة. وبالنسبة إلى سرطان البروستاتا فإن الرياضة تساعد في تقليل خطر الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح ما بين 25 و30 في المئة. وهذا ينطبق على سرطان الثدي أيضا. كما يمكن الحصول على حماية جيدة للغاية من خلال التغذية الجيدة، بيد أن البدانة تزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان.
ممارسة الرياضة تعمل أيضا على تحسين الحالة النفسية والمزاجية لدى مرضى السرطان؛ كونها تعد سلاحا فعالا لمحاربة الاكتئاب والقلق
وفي حال الإصابة بالمرض تدعم الرياضة علاج السرطان، حيث أن تحفيز الجهاز المناعي مفيد في هذا المجال. فإذا تمت ممارسة الرياضة بشكل صحيح ووتيرة مناسبة، سيؤدي ذلك إلى تحسين الحالة العامة للمريض. ويمكنه تحمل المزيد من جرعات العلاج، وهو ما يكون مفيدا في القضاء على الخلايا السرطانية. ففي بعض الأحيان يؤدي ضعف جسم المريض إلى وقف العلاج الكيميائي، لأن الجسم لن يتحمل العلاج، لذلك فإنه من الضروري التفكير في الرياضة وممارسة التمارين الرياضية لمرضى السرطان.
وإذا حافظ المريض على لياقته، فسيتمكن من متابعة العلاج لفترة أطول أو بجرعة أعلى. وفي بعض الأحيان يتحمل الرياضيون الجرعات العالية جدا التي لا يمكن إعطاؤها لشخص عادي. وهو ما يسرع في علاج المرض والقضاء عليه. وينصح الخبراء المرضى بإجراء تدريب لطيف ومعتدل وقائم على التحمل. ويمكن للمرضى أيضا القيام بتدريب مكثف للغاية إذا تم بشكل صحيح.
وقال بلوخ “ينبغي الجمع بين القوة الرياضية والقدرة على التحمل، يجب أن نبني عضلات يفقدها المريض أثناء العلاج. والرياضة يمكن أن تستخدم مثل نوع من الدواء”.
ويمكن أن تكون التمارين مفيدة في علاج السرطان، وتقليل الآثار الضارة للعلاجات مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي، وتعزيز وظائف الجسم، وفي بعض الحالات، زيادة معدلات البقاء على قيد الحياة. كما يمكن أن تقلل التمارين الرياضية من الالتهاب.
والالتهاب هو استجابة الجسم الطبيعية للإصابة أو العدوى، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى الإصابة بالسرطان، ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تقليل الالتهاب عن طريق تنظيم جهاز المناعة وتقليل إنتاج السيتوكينات الالتهابية.
وثبت أن التمارين الرياضية تؤثر بشكل إيجابي على جهاز المناعة، وهو أمر بالغ الأهمية للوقاية من السرطان، نتيجة لزيادة الدورة الدموية للخلايا المناعية الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ويمكن اكتشاف الخلايا السرطانية وإزالتها بسهولة أكبر قبل أن تتاح لها فرصة التطور والانتشار.
ويعد سرطان الثدي والقولون والبروستاتا مجرد عدد قليل من السرطانات التي تزداد بشكل ملحوظ بسبب السمنة. وبالتالي، من خلال حرق السعرات الحرارية واكتساب كتلة عضلية هزيلة، يمكن أن تساعد التمارين الأشخاص على التحكم في أوزانهم، ما يقلل من فرص الإصابة بالسرطان.
ويرتبط السرطان وصحة الأمعاء ارتباطًا وثيقًا، ويمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تحسين صحة القناة الهضمية من خلال تشجيع نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء وتقليل الالتهاب فيها، كما يمكن أن يؤدي القيام بذلك إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون وأنواع السرطان الأخرى المرتبطة بالجهاز الهضمي.