"حلم الوئام حلم الانسجام" يداعب مخيلة الفنانين في الأقصر

البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، عرف في الحضارة القديمة بأنه مدينة الأموات، حيث شيدت به مئات المقابر لملوك ونبلاء مصر القديمة، لكنه اليوم صار قبلة للفنانين التشكيليين في مصر والعالم، ومركزا للملتقيات التشكيلية من رسم ونحت وتصوير.
الأقصر (مصر) - يُقام بالبر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، منذ الجمعة وعلى مدار شهر كامل، معرض “حلم الوئام حلم الانسجام”، الذي يشارك فيه عدد من الفنانين التشكيليين المصريين والأجانب، الذين يشاركون بجداريات ولوحات وأعمال فنية متنوعة.
وقالت الفنانة التشكيلية الأميركية، دومينيك نافارو، مؤسسة "الأقصر أرت جاليري"، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المعرض يحتفي بالفنون على أرض مدينة طيبة القديمة، ويشارك فيه فنانون ينتمون لمدارس وأجيال فنية متعددة، وتتصدره جدارية ضخمة رسمها الفنان التشكيلي المصري فلوباتير حليم، مع أعمال تشكيلية لافتة للفنانين علاء عوض، وميرنا فريد، ومحمد أبوالعيون، وإيزابيلا أوشمان، ومحمد إبراهيم، وميرفت شاذلي هلالي، وكاترينا فريبالوفيتش، بجانب الفنان فيلوباتر حليم.
ويتزامن المعرض مع مرور خمس سنوات على إقامة “الأقصر أرت جاليري” المطل على تمثالي ممنون الشهيرين اللذين يتصدران معبد الملك أمنحتب الثالث في مدخل جبانة طيبة القديمة، التي تضم بين جنباتها مئات المقابر وعددا كبيرا من المعابد التي شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة. وبحسب شيرين النجار، رئيسة جمعية إيزيس للثقافة والتنمية، فإن “الأقصر أرت جاليري”، استضاف الكثير من المعارض التشكيلية والورش الفنية التي شارك فيها مبدعون مصريون وعرب وأجانب، وأسهم على مدار الخمس سنوات الماضية في إثراء المشهد التشكيلي في مدينة الأقصر وكل صعيد مصر.
◙ عشاق الفنون التشكيلية من المصريين والعرب والأجانب وجدوا في البر الغربي مكانا يجمع بين الأصالة والمعاصرة والطبيعة الساحرة
وعُرف البر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، في الحضارة المصرية القديمة بأنه مدينة الأموات، حيث شيدت به مئات المقابر لملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، بجانب مجموعة من المعابد الجنائزية. لكنه اليوم صار قبلة للفنانين التشكيليين في مصر والعالم، ومركزاً للملتقيات التشكيلية من رسم ونحت وتصوير، بعد أن صارت مقصداً لممارسة الفنون التشكيلية المعاصرة، وانتشرت بين أرجائها المعارض والورش والمؤسسات الفنية، في صورة قريبة من الصورة التي كانت عليها المنطقة قبيل آلاف السنين، حين كانت تعج بمئات من الفنانين الذين رسموا ونحتوا اللوحات الجدارية والتماثيل التي تزين مقابر ومعابد قدماء المصريين في جبانة طيبة.
ووجد عشاق الفنون التشكيلية من المصريين والعرب والأجانب، في البر الغربي مكانا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، والطبيعة الساحرة من نهر ونخيل وزروع وبيوت ريفية ذات طابع خاص، مثل تلك المباني التي شيدت على غرار عمارة المعماري المصري العالمي الراحل حسن فتحي، بقبابها المتفردة، والذي كان قد أقام قبل قرابة 50 عاماً قرية كاملة في المنطقة، بجانب المفردات التشكيلية التاريخية التي يزخر بها البر الغربي لمدينة الأقصر، والمعابد والمقابر التي احتوت على لوحات جدارية وتماثيل ضخمة أبدعتها أنامل فناني مصر القديمة قبل آلاف السنين.
وأسهم انتشار المعارض والورش الفنية، في جبانة طيبة القديمة بالبر الغربي في تعريف المجتمع بالفنون التشكيلية، كما أسهم في تسويق الأعمال الفنية للفنانين، وكان دافعاً لانطلاق أعمال التسويق الإلكتروني لكل اللوحات والمنحوتات التي تبدعها أنامل الفنانين من زوار المنطقة وسكانها، من المصريين والأجانب، وزادت من معدلات الإقبال على دراسة الفنون في كلية الفنون الجميلة بالمدينة. وبات سكناً دائماً للكثير من الفنانين المصريين والأجانب.
وجبل القرنة التاريخي الذي يطل على المنطقة، ويمتد من شمالها لجنوبها، والذي نحتت به أعظم المقابر لملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة، يوجد في جنوبه أقدم مدينة سكنها الفنانون بالعالم، وهي مدينة دير المدينة التي شيدت للفنانين والعمال الذين نحتوا ورسموا وشيدوا أجمل المعابد والمقابر في القرنة، ووادي الملوك، ووادي الملكات، والأشراف، وذراع أبوالنجار، والعساسيف وغيرها من المناطق التي تحتوى بين جنباتها قرابة عشرات المعابد ومئات المقابر المصرية القديمة.
يذكر أن فنون الرسم والنحت والنقش البارز والغائر قد ازدهرت بمصر القديمة، بوجه عام وفي البر الغربي لمدينة الأقصر، حيث أقيمت جبانة طيبة القديمة، ويدل ما تزخر به من مقابر ومعابد قدماء المصريين على ما وصلت إليه الفنون المصرية من سمو قبل آلاف السنين.