وزير الدفاع التركي في بغداد لحسم ملف حزب العمال الكردستاني

بغداد - وصل وزير الدفاع التركي يشار غولر، اليوم الثلاثاء إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة غير معلنة، تخفي في طياتها حسب مراقبين تفاصيل قد تؤسس لمشهد أمني جديد على الحدود المشتركة التي ترى فيها أنقرة تهديدا كبيرا لأمنها القومي.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان على منصة "إكس" إن "غولر توجه إلى بغداد برفقة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش التركي متين غوراق لإجراء سلسلة من الاجتماعات المختلفة".
ونشرت الوزارة على المنصة ذاتها مقطع فيديو يظهر فيه لحظة وصول الوزير إلى بغداد حيث كان باستقباله السفير التركي لدى العراق علي رضا غوناي، وقائد عسكري رفيع من وزارة الدفاع العراقية.
وتكتسي الزيارة أهمية، حسب محليين، لكونها تأتي من شخصيات عسكرية خالصة، وخاصة مع وجود رئيس الأركان يشار غولر، وترتبط الأهمية بها أيضا بكونها جاءت بعد أقل من شهر من تلقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقشا خلاله سبل تنمية التعاون الاقتصادي، والجهود المتبادلة لضبط الحدود المشتركة، والتنسيق لملاحقة المجاميع الإرهابية في الحدود المشتركة بين البلدين.
وتسعى تركيا في الوقت الحالي إلى فرض اتفاقية أمنية على العراق مطابقة للاتفاقية التي عقدتها إيران معه ونصت على إنهاء نشاط الحركات الكردية الإيرانية المسلّحة داخل الأراضي العراقية، الأمر الذي سيعني مشاركة عراقية بشكل عملي، ودون مقابل واضح في الجهد الحربي التركي ضد حزب العمال الكردستاني، وهو جهد متواصل منذ أربعة عقود دون أن يفضي إلى حسم المعركة ضدّ المسلحين المعتصمين خصوصا بالمناطق الجبلية الوعرة في كردستان العراق.
وظهر المسعى التركي لإبرام الاتفاقية إثر زيارة قام بها وزير الدفاع العراقي في أكتوبر الماضي إلى أنقرة وبحث خلالها مع نظيره التركي التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود.
والأحد الماضي، أعلن الجيش التركي تنفيذ عملية ضد حزب العمال الكردستاني أدت إلى مقتل 10 أشخاص وتدمير مخابئ أسلحة بضربات جوية نفذتها في إقليم كردستان، فيما سلم عنصران الحزب نفسيهما لمخفر حدودي مع العراق.
وذكرت وزارة الدفاع التركية آنذاك أن "عنصرين من حزب العمال الكردستاني هربا من معسكر للحزب في إقليم كردستان وسلما نفسيهما للأمن التركي في مخفر حدودي بمنطقة خابور شمالي دهوك".
ويشن الجيش التركي باستمرار عمليات برية وجوية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق أو منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي أو منطقة سنجار الجبلية، ويتعرض جنود أتراك للقتل بانتظام في المنطقة.
ويتخذ حزب العمال الكردستاني، من جبال قنديل، شمالي العراق، معقلا له، وينشط في العديد من المدن والمناطق والأودية، ويشن منها هجمات على الداخل التركي.
وبدأ النزاع المسلح مع حزب العمال الكردستاني في تركيا عام 1984 واستمر عام 2015، وتوجد في شمال العراق تجمّعات لحزب العمال الكردستاني، حيث تنفذ القوات التركية عمليات جوية وبرية ضدها.
وكان ضمن العملية التي نفذتها الاستخبارات التركية في مدينة السليمانية في العراق، قتلت خلالها العضو في حزب العمال الكردستاني حسن سبوري، الذي تورط في "أعمال تجسس على تركيا".