إقبال ضعيف على الدور الثاني للانتخابات المحلية في تونس

رغم مجهود هيئة الانتخابات، فإن أغلب المواطنين لا يعرفون ماهية هذا الاستحقاق ولا صلاحيات المجالس المحلية.
الاثنين 2024/02/05
إقبال ضعيف

تونس - أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الأحد، أن نسبة المشاركة في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية بلغت 10.27 في المئة، بعد 8 ساعات من انطلاق عملية الاقتراع، ما يؤشر على ضعف إقبال المواطنين على الصناديق.

وقال رئيس الهيئة الانتخابية فاروق بوعسكر، خلال مؤتمر صحفي، إن “الانتخابات تدور في 779 دائرة انتخابية من أصل 2129 دائرة”، لافتا إلى أن “1558 مرشحا يتنافسون في الانتخابات، فيما يشارك في هذا الدور الثاني 4 ملايين و181 ألفا و871 ناخبا، سيقصدون 2037 مركز اقتراع".

وشهد عدد من مراكز الاقتراع بولاية تونس العاصمة (شمال) نسق إقبال محتشم خلال الفترة الصباحية، بالرغم من وجود حركة كثيفة في محيطها، لاسيما في المراكز التابعة لجهة الزهروني والزهور وحي الطيران، في الأسواق الشعبية الأسبوعية التي تشهد إقبالا متزايدا من قبل المواطنين خلال أيام الآحاد، وفي المقاهي المنتشرة تقريبا في كل الأنهج.

وأكد مواطنون قي تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية في تونس، أنهم “لا ينتظرون شيئا من هذه الانتخابات” وأن “ما عايشوه طيلة السنوات الماضية أفقدهم الثقة في إمكانية التغيير وقدرة المجالس على الاستجابة لانتظاراتهم التي أصبحت حاليا تنحصر في توفير القوت اليومي ومجابهة غلاء المعيشة".

في المقابل لم يخف عدد آخر حرصهم على المشاركة في الانتخابات واختيار ممثليهم في مجالسهم المحلية على غرار سيدة بأحد مراكز الاقتراع بالزهور رفضت التصريح بهويتها، وأكدت أنها تحرص على المشاركة في كافة الاستحقاقات الانتخابية باعتبارها واجبا وطنيا، وذلك بالرغم من عدم معرفتها بماهية الانتخابات برمتها ولا بالمرشحين في دائرتها الانتخابية.

فاروق بوعسكر: الانتخابات تدور في 779 دائرة انتخابية ويتنافس فيها قرابة 1558 مرشحا
فاروق بوعسكر: الانتخابات تدور في 779 دائرة انتخابية ويتنافس فيها قرابة 1558 مرشحا

وعلى الرغم من المجهود الاتصالي لهيئة الانتخابات وحملاتها المكثفة عبر مختلف المحامل للتعريف بالانتخابات المحلية والهدف منها وتقديم المرشحين، فإن أغلب المواطنين لا يعرفون حد الساعة ماهية هذا الاستحقاق ولا أهمية المجالس المحلية وصلاحياتها. كما أن لدى عدد منهم خلطا واضحا بين المجالس المحلية والمجالس البلدية ومهام كل منها، حيث انتقدوا عجز المجالس السابقة عن إيجاد حلول لمشاكل تتعلق بالنظافة والتنوير ومعالجة ظاهرة انتشار الكلاب السائبة.

 من جهته قال رئيس مركز الاقتراع بالمدرسة الابتدائية حي الطيران 2 فوزي المشرقي إن الإقبال ضعيف خلال الفترة الصباحية مقارنة بالدور الأول وأن أغلب الناخبين الوافدين على هذا المركز هم من كبار السن. في المقابل وصفت رئيسة مركز الاقتراع بالمدرسة الابتدائية حي الرياض باردو إسمهان السبيعي نسق العملية الانتخابية بالعادي، معتبرة أنها لا تختلف عن الدور الأول للانتخابات المحلية وخاصة خلال ساعات الصباح الأولى.

وقالت الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات ”عتيد”، الأحد، إن “عملية الاقتراع شهدت صباحا نسقا بطيئا، تميّز بإقبال ضعيف للناخبين إلى جانب وجود إخلالات متفاوتة بأكثر من مركز اقتراع”.

وأوضحت “عتيد” في بلاغ نشرته بصفحتها على فيسبوك، أنّ الـ140 ملاحظا ممن اعتمدت عليهم في 100 دائرة انتخابية سجلوا تأثير بعض المواطنين في الناخبين أمام مركز اقتراع المدرسة الابتدائية النقر بالقلعة الصغرى من مدينة سوسة (شرق)، ومنع ممثل أحد المرشحين من دخول مركز اقتراع بالمدرسة الابتدائية المبيت التابعة لمعتمدية ماطر من مدينة بنزرت (شمال).

وأشارت الجمعية إلى أنّه تمت ملاحظة منع أحد الملاحظين من التنقل داخل مركز اقتراع بحي الرياض من مدينة سوسة وتأخّر بـ56 دقيقة في تعليق قائمة الناخبين مع حرمان أحد الناخبين من ممارسة حقّه الانتخابي بسبب عدم توفر ممر خاص بذوي الإعاقة. وذكرت الجمعية أنها اعتمدت خلال عملية مراقبة الاقتراع على تطبيقة جديدة وعلى تحوّل ملاحظيها إلى عدة مراكز اقتراع مع متابعة عمليات فرز الأصوات بعد غلق المكاتب.

ووفق هيئة الانتخابات، بلغ عدد الفائزين في الدورة الأولى 1349 مرشّحا من إجمالي 7 آلاف و205 مرشحين، منهم 6177 مرشحا للانتخابات المباشرة، و1028 مرشحا لعملية القرعة الخاصة بـ279 مقعدا مخصصا لذوي الإعاقة موزعة على شكل مقعد واحد في كل مجلس محلي. وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات “شارك في الدور الأول مليون و74 ألفا و880 ناخبا، بنسبة بلغت 11.84 في المئة فقط من الناخبين"، ما دفع جهات معارضة إلى اعتبارها "مهزلة لا بد من إيقافها".

وشهد الدور الأول من انتخابات المجالس المحلية مقاطعة من المعارضة، على غرار “جبهة الخلاص الوطني” وحزب العمال وحزب آفاق تونس، فيما عبّرت أحزاب المولاة، ومنها حركة الشعب وحركة تونس إلى الأمام والتيار الشعبي عن تأييدها.

4