المتحف الوطني العماني ينفتح على تجارب الفن المطلق الإيطالي

مسقط – يسلط المتحف الوطني العماني الضوء على الفن الإيطالي من خلال استضافته لمعرض بعنوان “سرمدية الأبيض: لوتشيو فونتانا وفنانو حركة الفن المُطلق الإيطاليون”، بالتعاون مع صالة العرض “روبيلات وفوينا” وذلك تعزيزا لقيم التواصل الحضاري والثقافي بين سلطنة عُمان والجمهورية الإيطالية.
يستمر المعرض حتى الحادي والثلاثين من مارس المقبل ويتضمن ثمانية أعمال فنية منتقاة لأبرز فناني حركة الفن المطلق الإيطالية في منتصف القرن العشرين، وهم: أغوستينو بونالومي، وإنريكو كاستيلاني، وبيترو كونساغرا، ولوتشيو فونتانا، وبييرو مانزوني، وباولو شيجي.
وتجسّد الأعمال الفنية في هذا المعرض التنوع والابتكار، حيث يسود لوحات المعرض اللون الأبيض، الذي يُجسّد نقاء الطموحات الفنية لهؤلاء الفنانين، ويؤكد على عمق تجاربهم في استغلال العمق التصوري للوحات أحادية اللون، التي تسرد رحلة التطور الفنية التي شهدتها المدرسة “الفضائية” في الخمسينات حتى السبعينات من القرن العشرين.
الأعمال الفنية في هذا المعرض وتجسّد التنوع والابتكار، حيث يسود لوحات المعرض اللون الأبيض، الذي يُجسّد نقاء الطموحات الفنية
ومن الأعمال المعروضة في المعرض أعمال الفنان والنحّات لوتشيو فونتانا والمعنونة بـ”المفهوم الفضائي/ الانتظار”، ويُعد أحد أبرز الفنانين في القرن العشرين وأكثرهم راديكالية، ورائد الحركة الفضائية، واشتهر في العالم بلوحاته المشروطة (المجروحة بسكين).
وقد فتحت أعمال الفنان فونتانا المجال لظهور فن ما وراء اللوحة، الذي ظهر صداه في عمل “غياب الألوان” للفنان الإيطالي مانزوني و”السطوح المنحنية البيضاء” للفنان شيجي، كما كشفت أعمال الفنانين: كاستيلاني وبونالومي، عن إمكانات جديدة للأبعاد والألوان الخارجة عن النمط التقليدية المعتادة في الفن، كما توضح منحوتات بونالومي وكونساغرا – من أعمال المدرسة الفضائية – إمكان أن تكون لغة الفن بعيدة كل البعد عن الرسم النمطي التقليدي المعتاد.
وإلى جانب الأعمال الفنية المعروضة في بيت جريزة، أعارت المؤسسة لوحة بعنوان “الأحمر” للفنان أغوستينو بونالومي للعرض بجانب قطع العرض الثابت في المتحف الوطني.
وقال جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني “إكمالا لإرث بيت جريزة التاريخي ذي التصميم الهندسي البديع والتصميم الحسن، أتت فكرة المشروع الذي يحمل عنوان ‘تحفة فنية ببيت جريزة’ والذي يهدف المتحف الوطني من خلاله إلى إثراء الأبعاد الفنية والتعبيرية لهذا البيت، باستضافة المعارض الفنية ذات الدلالات والمعاني الرفيعة بين جنباته، كمعرض سرمدية الأبيض”.
وأضاف “نرجو أن يحظى زوار المعرض بتجربة فنية متميزة، ولا يسعنا إلا أن نُعبّر عن شكرنا العميق للجهود والدعم الكريم من صالة العرض ‘روبيلات وفوينا’ في تنظيم وإعداد هذا المعرض المتفرّد”.
من جانبهما قال إدموندو دي روبيلانت وماركو فوينا (شريكان في “روبيلانت وفوينا”) “بصفتنا أحد أبرز صالات العرض التي تُعنى بالترويج عن فن ما بعد الحرب الإيطالي، فنحن سعداء اليوم بتنظيم هذا المعرض بالشراكة مع المتحف الوطني في سلطنة عُمان، فهو أول معرض يحكي عن المدرسة ‘الفضائية’ وتأثيرها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، ويُعد المعرض الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط”.
وقال بيير لويجي ديليا سفير جمهورية إيطاليا المعتمد لدى سلطنة عُمان “إننا نسعد اليوم أن نرى في مسقط هذا المعرض الفني الإيطالي الذي يعرض أعمالا فنية للفنان لوتشيو فونتانا وغيره من فناني حركة الفن المطلق الإيطالية في رحاب بيت جريزة بتصميمه البديع، ونأمل أن يكون هذا النوع من الفن الحديث ملهما للجيل الحديث، وحاثّا له لتقدير تقاليده الثقافية، ونحن في السفارة الإيطالية سعداء بتجلي هذا المعرض إلى حقيقة في أرض الواقع”.