معاناتنا مع الوزن الزائد

رغم المحاولات التي أبذلها لإقناع نفسي أن كرش الرجل وجاهة، وأن الرجل دون كرش لا يساوي قرشا، لم أكف خلال عشرين عاما عن البحث عن طريقة أتخلص فيها من الوزن الزائد. كل المحاولات كانت تتحطم أمام أصناف الطعام التي تعرضها أرفف المحلات والمطاعم.
ورغم أن وزني أكثر بقليل مما يجب أن يكون عليه، لا أخفي أنني طالما حسدت نوعية من البشر تأكل كل أصناف الطعام التي حرّمتها على نفسي، دون أن يزداد وزنها، حتى تخال أن هناك من يشاركها طعامها.
لست وحيدا في معاناتي مع الوزن الزائد، نصف البشرية على الأقل تشاركني هذه المعاناة.
لا يكفي الذهاب إلى صالات الرياضة والالتزام بنظام غذائي صارم للتخلص من الدهون المترسبة في الجسم والحصول على قوام رشيق.
جربت كل الوصفات الطبية والأعشاب، وكان الفشل دائما حليفي، لأقتنع مؤخرا أن مشكلة السمنة التي يعاني منها نصف سكان الأرض وتستثمرها الشركات بتسويق منتجات يثبت في نهاية الأمر فشلها، أكبر من ذلك بكثير.
ومع تزايد عدد الإعلانات عن مواد لإنقاص الوزن، تتزايد أعداد من يعانون من مشاكل السمنة. كل المنتجات التي تسوّقها الشركات فشلت في تحقيق نتائج مرضية، وأصبح البحث عن منتج مثل هذا كالبحث عن إوزة تبيض ذهبا.
الإوزة الوحيدة إلى يومنا هذا هي نظام غذائي طوره طبيب أميركي (راسل وايدر) عام 1920، وكان الهدف منه علاج مرضى الصرع، وأعيد اكتشافه مؤخرا ليصبح على لسان كل الحالمين بالرشاقة.
النظام هو بالطبع “كيتو” الذي يمنع تناول الكربوهيدرات والسكر.
تخيل عالما خاليا من الحلويات والبيتزا والسباكيتي والفطائر وأصناف الخبز والعصير والمشروبات الغازية.. إنه عالم لا يستحق أن يعاش.
كان هذا كافيا ليفشل نظام كيتو، رغم ثبات نجاحه في خفض الوزن.
الآن تخيلوا عالما تستطيعون أن تلتهموا فيه ما لذ لكم وطاب من أصناف الطعام، من حلويات وعصائر ولحوم ومعجنات ودهون.
يقال إن أثرياء روما القديمة كانوا يتناولون الطعام بشراهة ويستخدمون أدوية للتقيؤ ومن ثم العودة لمتابعة التهام الطعام.
بالطبع لا نريد حلا مثل هذا، خاصة في عالم يعاني من قلة الموارد الغذائية.
هناك الآن من يقول إن معاناتنا مع الوزن الزائد ستنتهي قريبا، ليصبح بمقدورنا تناول ما نشتهي من طعام دون أن نخشى العواقب. هذا ما تبشّر به دراسة حددت جينا يمكن لتعطيله أن يفضي إلى تحقيق حلم البشرية بالرشاقة.
التجارب التي أماط خبراء من جامعة كاليفورنيا اللثام عنها كشفت أن جينا واحدا هو المسؤول عن فقدان الخلايا الدهنية لقدرتها على حرق الطاقة.
دعونا من التفاصيل العلمية، ما يهمنا الآن أن تتحول التجارب المخبرية إلى حقيقة واقعية. لقد عانى مطبخ منزلي من تقشف حاد، وغابت عن رفوفه كل أصناف المعجنات والحلويات والمشروبات الغازية.
والآن بعد سماع الخبر بت أحلم بالتهام قطع بيتزا وشطائر برغر وشراء أصناف من الحلويات حرّمتها على نفسي.
مهما كانت النتائج، خبر مثل هذا يبرّئنا. نحن أصحاب الوزن الزائد لسنا مسؤولين عن المشكلة، المسؤول جين يمكن عزله أو التحكم فيه.