ملصق عن المسيح بمظهر "أنثوي" يثير غضب أوساط محافظة في إسبانيا

مدريد - أثار ملصق اختير رسمياً لاستخدامه في مراسم إحياء أسبوع الآلام في مدينة إشبيلية في جنوب إسبانيا غضب أوساط محافظة متشددة، ما دفعها إلى المطالبة بإزالته بحجة أنه مسيء للكاثوليك لأنه يصور المسيح بمظهر “أنثوي” وذو طابع “جنسي”.
ويُظهر الملصق، الذي كُشف عنه السبت ويحمل توقيع الفنان المتحدر من إشبيلية سالوستيانو غارسيا، المسيح القائم من الموت، بحسب الإيمان المسيحي، بجسم شبه عار لا تستره سوى قماشة بيضاء ملفوفة بحبل عند الوسط.
ويمثل الملصق “الجزء المضيء من أسبوع الآلام”، “بالأسلوب الخاص بهذا الرسام المرموق”، حسب ما ورد في بيان أصدرته المنظمة التي تجمع أخويات إشبيلية التي ستشارك في المسيرات المتوارثة منذ قرون خلال أسبوع الآلام الذي يمتد هذا العام لدى الكاثوليك من 24 إلى 30 مارس.
وأثار الملصق المقرر عرضه في جميع أنحاء المدينة جدلاً على شبكات التواصل الاجتماعي، إذ ندد مستخدمون كثيرون للإنترنت، ومعهم جمعية كاثوليكية محافظة للغاية، بما اعتبروه طابعاً “جنسياً” للرسم.
وقال معهد السياسة الاجتماعية (Ipse)، وهو منظمة مدافعة عن الرموز المسيحية وملتزمة بشكل خاص ضد الإجهاض، إن هذا الملصق “عار حقيقي وانحراف”. واعتبرت المنظمة أن الملصق يجسّد المسيح بمظهر أنثوي، داعية إلى إزالته ومطالبة الفنان باعتذار علني عن التجسيد “المهين” الذي لا يتوافق مع روح أسبوع الآلام.
في المقابل ندد الفنان الذي رسم الملصق بهذه الحملة على عمله، مبدياً في مقابلة مع صحيفة “إيه بي سي” اليومية المحافظة دهشته من هذه الانتقادات، ومؤكداً أنه رسم عملا لطيفا وأنيقا ينمّ عن “احترام عميق” للمؤمنين.وقال الفنان البالغ من العمر 52 عاماً “رؤية طابع جنسي في طريقة تجسيدي للمسيح تعكس عقولاً مريضة”، مذكراً بأن المسيح كان يتم تمثيله عارياً بانتظام في الفن الكلاسيكي. وسخر قائلا “الأشخاص الذين قالوا أشياء سيئة عن عملي (…) يحتاجون إلى القليل من الثقافة الفنية”، مبدياً استغرابه من تسييس الملصق.
ودافع الاشتراكيون الذين يتولون السلطة في إسبانيا عن الملصق، مستنكرين الحملات التي تنمّ عن “معاداة للمثليين وكراهية”، على حد تعبير زعيمهم في الأندلس خوان إسباداس، الذي دافع عن مزيج “التقاليد والحداثة” الذي تتميز به هذه المنطقة.