نجاح أول عملية لجراحة الدماغ أثناء اليقظة في تونس

فريق طبي تونسي يتمكن من استئصال ورم كبير في قاع الجمجمة باستعمال المنظار.
الاثنين 2024/01/29
جراحة الدماغ أثناء اليقظة تستخدم في علاج حالات الجهاز العصبي

تونس - تمكن فريق طبي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بمحافظة المنستير، من استئصال ورم من دماغ مريضة وهي في حالة يقظة، باعتماد طريقة حديثة في التخدير.

وقال مهدي درمول، إن العملية التي أجريت على فتاة عمرها 17 سنة، تمت باعتماد تقنية جراحة حديثة يكون فيها المريض في حالة يقظة، بما يسمح من تفادي حدوث شلل نصفي بعد استئصال الورم.

وبين رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفي فطومة بورقيبة، أن هذه التقنية أتاحت التواصل مع المريضة، ومساعدة الطاقم الطبي بتحريك يدها وساقها اليسرى.

كما تمت الاستعانة بآلات عصرية تحفيزية خلال التدخل الجراحي لتحديد الأعصاب التي تتحكم في اليد والرجل، وبالتالي تفاديها والقيام باستئصال الورم بشكل آمن، حسب رئيس القسم الذي أكد أن مصحة خاصة قامت بتقديم التجهيزات مجانا.

وأشار درمول إلى أن العملية الأولى من نوعها التي تمت في مؤسسة صحية عمومية، وقد تواصلت إلى أكثر من 5 ساعات بمشاركة حوالي 12 إطارا طبيا وشبه طبي من المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة ومن مصحة خاصة لها خبرة، لافتا إلى أنها فرصة لتكوين قرابة 10 من أطباء التبنيج الشبان.

وبين درمول أن قاعة العمليات بقسم الأعصاب بالمستشفي الجامعي فطومة بورقيبة ستشهد يومي الخميس 23 مايو والجمعية 24 مايو المقبلين، إجراء عملية جراحية الأولى من نوعها في تونس تتمثل في استئصال ورم كبير في قاع الجمجمة باستعمال المنظار.

خلال التدخل الجراحي تمت الاستعانة بآلات عصرية لتحديد الأعصاب التي تتحكم في اليد والرجل وبالتالي تفاديها

وعبر عن أمله في التسريع بتوفير المعدات الحديثة وإعادة تهيئة وحدة الإنعاش التابعة لقسم جراحة الأعصاب بالمستشفي الجامعي فطومة بورقيبة، حتى يتمكن الفريق الطبي بها من مواصلة القيام بمثل هذه العمليات وإيواء المريض مباشرة في وحدة الإنعاش بعد العملية الجراحية وعدم الاضطرار إلى نقله إلى قسم الإنعاش عبر المصعد.

ويوجد حاليا أكثر من 20 مريضا في حاجة إلى تدخل جراحي، وفي حال وقع التسريع بتوفير التجهيزات وتهيئة غرفة ما بعد العمليات، فيمكن التقليص في مدّة الانتظار بالنسبة إلى المرضي، علاوة على ضرورة دعم القسم بالموارد البشرية.

وتعد جراحة الدماغ أثناء اليقظة، أحد أنواع الإجراءات التي يتم تنفيذها على الدماغ عندما يكون المريض متيقظًا ومنتبهًا. وتُستخدم جراحة الدماغ أثناء اليقظة في علاج بعد حالات الدماغ (الجهاز العصبي)، بما في ذلك بعض الأورام الدماغية أو النوبات الصرعية.

إذا كان الورم الذي يعانيه الشخص أو منطقة بدماغه تسبب له نوبات (تركيز الصرع) تقع بالقرب من أجزاء الدماغ التي تتحكم في الرؤية والحركة أو الكلام، فقد يحتاج إلى الاستيقاظ أثناء الجراحة. وقد يطرح جرّاحه عليه أسئلة ويراقب النشاط في دماغه عندما يبدي ردود فعل.

وتساعد ردود الفعل الجرّاح على ضمان أنه يعالج منطقة الدماغ الصحيحة التي تحتاج إلى الجراحة. كما يحد هذا الإجراء من خطورة تلف المناطق الوظيفية في الدماغ التي تؤثر في الرؤية أو الحركة أو الكلام.

وإذا كان هناك ورم أو جزء من الدماغ يُسبب نوبات يحتاج إلى الإزالة جراحيًا، يجب على الأطباء التأكد من أنهم لا يتسببون في تلف منطقة الدماغ التي تؤثر في اللغة، والكلام والمهارات الحركية.

إنه من الصعب تحديد هذه المناطق تمامًا قبل إجراء الجراحة. وتسمح جراحة الدماغ مع اليقظة للجراح أن يعرف تحديدًا أيًّا من مناطق الدماغ تتحكم في تلك الوظائف، ومن ثم يمكنه تجنبها.

15