رقعة طبية بديلة للإبر الصلبة تعالج بلا ألم

طور باحثون من كوريا الجنوبية رقعة طبية تستعمل كبديل للحقن التقليدية، وتتميز الرقعة الطبية بكونها لا تسبب وخزا وألما كالذي تسببه الإبر، كما أنها غير مكلفة وصديقة للبيئة أي يمكن رسكلتها بعد استعمالها. وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد الحقن التي تعطى كل عام بنحو 16 مليار حقنة في جميع أنحاء العالم، مما يصعّب التخلص من جميع الإبر والمحاقن بشكل سليم.
سيول - يمكن للرقعة الطبية الدقيقة التي ابتكرتها شركة كورية جنوبية، أن تجعل الأشخاص الذين يخافون من وخر الإبر لا يخشون فحوصهم التالية، بحيث تصبح زيارتهم للطبيب تجربة غير مرعبة.
ويقول مطورو الرقعة، إنها تعتبر طريقة غير مؤلمة وفعالة من حيث التكلفة لإدارة اللقاحات والأدوية، كما أنها صديقة للبيئة.
وتشمل إبرا صغيرة تكون أطرافها أقل توغلا. وهي غير مؤلمة، حسب تصريحات تشي يونغ كيم، منسق الأبحاث في كواد ميديسين، لخدمة إنتر برس.
وقال إن ملمسها يشبه لسان القطة. وأكّد كونه كالخدش الذي لا يسبب الألم. وتوفر الرقعة الجرعات بدقة.
وتحصلت كواد ميديسين على براءة اختراع شكل رقعة الإبر الدقيقة القابلة للفصل. وقال كيم إن العملية تشمل إدخال أطراف الإبرة الدقيقة في الجلد لتوصيل المكون الصيدلاني النشط بطريقة تقلل من وقت العملية مع تعزيز فعاليتها.
في السنوات الأخيرة، ازدادت الحاجة إلى الأبحاث حول رُقع الإبر المجهرية لإيصال اللقاح، بسبب امتثالها الاستثنائي وقلة توغلها
وأشار كيم إلى أن للرقعة ميزات أخرى تشمل استقرار حالتها مهما كانت درجة حرارة الغرفة، مما يسهل نقلها وتخزينها. كما يمكن رسكلتها بعد الانتهاء من استعمالها، ولن تخلّف بذلك الكثير من النفايات.
وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد الحقن التي تعطى كل عام بنحو 16 مليار حقنة في جميع أنحاء العالم، مما يصعّب التخلص من جميع الإبر والمحاقن بشكل سليم.
وذكرت أن حرق مخلفات الرعاية الصحية، مثلا، ينتج انبعاثات في شكل ديوكسينات وفيورانات وغير ذلك من ملوثات الهواء السامة. ويجب لذلك ضمان الإدارة الآمنة والسليمة بيئيا لنفايات الرعاية الصحية.
وتحدث كيم عن إمكانية تجميد الأشكال الجافة من اللقاحات، أي تلك التي تعتمد نسخة غير سائلة من المكون الصيدلاني النشط. وأشار إلى القدرة على إرفاق المسحوق المجفف إلى الرقعة المبتكرة.
وتنظر الشركة الآن في مختلف أنواع اللقاحات والأدوية، مثل لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال الذي يمكن استخدامه في الرقعة. وتُنفّذ الخطط لتقديم ملف تطبيقات الأدوية الجديدة التحقيقية لتُمكِن الموافقة على إجراء التجربة السريرية قريبا. وسيجري اختبار النماذج الأولية من الرقعة خلال التجارب السريرية من المرحلة الأولى إلى الثالثة.
وقال كيم إن خطط النشر تشمل البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وسوق المنتجات المتميزة للابتكار، مما يعني أن رقعة اللقاحات ستكون ميسورة التكلفة للصحة العالمية. ويُذكر على سبيل المثال، أنه بالنسبة لبعض اللقاحات، مثل لقاح الأنفلونزا، يمكن الاقتصاد في الجرعة عند استخدام الإبر الدقيقة. ولم تعد رقعة الإبر الدقيقة تدعو إلى استخدام نفس الكمية من المطهر التي كانت ضرورية عند استعمال الحقن التقليدية.
إن حقن اللقاحات يتطلب حاليا تدخلا من العاملين الصحيين من طاقم طبي وشبه طبّي. لكن سوف يصبح بإمكان المتطوعين، عند استخدام الرقع مساعدة المرضى الذين يحتاجون إلى اللقاحات.
وقال كيم “أخشى الأدوات الحادة”. وذكر أنه في كل مرة يزور فيها المستشفى، تطلب منه الممرضات الاسترخاء حتى لا تتقلص عضلاته وتؤلمه الوخزة.
وأضاف “أخذت أطفالي إلى طبيب الأسرة، ولم أجد سوى خيار واحد، الإبرة الدقيقة الصلبة”. وأكّد أن تجربته الشخصية مع الخوف من الإبر جاء صدفة مع تخصصه في كواد ميديسين، التي شاركت في تطوير الرقعة.
وصرّح كيم “عملنا على تطوير أشكال جديدة لتوصيل اللقاحات والأدوية من خلال الرقعة المغلفة أو تلك القابلة للذوبان، وهي تشكّل بديلا محتملا للإبر الصلبة وحلا أفضل لتقديم الكمية الصحيحة من الأدوية واللقاحات لجسمنا لضمان استجابات مناعية أفضل”.
ويعد الجلد طريقا جذابا لتوصيل الأدوية لأنه يسمح للأدوية بالانتقال مباشرة إلى الموقع المستهدف، ما قد يكون مفيدا في لأم الجروح أو التطبيقات الطبية والتجميلية الأخرى.
وكان باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد طوروا رقعة يمكن ارتداؤها تطبق موجات فوق صوتية غير مؤلمة على الجلد، ما يخلق قنوات صغيرة يمكن للأدوية أن تمر من خلالها.
ويقول الباحثون، إن هذا النهج يمكن أن يفسح المجال لتقديم علاجات لمجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية، ويمكن أيضا تكييفه لتوصيل الهرمونات ومرخيات العضلات والأدوية الأخرى.
ويقول كانان داغديفيرين، الأستاذ المشارك في مختبر “ميديا لاب” التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكبير مؤلفي الدراسة: “إن إيصال الأدوية بهذه الطريقة يمكن أن يوفر سمية جهازية أقل ويكون أكثر موضعية وراحة ويمكن التحكم فيها”.
وبدأ الباحثون هذا المشروع لاستكشاف طرق بديلة لتوصيل الأدوية. ويتم إعطاء معظم الأدوية عن طريق الفم أو الوريد، ولكن الجلد هو وسيلة يمكن أن توفر توصيلا دوائيا أكثر استهدافا لتطبيقات معينة.
ويوضح الدكتور أستاسا شاه، من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: “الفائدة الرئيسية للجلد هي أنك تتجاوز الجهاز الهضمي بالكامل. عن طريق الفم عليك إعطاء جرعة أكبر بكثير من أجل حساب الخسارة التي قد تتعرض لها في الجهاز الهضمي. وهذه طريقة أكثر استهدافا وتركيزا لتوصيل الأدوية”.
وفي السنوات الأخيرة، ازدادت الحاجة إلى الأبحاث حول رُقع الإبر المجهرية لإيصال اللقاح، بسبب امتثالها الاستثنائي وقلة توغلها، لذلك قام الباحثون بتطوير رُقع الإبر المجهرية كبديل للحقن التقليدية.
وعلى مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية، اندهش العالم من السرعة التي استطاع بها العلماء تطوير لقاحات مرشحة لمواجهة فايروس كوفيد-19. تُؤخذ غالبية هذه اللقاحات عن طريق الحقن تحت الجلد، مما يسمح بمرور مكونات اللقاح بسرعة في مجرى الدم. ومع ذلك، يتطلب بعضها جرعات متعددة، ويجب أن يظل معظمها في درجات حرارة منظمة، وغالبًا ما تكون شديدة البرودة حتى تُعطى من قبل موظفين مدربين، مما يخلق تحديات لوجستية كبيرة.
وعمل العديد من الباحثين على تقنية تهدف إلى توفير مزايا اللقاحات القابلة للحقن دون عيوب، ودون محقن الإبرة التقليدية، وهي الإبر المجهرية.
وفي حين أن تكنولوجيا الطب السريري لا يزال أمامها طريق طويل، إلا أن إدراج التجارب البشرية منذ أقل من 10 سنوات، قد يكون هو مستقبل توصيل اللقاح، وقد أظهر الوباء المستمر الحاجة إلى تسريع تطوره.
وبشكل أساسي تُوصل مجموعة من الإبر الدقيقة التي يبلغ قياسها مئات الميكرونات فقط إلى دعامة، مما يؤدي إلى نموذج يشبه الضمادة. يمكن تغليف الأدوية داخل إبر مجهرية قابلة للذوبان في الماء تذوب عند وضع اللصقة على الجلد، مما يسمح بإطلاق الدواء.
الأهم من ذلك، أن الإبر الدقيقة تخترق الطبقة الخارجية من الأنسجة للسماح بامتصاص أكبر للأدوية مقارنة بالكريمات أو الأنواع الأخرى من اللاصقات الطبية، مثل لاصقات النيكوتين، لكنها لا تخترق بعمق كافٍ لتحفيز مستقبلات الألم. يمكن استخدام اللصقة ذاتيًا وهي سهلة وغير مؤلمة مثل تناول حبة الدواء.
إلا أن هذة الرقعة لها بعض القيود، نظرًا لأنها جهاز طبي صغير، فإن جرعة الدواء القصوى قليلة جدا. ولكن بالنسبة للعلاجات التي لا تتطلب جرعات عالية، بما في ذلك اللقاحات (كل من اللقاحات القائمة على المستضد والجسيمات النانوية، مثل تلك المستخدمة في لقاحات الرنا المرسال ضد كوفيد-19)، والهرمونات، والأدوية ذات الفاعلية المرتفعة، تعتبر الإبر المجهرية مثالية. بالإضافة إلى كونها سهلة الاستخدام، يمكن أن تثير الإبر المجهرية استجابة مناعية أكثر قوة.