الذكاء الاصطناعي يثير غضب محبي تايلور سويفت

وسائل إعلام أميركية ذكرت أن الصورة بقيت منشورة في إكس لأكثر من 17 ساعة قبل أن تُحذف.
الأحد 2024/01/28
لا بد من وضع حواجز

أعاد انتشار صور إباحية تمّ إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي للنجمة الأميركية تايلور سويفت، الجدل حول تنامي إنشاء المحتويات الضارة بواسطة التزييف العميق للمزيد من الشخصيات العامة. ومن المنتظر أن يحرّك استهداف سويفت، بوصفها تتمتع بشعبية عالمية، السلطات لإقرار قانون يضع حدا لمثل هذه الممارسات.

واشنطن - أثار التداول على نطاق واسع عبر منصة إكس (تويتر سابقا) ومنصات اجتماعية أخرى لصور إباحية مفبركة للنجمة تايلور سويفت ابتُكرت باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، الجمعة، غضبا واسعا في أوساط الطبقة السياسية الأميركية ومحبّي المغنية.

وشوهدت إحدى الصور أكثر من 47 مليون مرة عبر الشبكة الاجتماعية. وذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ الصورة بقيت منشورة في إكس لأكثر من 17 ساعة قبل أن تُحذف. وليست الصور الإباحية المزيفة بتقنية التزييف العميق (ديف فايك) لنساء مشهورات أو عاديات بالمسألة الجديدة. إلا أنّ تطوير برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد يؤدي إلى ابتكار كمية كبيرة جدا من المحتوى المهين، بحسب ناشطين وجهات ناظمة.

وبما أنّ الصور المفبركة طالت هذه المرة تايلور سويفت التي تحتل المرتبة الثانية بين الفنانين الأكثر استقطابا للمستمعين في العالم عبر منصة سبوتيفاي، قد يساهم ذلك في جعل السلطات تلتفت أكثر إلى المشكلة، لأنّها أثارت هذه المرة سخط الملايين من المعجبين بالنجمة.

وكتبت دانيشا كارتر، وهي شخصية مؤثرة يتابع حسابها في إكس مئات الآلاف، عبر المنصة الاجتماعية، إن "النقطة الإيجابية الوحيدة في ما حدث لتايلور سويفت هو أنها تتمتع بمكانة مهمة لتدفع السلطات لإقرار قانون وإنهاء كل هذه الممارسات".  وأعرب البيت الأبيض عن قلقه في شأن هذه المسألة. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار في تصريح صحفي "نحن قلقون من الأخبار التي تشير إلى التداول بهذه الصور المزيفة".

◙ استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء محتوى قد يكون ضارا ويستهدف جميع أنواع الشخصيات العامة، يتزايد بسرعة وينتشر بشكل أسرع

وذكّرت كارين جان بيار بأهمية دور شبكات التواصل الاجتماعي في الإشراف على المحتوى. وأضافت "لسوء الحظ، ندرك في كثير من الأحيان أن لعدم تنفيذ القانون تأثيرا كبيرا على النساء والفتيات اللواتي يشكلن الأهداف الرئيسية للتحرش عبر الإنترنت". وأكد بن ديكر، الذي يدير وكالة "ميمتيكا" لتحليل التهديدات عبر الإنترنت، في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأميركية، أن "هذا مثال رئيسي على الطرق التي يتم بها إطلاق العنان للذكاء الاصطناعي للعديد من الأسباب الشائنة، دون وجود حواجز حماية كافية لحماية الساحة العامة".

وأفاد ديكر أن استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لإنشاء محتوى قد يكون ضارا ويستهدف جميع أنواع الشخصيات العامة، يتزايد بسرعة وينتشر بشكل أسرع من أي وقت مضى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.  وقال إن استهداف سويفت يمكن أن يجذب المزيد من الاهتمام للقضايا المتزايدة حول الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، متابعا "لا تمتلك شركات وسائل التواصل الاجتماعي خططا فعالة لمراقبة المحتوى بالضرورة".

وتقلّ قواعد إكس المرتبطة بالإباحية صرامة من تلك التي تفرضها منصتا إنستغرام وفيسبوك. وتتمتع أبل وغوغل بحق التحكم في المحتوى المتداول عبر التطبيقات من خلال قواعد تفرضانها على أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة الخاصة بهما، لكنهما حتى الآن متساهلتان في هذا الخصوص مع منصة إكس.

وأكدت منصة إكس في بيان التزامها “سياسة عدم التسامح مطلقا” تجاه نشر صور إباحية، مؤكدة أنها “حذفت كل الصور المزيفة للمغنية وستتخذ "الإجراءات المناسبة في حق الحسابات التي نشرتها". ولم يعلق ممثلو المغنية الأميركية بعد على انتشار الصور.

ولاحظت النائبة عن الحزب الديمقراطي إيفيت كلارك التي سبق أن أيّدت قانونا يكافح هذه الممارسات أن “ما حدث لتايلور سويفت ليس جديدا، فمنذ سنوات والنساء يستهدَفن من خلال نشر صور مزيفة لهنّ من دون موافقتهن”، لافتة إلى أن “ابتكار هذه الصور بات أسهل وأرخص مع التقدم الذي يشهده الذكاء الاصطناعي".

ورأى العضو في الكونغرس توم كين جونيور أنّ “الذكاء الاصطناعي يتطوّر بوتيرة أسرع من الضوابط اللازمة له”، مضيفا “سواء أكانت الضحية تايلور سويفت أو أي شابة في بلدنا، علينا وضع حواجز لمكافحة هذه الظاهرة المقلقة".

وتوصلت دراسة أجريت عام 2019، إلى أن 96 في المئة من مقاطع الفيديو المزيفة كانت إباحية. ولفتت مجلة "وايرد" إلى أنّ 113 ألف مقطع فيديو مماثل جرى تحميله في المواقع الإباحية الرئيسية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023.

18