هجوم بمسيرة على حقل للغاز في كردستان يتسبب في قطع الكهرباء

أربيل - أدى هجوم بطائرة مسيرة على أحد أكبر حقول الغاز في العراق إلى تعليق مؤقت للإنتاج، مما تسبب في انقطاع كبير في التيار الكهربائي في أنحاء إقليم كردستان بشمال البلادوفق ما قال مسؤولون اليوم الجمعة وذلك بعد فترة من هجوم شنه الحرس الثوري الإيراني في المنطقة وسط تنديد من قبل حكومة الإقليم والحكومة المركزية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الطائرة المسيرة التي قصفت حقل خور مور للغاز في منطقة السليمانية بشمال العراق ليلا فيما قالت شركة دانة غاز الإماراتية للطاقة التي تشغل الحقل إن الهجوم ألحق أضرارا بخزان للغاز المسال لكنه لم يتسبب في إصابات بشرية.
وقالت دانة غاز إن الإنتاج توقف مؤقتا حتى تم إخماد الحريق ويتوقع استئناف العمل قريبا فيما قالت وزارة الكهرباء في إقليم كردستان إن الهجوم أدى إلى تقليص إنتاج الكهرباء بنحو 2800 ميجاوات.
وأدانت السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوفسكي الهجوم قائلة إنه "يعرض ملايين لانقطاع الكهرباء في فصل الشتاء" وقالت مصادر محلية إن الكهرباء انقطعت تماما في المنطقة منذ الهجوم.
ويمتلك كونسورتيوم اللؤلؤة المكون من شركة دانة غاز الإماراتية للطاقة ووحدتها التابعة نفط الهلال حقوق استغلال حقلي خور مور وجمجمال، وهما من أكبر حقول الغاز في العراق.
ويشهد العراق هجمات شبه يومية بطائرات مسيرة وصواريخ تشنها جماعات مسلحة منذ نشوب الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر تشرين الأول، استهدف معظمها قواعد تضم قوات تابعة للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة. وأعلنت جماعة المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عنها، وهي مظلة تضم فصائل متشددة موالية لإيران.
وأمس الخميس، قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان بشمال العراق إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة ملغومة استهدفت قوات أميركية في قاعدة بالقرب من مطار أربيل.
والاسبوع الماضي أعلن الحرس الثوري الإيراني أنّه قصف بصواريخ بالستية أهدافاً "إرهابية" في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، في هجوم وصفته واشنطن بـ"المتهوّر" وأوقع في أربيل أربعة قتلى مدنيين على الأقلّ فيما نددت بغداد كذلك بالعملية.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" عن الحرس الثوري حينها قوله إنّه "دمّر مقرّ تجسّس" و"تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران" في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
واستنكر الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد بشدة القصف الإيراني واصفا إياه بأنه "انتهاك للسيادة العراقية فيما قررت الحكومة بعث لجنة تحقيق.
كما استدعت الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد أبوالفضل عزيزي لتسليمه "مذكرة احتجاج" بعد الضربات.
وبات العراق ساحة مفتوحة للصراع الإقليمي والدولي على وقع العديد من التطورات في المنطقة على غرار الحرب في غزة.
ويستعد العراق والولايات المتحدة لبدء محادثات تهدف لإنهاء مهمة التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن بعد شن غارات طالت قواعد للحشد الشعبي انتقاما من هجمات صاروخية حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بهدف وضع جدول زمني للانسحاب التدريجي.