معركة جديدة على الريادة الفنية يثيرها تكريم نجاة الصغيرة في الرياض

القاهرة - تتواصل ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على ظهور المطربة نجاة الصغيرة على مسرح بكر الشدي بالرياض للمشاركة في حفل “جوي أواردز”، حيث كان هذا الظهور بعد ثلاثة عقود من الغياب. وهو الأمر الذي فاجأ جمهورها المصري والعربي خلال تقديمها مقطعا من أغنية “عيون القلب” بطريقة “البلاي باك”، وأثار موجة من الجدل أعادت الحديث عن المنافسة الفنية بين الرياض والقاهرة.

ويبلغ عمر نجاة الصغيرة 85 عاما، حيث ظهرت عليها علامات الوهن الشديد، ولم تستطع حمل درع تكريمها وتوجيه كلمة إلى الجمهور، وكادت أن تفقد توازنها وتسقط على الأرض أكثر من مرة، ليشن ناشطون هجوما واسعا على فكرة إحضارها للسعودية، معتبرين أنّ ظهورها على المسرح في وضع صحي صعب، يعدّ انتقاصا من رصيدها وتاريخها الفني وصورتها الراسخة في ذهن جمهورها.

azza_204@

واقفة متلصمة وماسكة في المايك ومصورين من بعيد عشان مايبانش أنها بتحرك شفايفها مع الأغنية المسجلة، وكانت هتقع لما سابوا إيديها ورفضت تتكلم لأن صوتها بيترعش وهيبان الفرق، بوظتوا صورتها الجميلة اللي في أذهان الناس لا سامحكم الله.

واتهم هؤلاء القائمين على الحفل بمحاولة تصدّر الترند وجذب الأضواء من خلال استضافة نجاة الصغيرة، وتساءل البعض عن قيمة المقابل المادي الذي تقاضته الفنانة، والذي جعلها تخرج من عزلتها، وقاموا بالمقارنة بينها وبين السيدة فيروز التي كرمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منزلها.

hamadaelab@

حتى #نجاة_الصغيرة لم تسلم، سنها، مقامها، صحتها، تاريخها. الرئيس الفرنسي #ماكرون كرّم السيده #فيروز في منزلها في بلدها. احترام الفن وعدم استغلال حاجه وظروف البشر واجب.

وساهم بعض وسائل الإعلام في تغذية موجة الغضب، حيث تداول ناشطون مقاطع فيديو للإعلامي المصري خيري رمضان خلال برنامجه “مع خيري” عبر فضائية “المحور”، يقول “لكن مين اللي أقنع نجاة إنها تروح، حكاية الفلوس مش داخلة دماغي أوي، إلا في حالة واحدة، إن في مستفيدين حواليها ضغطوا عليها، فهي راحت من أجلهم وليس من أجل نفسها، نجاة التي تجاوزت الثمانين لا يمكن تكون بتدور على فلوس، لو عايزة فلوس كانت عملت كتير، ربما حد تاني عايز فلوس”.

ليرد عليه العديد من رواد مواقع التواصل والفنانين، رافضين وجهة النظر التي تنم عن عداء أكثر منها رأيا موضوعيا أو غيرة فنية.

وقال ناشط:

thamer_5491@

واستذكر آخرون الهجمات التي طالت العديد من الفنانين المصريين بسبب تكريمهم في السعودية، وابدائهم الامتنان للمملكة على احتضانهم لهم بعد فترة طويلة من النسيان في مصر، وجاء في تعليق:

ahmedabz1925@

إعلاميو أمن الدولة من فترة لأخرى يرسلون رسائل كراهية مبطنة واستعلاء ضد السعودية، ولازلنا نتذكر الضجة الإعلامية عندما قال محمد الحلو عمار يا سعودية #نجاة_الصغيرة المطربة المتبقية من الزمن الماضي الجميل وهرم من أهرام الأغنية المصرية والعربية بلاش تدخولها في مماحكات ومناكفات سياسية.

وكشفت الفنانة أنغام عن ضيقها الشديد من مهاجمي ظهور الفنانة نجاة في الحفل، ونشرت عبر موقع “إكس” تدوينة:

Angham@

وعلّق الكاتب السعودي دويع العجمي على حسابه في إكس:

dhalajmy@

جن جنون الإعلام المصري لحظة تكريم #نجاة_الصغيرة في #الرياض. يعاتبونها على ظهورها بهذا السن، وكأن الإنسان مُلزم بأن يدفن نفسه عندما يكبر ويموت وهو حي وأن العمر والكِبر عار يُدارى بالاختباء.

واعتبر كثير من المعلقين العرب أن ظهور نجاة كان أحلى طلة في هذه الليلة، لتصبح مفاجأة الحفل، وتوجّه آخرون بالشكر إلى المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه بالسعودية، لأنّه طمأن جمهور المطربة بعد اختيارها الابتعاد عن الأضواء لسنوات طويلة.

وعلّقت ناشطة من لبنان:

fatimadaoud@

يؤسفني حقا ما تتعرض له القامة الفنية العملاقة #نجاة_الصغيرة، بعد مشوارها وأرشيفها الغنائي الساحر الذي لامست فيه قلوبنا وإحساسنا ..تكريمك مستحق في المملكة العربية السعودية وعقبال كل الدول العربية. ولبعض الحاقدين لما حد يكرمك أضعف الإيمان تقوله “شكرا” مع كل الحب.

نجاة الصغيرة التي عاشت منسية في بلدها ولا يكاد يذكرها أحد، في بيت مهترئ ووضع مادي سيّء، ومع هذا غضبوا لحظة معرفتهم أن هناك من قدّرها بتكريم يليق بمسيرتها وهي في خريف العمر.

التكريم الذي من شأنه أن يحفظ لها حياة كريمة بما تبقى لها من هذه الرحلة.

هجومهم ليس محبةً في نجاة بل كرهًا لتوهج الرياض في كل موسم وسحبها البساط والأضواء من أقدام كل من كان يتهكم على سنينهم الماضية، حتى باتت مقصدًا للسياح والنجوم والفعاليات الكبرى.

وأضاف مغرد:

saadalbiladi@

السعادة التي تنبثق من وجه الفنانة الكبيرة #نجاة_الصغيرة تؤكد أنها لم تأت من أجل المال، بل لما حظيت به من اهتمام ومحبة وتقدير.

شكراً للقائمين على #موسم_الرياض على تكريم رموز الفن العربي.

وأعرب آخر:

starfebruary4@

وذكرت تقارير إخبارية مصرية، أن المطربة نجاة كانت من المقرر أن تُغني لايف مع جمهورها، وتقدم أغنيتها الشهيرة أنا بعشق البحر. وتدربت على الأغنية، ولكن بعد ذلك تعثرت، بسبب ضيق الوقت، وإجهادها في البروفات، لذلك اضطر القائمون على الحفل استبدال اللايف بـالبلاي باك أو الأغاني المُسجلة، وقررت الفنانة أن تطل على جمهورها بأغنية عيون القلب.

وبينما جادل الكثيرون حول أسباب عدم تكريم نجاة في بلادها، تحدث الفنان حلمي عبدالباقي وكيل نقابة المهن الموسيقية، عن الأسباب قائلا خلال مداخلة هاتفية في برنامج “تفاصيل”، للإعلامية نهال طايل والذي يعرض عبر فضائية “صدى البلد 2″، “نجاة كانت مشتاقة لجمهورها للغاية لأنها قيمة كبيرة، وهي من ضمن القلائل لأنها من عمالقة الفن الموجودين حاليا ونفتخر بوجودها”.

وأوضح حلمي أن النقابة كرّمت أشخاصا كثيرين، وهناك برنامج قائم على ذلك الموضوع. ولكن هناك فرقا في حجم التجهيزات، وصعب للغاية تنفيذ مثل تلك الفكرة. و”لكن قمنا بتكريم فنانين كبار وهناك خطة لتكريم كل الرموز في مصر، ولكن الأمر يحتاج إلى مساندة ودعم من قبل الدولة ووزارة الثقافة”.

بدورها، وجهت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله رسالة حادة لمنتقدي ظهور الفنانة نجاة الصغيرة في حفل الرياض، حيث شكرت الله عز وجل على وفاة الفنان عبدالحليم حافظ. وكتبت عبر حسابها الرسمي بموقع فيسبوك، “الحمد لله إن عبدالحليم حافظ توفي قبل الناس دي ما تتواجد ويسخروا من تقدمه في العمر رغم كل إنجازاته”.